لا شك في أن دخول المولى إدريس بن عبد الله الكامل إلى المغرب سنة 169 هـ وتأسيسه فيه بعد ثلاث سنوات لأول دولة مستقلة يعد ثاني حدث مهم في تاريخه الاسلامي، فإذا كان الفاتحون المسلمون الأولون حملوا إليه الاسلام في القرن الأول للهجرة فإن ادريس الأول هو الذي مكَّن فيه للدين الحنيف بعد ذلك بقرن، ووضع اللبنات الأولى في صرحه السياسي والثقافي والاجتماعي المتميز والمختلف تمام الاختلاف عن الصروح بل عن الصبغات التي اصطبغ بها قبل مجىء الاسلام والتي لم تثبت على مرِّ الزمان...