احتفاء مسرحي بالمرأة الصحراوية بطانطان

السبت 16 يونيو/جوان 2018

    في اطار الأنشطة الثقافية المدعومة من مؤسسة المكار بطانطان، قدم مركز أكبار للدراسات والأبحاث عرضه المسرحي التراثي ” أسريسر ذهبو” مساء يوم الإثنين 11 يونيو 2018  على الساعة الحادية عشر ليلا بقاعة العروض المسيرة ، وقد واكب العرض جمهور غفير تماهى مع مشاهد الحكاية التراثية الممسرحة  التي نالت اعجابه، وجدير بالذكر أن هذه المسرحية اتسمت برؤية اخراجية وسينوغرافية من توقيع الأستاذ المختار أمجيديلة تماثلت مع طبيعة النص المسرحي الذي أعده دراماتورجيا وأشرف عليه الدكتور اسليمة أمرز رئيس المكتب الإداري لمركز أكبار ، كما أدار الأستاذ فؤاد رشيد المؤثرات الصوتية  وإنارة العرض المسرحي ، أما التشخيص فتراوح بين مجموعة من الشباب اليافعين وهم كل من الزهرة الناب عن دور الجدة راوية الحكاية، ومريم الكراب عن دور أسريسر ذهبو وبوبة علوات عن دور كمبة، وكل من المستاوي محمد وحمزة المهنديز على التوالي  عن دوري أخ أسريسر ذهبو وزوجها، كما شخص دوري أحفاد الجدة الطفلين الشقيقين النوعة الزكاوي ويوسف الزكاوي ، وقد أسندت مهمة الملابس والماكياج للزهرة الناب ، والمحافظة العامة للأستاذ اعلي سالم مزغاني ، أما التوثيق والأرشفة فقد قام بها الصحفي محمد حمو وطاقم جريدة طانطان 24، أما الموسيقى الموظفة فلم تخرج عن النمط التراثي لتؤثث آلة التيدينيت مشاهد العرض المسرحي بطابع حي ومباشر أداه الفنان المحترف مسعود صاندياكو.

 


لقدامتلك هذا العرض المسرحي مستويات متعددة من رؤى السرد والأداء وتوظيف تقنية مسرح خيال الظل لتقريب أحداث الحكاية من تمثل المتفرج، وإبراز اختلاف الجذور الاجتماعية والأبعاد النفسية للشخصيات كمبة وأسريسر ذهبو، حيث اعتمد الإخراج الركحي بشكل رئيسي على خلق مرآة وهمية في عمق العرض تقدم مجموعة من الدلالات عبر ظلال الممثلين الآتية من وراء قطعة الثوب الأبيض، ومن أهمها تعدد الرموز والرؤى والأحداث والصراع  القائم بين الرجل والمرأة من جهة وصراع القيم من جهة ثانية. تجسدت سينوغرافيا من خلال تصميم الخشبة وزخرفتها بما يتناسب مع طبيعة النص الحكائي حيث تم تقسيم الركح إلى قسم خاص باللعب من وراء وأمام خيال الظل، وقسم ثاني هو فضاء الحكي الذي يحيل مباشرة على فضاء الصحراء من خلال تشييد خيمة صحراوية مؤثثة ببعض القطع السينوغرافية التراثية الممتحة من الثقافة الحسانية، كالملابس والحلي وتوظيف الشعر الحساني والأمثال الشعبية وطقس “تاغروين”…الأمر الذي أنتج آفاقا للإيهام الذي يتسم به الفعل المسرحي، وهو ما ساعد على إتمام عنصر التواصل وتحقيق أفق انتظار التلقي . وهكذا اتجهت الرؤية الإخراجية والسينوغرافية إلى إيجاد مسرح داخل المسرح أو ما يعرف بالميتا مسرح.

أما تمية العرض فقد لامست موضوع المرأة في المجتمع الحساني، من خلال إبراز مكانتها وأبعادها التربوية والنفسية والاجتماعية والرمزية التي تضطلع بها داخل المجتمع الصغير(الأسرة) والمجتمع الكبير، حيث تم رصد البعد القيمي والفكري و الوظيفي للمرأة الصحراوية.

وبعد انتهاء العرض تم توزيع مجموعة من الشواهد التقديرية المقدمة من لدن مركز أكبار لبعض الفعاليات الثقافية والجمعوية  والمؤسساتية بإقليم الطنطان، كما واكب العرض المسرحي مجموعة من المنابر الإعلامية المرئية والمكتوبة، علاوة عن الباحثين والمهتمين بثقافة الصحراء من دكاترة وأساتذة وطلبة.


 



في نفس الركن