الأخ الخطاط ينجا: بفضل الرعاية الملكية سيمكن برنامج النموذج التنموي جهة الداخلة وادي الذهب من لعب دور الريادة وتحقيق التنمية المنشودة

الاثنين 9 نونبر 2020

- 17,75 مليار درهم لتفعيل النموذج التنموي الجديد لجهة الداخلة وادي الذهب ما بين 2015 و2025
- تفعيل هذا النموذج على مستوى الجهة سيساهم في إطلاق دينامية تنموية ستجعل من جهة الداخلة حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء



عبد الله جداد – لحبيب اهويدي
 

"الداخلة  المدينة التي نخصها برعايتنا،والتي نتطلع لجعلها فضاء للقاءات، ومحورا للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي"، كان هذا مقتطفا من الرسالة الملكية للمشاركين في منتدى كرونس مونتانا .
 
تعرف جهة الداخلة وادي الذهب هي الأخرى نموا مزدهرا وتقدما مستمرا، بفضل سياسة الدولة وتجند المنتخبين الاستقلاليين، وعلى رأسهم الأخ الخطاط ينجا رئيس الجهة وواحد من أعضاء الوفد المغربي المفاوض مع بعثة الأمم المتحدة وجبهة البوليساريو. فقد أبرز الخطاط ينجا،أن الجهة تتميز باحتضانها لمنتدى كرانس مونتانا الذي خصه جلالة الملك محمد السادس نصره الله بعناية متميزة تتجلى في رسالته الموجهة للمشاركين والذي يؤكد فيها جلالته " أن “جهة الصحراء المغربية، ومدينة الداخلة خصوصا، تحظيان بمكانة متميزة ضمن هذا التوجه، للقيام بدورها التاريخي، كصلة وصل بين المغرب بعمقه الإفريقي”.
 
وفي هذا الصدد، قال صاحب الجلالة: ” لذا، ما فتئنا نعمل من خلال النموذج التنموي الخاص بأقاليمنا الجنوبية، والمشاريع التي أطلقناها، على تأهيلها وتمكينها من كل المقومات الأساسية، من بنيات تحتية، ومؤسسات منتخبة، ومن مرافق اجتماعية وثقافية، والارتقاء بها إلى أقطاب اقتصادية مندمجة، تشكل فضاء للتواصل الإنساني، ومحورا للمبادلات الاقتصادية مع الدول الإفريقية.
 
وأبرزجلالة الملك في رسالة وجهها للمشاركين في دورة منتدى “كرانس مونتانا،على التأكيد على أن الداخلة، “المدينة التي نخصها برعايتنا، والتي نتطلع لجعلها فضاء للقاءات، ومحورا للتواصل بين المغرب وعمقه الإفريقي”.
 
واستطاعت الداخلة أن سطع اسمها كعاصمة عالمية للرياضة البحرية ووجهة سياحية لاغنى عنها ،مما شجع على الاستثمار في الجانب السياحي والجانب الفلاحي وكذلك الصيد البحري مما جعل جهة الداخلة قطبا متكاملا .
 
 
ويؤكد الأخ الخطاط ينجا أن تفعيل هذا النموذج على مستوى الجهة سيساهم في إطلاق دينامية تنموية ستجعل من جهة الداخلة حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء.
إن حدث المسيرة الخضراء ، يجعلنا اليوم نستحضر ماقاله رئيس مجلس جهة الداخلة وادي الذهب، الاخ ينجا الخطاط ، بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، بمناسبة ترؤس جلالته بالداخلة مراسم إطلاق برنامجي تنمية جهتي الداخلة- وادي الذهب وكلميم- واد نون والتوقيع على عقدي البرامج المتعلقين بهما..." إن تفعيل هذا النموذج على مستوى الجهة، سيساهم في إطلاق دينامية تنموية ستجعل من هذه المنطقة حلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء، وذلك بالاعتماد على أربع ركائز سيتم تفعيلها عبر ثمانية برامج لخصها في تقوية محركات التنمية ومصاحبة القطاع الإنتاجي، وإدماج المقاولات في النسيج الاقتصادي، والتأهيل البشري، وتثمين الثقافة الحسانية، والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة، وتقوية شبكات الربط والتواصل والتهيئة الرقمية، وتقوية صلاحيات المنتخبين الجهويين، وخلق آليات مبتكرة للتمويل "
 
وأضاف أنه اعتبارا للمنظومة الإيكولوجية الغنية لجهة الداخلة وادي الذهب والمعترف بها عالميا، يضع النموذج التنموي الجديد في صلب رؤيته، ثلاثة محاور رئيسية تتجسد في الاستدامة والتثمين والربط، بهدف المحافظة وتثمين المؤهلات الطبيعية التي تزخر بها الجهة والمتمثلة أساسا في موقع استراتيجي وواجهة مزدوجة تجمع بين البحر والصحراء، ومناخ معتدل وطقس مشمس طيلة أيام السنة، ومواقع طبيعية متميزة، وهي عوامل تؤهل خليج الداخلة ليصبح واحدا من أهم الوجهات السياحية الإيكولوجية في إفريقيا.
 
وفي إطار هذا النموذج الجديد سيتم بالجهة إنجاز مشاريع تروم تثمين منتجات الصيد البحري، باستثمار مالي يبلغ 1,2 مليار درهم تخص الأسماك السطحية، وإحداث قطب تنافسي للمنتجات البحرية، علاوة على مشاريع تطوير قطاع تربية الأحياء المائية باستثمار مالي يبلغ 2,8 مليار درهم.
 
وفي المجال الفلاحي، سيتم إنجاز محطة لتحلية مياه البحر لأغراض زراعية، باستثمار مالي يبلغ 1,3 مليار درهم، وبسعة إنتاجية تبلغ 100 ألف متر مكعب في اليوم، بالإضافة إلى إنجاز التجهيزات الهيدروفلاحية المصاحبة لتوزيع المياه بغرض سقي خمسة آلاف هكتار، وذلك ضمن المشاريع الرائدة الرامية للمحافظة على المياه الجوفية، وضمان استدامتها للأجيال القادمة.
 
كما سيتم إحداث قطب سياحي إيكولوجي باستثمار يبلغ 581 مليون درهم، وذلك لجعل الأقاليم الجنوبية قطبا سياحيا جديدا، عبر خلق عرض سياحي مبتكر يجمع ما بين البحر والصحراء، وتطوير عرض تكميلي حول الثقافة والبيئة والمنتجات المحلية.
 
ومن أجل حماية المنظومة الايكولوجية، سيتم استثمار 116 مليون درهم لإعادة تأهيل الغابات المحلية، ومحاربة زحف الرمال، وإنشاء أحزمة خضراء، والمحافظة على التنوع البيولوجي وتثمينه، وذلك بهدف تأهيل المناطق الطبيعية والمحافظة على النظم الإيكولوجية، وتكثيف الغطاء النباتي، وتزيين المناظر الطبيعية، وتخفيض الضغط الرعوي على المجال الغابوي، وتحسين الظروف المعيشية للسكان وترسيخ ثقافة المحافظة على البيئة.
 
كما سيساهم الميناء الجديد على الواجهة الأطلسية بموقع نتيرفت، على بعد 70 كلم شمال مدينة الداخلة، باستثمار مالي يبلغ ستة ملايير درهم، في تحقيق أهداف جيو-استراتيجية وتنموية، إضافة إلى إبراز إشعاع المنطقة، باعتبارها جسرا جهويا متميزا.
 
وفي إطار الرؤية الطموحة للربط المجالي لجهة الداخلة وادي الذهب، سيتم إنجاز مشروع ربط مدينة الداخلة بالشبكة الوطنية للكهرباء، بكلفة استثمارية قدرها 1,7 مليار درهم، مما سيخول تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المدينة، وتعزيز ضمان التزويد بالكهرباء على صعيد الأقاليم الجنوبية، ودعم تنمية المناطق الجنوبية وتسهيل الاستثمار، وفتح آفاق جديدة لربط الدول الإفريقية جنوب الصحراء بأوروبا.
 
كما سيتم تشييد متحف لتثمين التراث الحساني باستثمار يبلغ مائة مليون درهم، على حوالي 4500 متر مربع، بهدف تثمين الرأسمال اللامادي للأقاليم الجنوبية، وجعل الثقافة الحسانية رافعة للتنمية البشرية، كما سيفتح هذا المتحف في وجه المعارض المؤقتة، والفضاءات متعددة الوسائط، والأوراش التربوية وأشغال البحث.
 
فبخصوص البنيات التحتية، سيتم تزويد مدينتي الداخلة والعركوب بالكهرباء باستثمار يبلغ 112 مليون درهم، بالإضافة الماء الصالح للشرب والتطهير السائل عبر إنجاز مشاريع تقوية منشآت إنتاج الماء، ومشاريع التطهير السائل بمدينة الداخلة وبمركز بئر كندوز، بكلفة إجمالية تبلغ 482 مليون درهم.
 
وفيما يتعلق بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، سيتم في إطار هذا النموذج إنجاز مشاريع مهمة باستثمار يبلغ حوالي 33 مليون درهم.
كما سيتم إطلاق عدة مشاريع للإدماج وإنعاش الشغل، ودعم التشغيل الذاتي والمقاولات المصدرة، وذلك عبر برنامج تأهيل العنصر البشري، باستثمار يقدر ب 368 مليون درهم.
 
ويشمل محور التعليم والتكوين، من جهته، بناء 16 مؤسسة تعليمية، وإحداث المدرسة الوطنية للتجارة والتدبير بالداخلة، باستثمار إجمالي يصل إلى حوالي 75 مليون درهم،فيما يضم محور التكوين المهني إحداث معهد متخصص في الفندقة والسياحة باستثمار يقدر بحوالي 42,5 مليون درهمكما سيتم إحداث مركز جهوي للموسيقى وفنون الرقص، بالإضافة إلى برامج التنشيط الثقافي والفني باستثمار مالي يناهز 42 مليون درهم.
وستمكن هذه المشاريع التنموية الكبرى من الارتقاء بالجهة لكي تصبح في أفق 2025 قطبا جهويا حيويا، يؤهلها لتصبح جهة منتجة لفرص الشغل في مجالات تثمين الأسماك السطحية والفواكه والخضراوات وجهة سياحية متخصصة في تقديم عروض مبتكرة للسياحة البيئية والرياضية والترفيهية، وبوابة لولوج البلدان الإفريقية جنوب الصحراء.




في نفس الركن