الأخ عمر عباسي يترأس المجلس الإقليمي بالفقيه بنصالح

الأربعاء 28 مارس 2018

عجز الدولة عن التجاوب مع المطالب الاجتماعية للمواطنين والمواطنات يعكس وجود أزمة اجتماعية واقتصادية


ترأس الأخ عمر عباسي عضو اللجنة التنفيذية للحزب، والكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، دورة المجلس الإقليمي للحزب بالفقيه بنصالح يوم الأحد 25 مارس 2018، وقد استهل اللقاء بكلمة للأخ الفضالي محمد الكاتب الإقليمي للحزب، الذي أكد على أهمية انعقاد هذه الدورة، مستعرضا جملة من القضايا والأسئلة والإشكالات  المطروحة بالإقليم، والخصاص  الكبير الذي يعاني منه على جميع الأصعدة، ومختلف المبادرات التي تم القيام بها في إطار المجلس الإقليمي للحزب للإنصات والتجاوب مع انتظارات المواطنين والمواطنات، بعد ذلك تناول الكلمة، الأخ مسق عبد الكريم المفتش الإقليمي  للحزب، الذي قدم عرضا تنظيميا وافيا عن الحالة التنظيمية لحزب بالفقه بنصالح، وتوقف الأخ المفتش الإقليمي، بهذه المناسبة عند جميع المبادرات التي تم القيام بها في هذا الإطار، بتنسيق مع المنسق الجهوي لحزب الأخ رحال المكاوي.
بعد ذلك تناول الكلمة الأخ عمر عباسي عضو اللجنة التنفيذية لحزب، معبرا عن اعتزازه بترأس أشغال المجلس الإقليمي بالفقيه بنصالح، حيث نقل في هذا الإطار تحية قيادة الحزب للمناضلين والمناضلات، كما هنأ الأخ عبد الكريم مسق بتعيينه مفتشا جديدا للحزب، منوها بالعمل الذي قام به الأخ مصطفى الشرجم المفتش السابق للحزب بالإقليم.
و انتقل الأخ عباسي للعرض السياسي، مفسرا لدلالات الشعار الذي تم اختياره لدوره المجلس الإقليمي “تجديد النموذج التنموي من خلال الفكر التعادلي”، مبرزا  أن تفكيك وتحليل المفاهيم والمصطلحات هي العتبة الأولى للفهم والإدراك، فبخصوص التعادلية، فهي اسم اختاره حزب الاستقلال للتعبير عن فلسفته الاقتصادية والاجتماعية، وذلك من خلال وثيقة 1963، كما أن التعادلية تؤكد الحيز الهام الذي احتلته النظرية لدى الحركة الوطنية المغربية، موضحا أن مضمون التعادلية، يعني التوازن الاجتماعي والاقتصادي، باعتبار هذا التوازن هو النتيجة النهائية لتفاعل العناصر الاقتصادية والتيارات المادية والمالية والنقدية التي تهم  النسيج الاقتصادي للدولة.

 

 


وتحدث الأخ عباسي عن مفهوم النموذج التنموي، حيث أكد انه ليس مفهوما تقنيا ولا يعني برنامج انتخابي أو برنامج حكومي؟ بل إن النموذج التنموي يحيل على ثلاث أبعاد أساسية هي الشق السياسي والشق الاقتصادي والشق الاجتماعي، لذلك فإن النموذج التنموي يتجاوز مسالة السياسات القطاعية، وينهض على فكرة الشمولية، مؤكدا أن حزب الاستقلال أحدث لجنة  قامت بإعداد تصور الحزب للنموذج التنموي الجديد، وأن هذا التصور سوف يتم إغناؤه عبر استشارات واسعة مع جميع مكونات الحزب، وذلك بغية بلورة تصورتها لمشروع نموذج تنموي تعادلي، ينهض على فكرة إحداث قطائع كبرى، مؤكد أن فئة الشباب تبقى هي الضحية الأولى لاختلالات النموذج التنموي الحالي، سواء على سواء التعليم والتكوين سواء على مستوى التشغيل.
واعتبر الأخ العباسي أن عجز الدولة عن التجاوب مع المطالب الاجتماعية للمواطنين والمواطنات، يعكس وجود أزمة اجتماعية واقتصادية، كشفت عنها التوترات والاحتجاجات سواء في الحسيمة او زاكورة، أو جرادة، وهي الأزمة التي تحتاج جوابا تنمويا وليس التعاطي الظرفي بمنطق الإطفائي، مبرزا أن مطالب الساكنة واضحة، تتمثل في العدالة في توزيع الموارد، ووضع بدائل اقتصادية صحيحة، تقطع مع الريع والامتيازات، وتقوم على الإنصاف وتكافؤ الفرص.
وتوقف الأخ عباسي عند الوضعية السياسية العامة للبلاد، والتي تتميز بازدياد مخيف لأزمة الثقة في المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية، مؤكدا أن ذلك يشكل خطرا على التجربة الديمقراطية على مشروعية الوسائط، مشددا على لزوم استعادة ثقة المواطن في العملية السياسية والانتخابية،  بغية ضمان أسس الاستقرار السياسي الحقيقي، وأكد الأخ عباسي أن الديمقراطية هي الحاضن الطبيعي للتنمية، وان نجاح المشاريع التنموية، تتوقف على إصلاح سياسي حقيقي، سواء على مستوى تفعيل حقيقي للجهوية المتقدمة، أو الضمان الفعلي للحقوق والحريات، وترسيخ أسس استقلال القضاء، وكذلك إعمال وتنزيل الحقوق الثقافية كما تضمنتها الوثيقة الدستورية، وعلاوة على كل ذلك يؤكد، الأخ العباسي أن المجتمع برمته مطالب بالتصدي للخطابات الهدامة والدعاوى المريبة التي تسعى للمس بالثوابت الدينية للمملكة،من قبيل دعوى المساواة في الإرث وغيرها من دعاوى الانحلال.
وتوقف الأخ العباسي عند الوضع الحزبي مؤكدا أن حزب الاستقلال اجتاز أزمة تنظيمية كبيرة، وذلك عبر إعمال الديمقراطية الداخلية، مؤكد أن الانسجام هو السائد اليوم ما بين مكونات الحزب، وان شعار العودة إلى العمل الميداني، هو المرفوع حاليا، مذكرا في هذا الصدد بأن خدمة المواطن يتعين أن تشكل هدف أي مبادرة حزبية كيفما كانت داخل الحزب، مستعرضا مختلف المبادرات والأعمال التي قامت بها اللجنة التنفيذية للحزب، منذ انتخابها وإلى اليوم، سواء على المستوى التنظيمي أو السياسي أو على مستوى العلاقات الخارجية للحزب، مؤكدا أن قيادة الحزب اعتبرت بان سنة 2018 يتعين أن تكون سنة التنظيم وإعادة الهيكلة، داعيا في هذا الإطار جميع المسؤولين بالإقليم إلى الانكباب على تجديد مختلف الهيئات الحزبية .



في نفس الركن