الأخ نزار بركة الحكومة تعيد أزمة الثقة وتأجج الخوف من المستقبل لدى المواطنين بمختلف طبقاتهم ولدى الفاعلين الاقتصاديين

الاثنين 17 أغسطس/أوت 2020

انتقد الأخ نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، طريقة تدبير الحكومة لجائحة كورونا، قائلا إنها تتسم بالارتجالية وعدم التنسيق، وأنها لم تكن مواكبة للتوجيهات الملكية التي تضمنها خطاب العرش الأخير، وأنها أدت إلى انخفاض مستوى الثقة لدى المواطنين.

وقال الأخ الأمين العام، في مداخلة له ضمن ندوة وطنية نظمها حزب الاستقلال تخليدا لذكرى انتفاضة 16 غشت 1953 مساء يوم أمس الأحد، "رغم خطورة الوضع، فإن الحكومة، مع الأسف، كان تدبيرها في مواجهة جائحة "كورونا" يرتكز على الارتجالية والتردد وعدم التنسيق وكثرة المتدخلين ومتخذي القرار وإهدار الوقت والإمكانيات المادية بفعالية قليلة".

وأكد الأخ نزار بركة أن رصيد الثقة الشعبي، الذي انبثق بعد تدخل الملك في بداية انتشار جائحة كورونا، تراجع الآن بفعل السياسة الحكومية المتبعة، حيث نشأ خوف من المستقبل لدى المواطنين بمختلف طبقاتهم ولدى الفاعلين الاقتصاديين".

واعتبر الأخ الأمين العام أن تراجع منسوب الثقة لدى المواطنين "سيكون له انعكاس كبير على تدبير الأزمة التي ستزداد عمقا، لأن الحكومة عوض أن تجمع الكل، تقوم بخلق شروخات داخل المجتمع"، مشيرا إلى ردود فعل الأطر الصحية التي تنتقد السياسة المتبعة، وترى أنها لن تمكن من توفير الحماية اللازمة للمواطنين.

وأضاف الأخ نزار بركة أن التوازن بين حماية حياة المواطنين والحفاظ على صحتهم من جهة، وحماية الحياة الاقتصادية من جهة ثانية، معادلة صعبة، قبل أن يستدرك بأنه "إذا كان هناك تضافر لجهود القطاعين العام والخاص، وتحديد الأولويات، فهذا سيساهم في مواجهة هذا التحدي والخروج بأقل الأضرار من الأزمة".

ودعا الأخ الأمين العام الحكومة إلى استلهام الدروس من اللحمة التي كانت سائدة إبان فترة المقاومة، وتحديدا من انتفاضة 16 غشت، التي مهّدت لعودة الملك محمد الخامس ودحر الاستعمار، قائلا: "اليوم ما أحوجنا إلى الروح الوحدوية والرؤية الواضحة والاستباقية لمواجهة جائحة "كورونا" وتداعياتها الصحية والاجتماعية وحتى السيكولوجية التي نعيشها اليوم".

وأضاف الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال كحزب وطني، وبعد المذكرة التي رفعها إلى الحكومة وضمّنها رؤيته لتجاوز جائحة "كورونا"، سيواصل عمله من موقعه في المعارضة على توعية المواطنات والمواطنين عبر مختلف أجهزة الحزب ومنظماته، وتقديم البدائل والدفاع عنها للخروج من الأزمة".



في نفس الركن