الأخ نزار بركة من طانطان .. يكشف واقع الهشاشة بجهة كلميم واد نون ويدعو إلى تسريع وتيرة التنمية بها واستفادتها من ثمار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة

الثلاثاء 24 شتنبر 2019

تصوير : حسني

عرس استقلالي وطني حاشد، ذلك الذي احتضنته ساحة بئر انزران بمدينة طانطان بوابة الصحراء المغربية، يوم الاثنين 23 شتنبر 2019، برئاسة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب وحضور وازن لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وأعضاء الفريق البرلماني الاستقلالي، في تجمع جماهيري قياسي فاق 10 ألاف شخص من مناضلات ومناضلي ومنتخبي الحزب وساكنة جهة كلميم - واد نون، وذلك في إطار استكمال الجولات واللقاءات التواصلية التي سبق أن عرفتها مدن وأقاليم جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة وادي الذهب.

وتميزت أشغال هذا اللقاء الجماهيري، بالكلمة الهامة للأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، الذي استهلها بالتعبير عن سعادته بالحضور في مدينة طانطان مدينة العبور وبوابة الصحراء المغربية التي تحتل مكانة خاصة في قلوب جميع الاستقلاليات والاستقلاليين، مؤكدا أن هذا اللقاء يأتي من أجل صلة الرحم والتواصل مع ساكنة كافة الأقاليم المنتمية لجهة كلميم واد نون، (طانطان، سيدي إفني، كلميم ،وأسا الزاك)، معتبرا أن الحضور المكثف لساكنة هاته الأقاليم يبرهن عن وفائها لحزب الاستقلال، وكذا تعلقهم بمبادئه وبمرجعيته التعادلية الاقتصادية والاجتماعية.

لقاء تواصل القرب وصلة الرحم

وأوضح الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال ما انفك يؤكد في كل مناسبة على ضرورة إرساء أسس التعادلية الاقتصادية والاجتماعية بما يخول لكافة المواطنات والمواطنين بكل ربوع المملكة على حد سواء، الحياة الكريمة وتكافؤ الفرص والمساواة، والعدالة الترابية، وخاصة في القطاعات الاجتماعية الأساسية، وفي مقدمتها الشغل والسكن والصحة والتعليم، بالإضافة إلى الانصاف التنموي بما يعزز سبل الارتقاء الاجتماعي لجميع المغاربة.

وأشار الأخ الأمين العام إلى أن هذا اللقاء يأتي في إطار مواصلة سلسلة من اللقاءات التواصلية التي قامت بها قيادة الحزب بعدد من الأقاليم الجنوبية للمملكة، وهي أقاليم العيون، السمارة، بوجدور، والداخلة، زيادة على لقاءات في العديد من الأقاليم الآخرى، مبرزا أن هذه اللقاءات لاعلاقة لها بأي حملة انتخابية، وليس الهدف منها هو استعراض القدرات، كما قد يشيع البعض، وإنما هي مناسبات لفتح جسور التواصل المباشر مع المواطنين في كل ربوع المملكة، والإنصات لإنشغالاتهم وهمومهم عن قرب، والدفاع والترافع عنها، وفتح أوراش للتفكير في سبل معالجتها وتقديم الحلول والبدائل الممكنة لأجل ذلك.

وسجل الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال لديه تاريخ كبير مع إقليم طانطان ومع جهة كلميم واد نون، مستحضرا في هذا السياق الانخراط الكبير لساكنة هذه الجهة بحزب الاستقلال وبجيش التحرير وما قدموه من أدوار هامة ومن تضحيات جسام نظير تحرير الوطن ومواجهة المستعمر الاسباني، إلى أن تأتى الاستقلال، إلى جانب مساهمتهم في بناء الصرح الديمقراطي لبلادنا ودفاعهم المستميت عن مغربية الصحراء، مقدما تحية إكبار لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذلك لقدماء القوات المسلحة الملكية المتقاعدين بهذه الجهة والذين قدمو الغالي والنفيس للدفاع عن حرية واستقرار ووحدة الوطن.

كلميم واد نون.. جهة منسية لا تزال تنشد التنمية

وأبرز الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال بقيادته وبفريقيه بمجلسي النواب والمستشارين، وبكل أطره ومناضليه وبكل مؤسساته، سيعمل جاهدا ولن يتوانى من أجل ضمان التنمية الحقة لساكنة أقاليم هذه الجهة، مؤكدا أنه حان الوقت من أجل توفير العناية اللازمة وضمان العيش الكريم، لكل المواطنات والمواطنين بهذه الجهة، والارتقاء بها للمكانة التي تستحقها بين باقي جهات اللمملكة، مشيرا إلى أن الارقام و المؤشرات الخاصة بجهة كلميم واد نون تؤكد أن هذه الجهة منسية وتنشد التنمية، ولا زالت تعاني من العديد من الاختلالات والاشكالات العميقة التي ينبغي الاسراع بحلها، في إطار النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية، وذلك تماشيا مع الرغبة الملكية المتبصرة في أن ينعم أبناء هذه الأقاليم العزيزة بالتنمية الحقيقية.

وأكد الأخ نزار بركة أن جلالة الملك محمد السادس أصبغ عنايته الملكية السامية على الأقاليم الجنوبية من خلال حرصه على أن تستفيد ساكنتها من نموذج تنموي خاص بها، قبل دعوته لإعداد نموذج تنموي جديد لسائر أقاليم وجهات المملكة، موضحا أن هذا النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية الهدف منه أساسا هو تحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين، وتيسير الولوج إلى الخدمات الإجتماعية الأساسية إلى جانب تعزيز البنيات والتجهيزات التحتية، وتأهيل بنيات الأنشطة الاقتصادية المحلية، بالإضافة إلى تأهيل الشباب والنساء وإدماجهما في التنمية، والعمل على الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة.

تشريح مظاهر الهشاشة بجهة كلميم واد نون

وأضاف الأخ الأمين العام بأن هذا النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة انطلق كذلك بجهة كلميم واد نون، ولكن رغم المجهوذات المبذولة في عدة مجالات، ورغم الشروع في إنجاز بعض المشاريع، إلى أنه يتبين أن ساكنة إقليم طانطان وباقي الأقاليم المنتمية إلى جهة كلميم واد نون لا زالت تعاني من البطالة أكثر من 20 في المائة خصوصا بالنسبة للشباب، بالإضافة إلى المعاناة من انقطاع الماء الشروب مع النقص الحاد في الموارد المائية، والمعاناة كذلك من ضعف الخدمات الصحية، في ظل الخصاص المهول في الأطر الطبية والشبه طبية والأطباء الاختصاصيين، زيادة على عدم التوفر على البنيات الصحية الكافية والتجهيزات الخاصة بها.

ونبه الأخ نزار بركة إلى مشكل التحفيظ العقاري بأقاليم جهة كلميم واد نون، وأثره السلبي على الاستثمار المعول عليه في خلق فرص الشغل، وتعطيل عجلة التنمية بهذا الإقليم، داعيا الجهات المعنية إلى القيام بواجبها من أجل حل هذا الإشكال الكبير بكيفية نهائية لأن التحفيظ مهم لضمان التنمية، بالإضافة إلى إشكال آخر متعلق بإرتفاع معدلات الهدر المدرسي، إلى جانب استمرار معاناة الطلبة وأسرهم في غياب نواة جامعية تضم كافة الاختصاصات، زيادة على تفشي ظاهرة بطالة حاملي الشهادات وذلك في ظل انعدام الظروف الجيدة للاستثمار وعدم وجود الرغبة في التنمية.

بفضل الإرادة الملكية، يؤكد الأخ الأمين العام أن هذه الجهة اليوم يجب أن تأخد حقها في التنمية، لأنه من غير المقبول أن يستمر هذا التأخر في إنجاز المشاريع التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك بهذه الجهة، في الوقت الذي انجزت جهة العيون الساقية الحمراء التي يترأسها الأخ سيدي حمدي ولد الرشيد أكثر من 60 في المائة من البرنامج التعاقدي المتعلق بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، كما أنجزت جهة الداخلة وادي الذهب التي يترأسها الأخ ينجا الخطاط أكثر من 60 في المائة من المشاريع المتعلق بالنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.

أسباب تأخر المشاريع التنموية بالجهة

وربط الأخ نزار بركة تأخر تنفيد المشاريع بجهة كلميم وادنون والتي تأتي في إطار النموذج التنموي الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة، بأسباب مختلفة، حصرها في ثلاثة اعتبرها رئيسية، أول هذه الأسباب هو بطء العمل الحكومي، في ظل الخلافات والصراعات التي لا تنتهي بين مكونات الحكومة، والتي تؤدي لا محالة إلى مشاريع معلقة أصبحت رهينة التقديرات الحزبية لمكونات الأغلبية الحكومية، فيما يتجلى السبب الثاني في غياب ميثاق للاستثمار خاص بالمناطق النائية، حيث يصعب تشجيع الاستثمار في الأقاليم الجنوبية للمملكة، بدون منح تحفيزات للمستثمرين، مؤكدا أن الحكومة منذ سبع سنوات وهي تعد بإصدار ميثاق استثمار خاص بالمناطق النائية وإلى حدود الساعة لم يصدر هذا الميثاق.

وفيما يتعلق بالسبب الثالث لتأخر المشاريع، حمل الأخ الأمين العام مسؤوليته لجمود مجلس الجهة، حيث انطلقت المجالس الجهوية بالمغرب في عملها منذ 2015، باستثناء مجلس جهة كلميم واد نون، الذي دخل أعضاؤه في صراعات لا نهاية لها، ولتظل التنمية معلقة بهذه الجهة، ليكون المواطنات والمواطنين أكبر الخاسرين في هذا "البلوكاج" الذي عاشه مجلس الجهة، والذي حل مؤخرا.

ومن جهته، قال الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث، إن الحضور القياسي للاستقلاليين من مختلف أقاليم الجهة لهذا العرس النضالي المتميز، دليل قاطع على قوة حزب الاستقلال بكل تنظيماته وهيئاته، وتجذره ضمن عموم المواطنين بهذه الجهة، منوها أيضا بالعمل الدؤوب الذي يقوم به المنتخبون الاستقلاليون في المجالس الترابية والغرف المهنية، داعيا اياهم لمزيد من الصمود والمثابرة لتحقيق ما تتطلع إليه الساكنة في جهة مازالت تحتاج لفتح العديد من الأوراش والمشاريع لتلحق بركب التنمية.

كما عبر الأخ السالك بولون عضو اللجنة المركزية للحزب، ورئيس المجلس الإقليمي لطانطان عن اعتزازه باحتضان هذا اللقاء الجماهيري كامتداد للقاءات التي عرفتها باقي الأقاليم الجنوبية، بحضور وزان لقيادة الحزب، وبالتالي يشكل فرصة سانحة للتفكير الجماعي في سبل حل الاكراهات والصعوبات التي تواجه الحياة السياسية من مظاهر العزوف وغرس بذور اليأس بين فئات المجتمع، مستعرضا المشاريع التنموية التي حرص المجلس الإقليمي على إنجازها، بالإضافة إلى تذكيره باستثمار الآليات الدستورية باعتباره نائبا برلمانيا عن الإقليم، من أجل اسماع صوت الساكنة والتعبير عن انشغالاتهم وانتظاراتهم.

وباسم منتخبي حزب الاستقلال بالجهة، اعتبر الأخ نافع الوعبان، اللقاء لبنة تحفظ وشائج التواصل والتفاعل بين قيادة الحزب وقواعده، كسنة حميدة دأب الحزب على الحفاظ عليها تفعيلا لمبدأ الديمقراطية الداخلية، مضيفا أن منتخبي الحزب معبؤون ومجندون من أجل تجديد النموذج التنموي الوطني كمدخل لمرحلة جديدة يعتبر جلالة الملك أن قوامها هي المسؤولية والاقلاع الشامل.








في نفس الركن