الأخ نزار بركة يترأس حفلا تأبينيا مهيبا بمناسبة أربعينية الفقيد الحاج محمد ثابت بمدينة مراكش

الأحد 26 يناير 2020

ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال مساء يوم السبت 25 يناير 2020 بمدينة مراكش، حفلا تأبينيا مهيبا بمناسبة أربعينية الفقيد الحاج محمد ثابت، وذلك بحضور كل من الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني للحزب والأخت سعيدة آيت بوعلي عضوة اللجنة التنفيذية للحزب، والأخوين عبد الواحد الفاسي، و والأخ محمد السوسي الموساوي والأخت مليكة العاصمي إلى جانب الإخوة يونس بوسكسو المفتش الاقليمي للحزب بمراكش المنارة والمكلف بالتنسيق بمدينة مراكش ورشيد كروم المفتش الإقليمي للحزب بمراكش المدينة والمصطفى الماوي المفتش الإقليمي للحزب بسيدي يوسف بن علي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الوطني، وأطر ومناضلي الحزب الذي حجوا من مختلف أحياء مدينة مراكش ومن خارجها، وأعضاء أسرة الفقيد العزيز.

وتميز هذا الحفل الذي عمته أجواء روحانية فياضة، بالكلمة المؤثرة للأخ نزار بركة، والتي استهلها بالتعبير عن مشاعر الأسى والألم، وحزب الاستقلال يحيي اليوم بمراكش حاضرة التاريخ والحضارة والعلم والعمران، وقلعة الكفاح والنضال، أربعينية فقيد الحزب وأحد أبنائه البررة، المشمول بعفو الله المناضل الحاج محمد ثابت رحمه الله.

وسجل الأخ الأمين العام أن اللقاء في هذا الحفل التأبيني المبارك، يعبر بصدق عن ما نكنه للفقيد من مشاعر المحبة والتقدير والاعتزاز بالخدمات الجليلة التي قدمها لوطنه ولحزبه وللإسهامات الكبيرة التي طبعت مسيرته النضالية داخل تنظيمات الحزب ومؤسساته.

وأكد الأخ نزار بركة أن الفقيد العزيز كان عصاميا مكافحا، ومناضلا استقلاليا فذا متشبعا بقيم ومبادئ الحزب، منضبطا لمؤسساته وناسجا لعلاقات يطبعها الود والتقدير والاحترام مع كافة المناضلات والمناضلين وقيادات التنظيمات الحزبية.

وأبرز الأخ الأمين العام أن مسار الفقيد حزبيا ونضاليا تميز بالجدية والمسؤولية والانضباط ونكران الذات، حيث كان الفقيد مناضلا مثابرا، سخيا في البذل والعطاء، وفيا ومخلصا لمبادئ العقيدة الاستقلالية كما رسخها الزعيم الخالد علال الفاسي رحمه الله، مسجلا أن ذلك بدا بارزا في مختلف المسؤوليات الحزبية التي كلف بها خاصة إبان تقلده لمهمة مفتش الحزب بإقليم ورزازات فإقليم قلعة السراغنة ثم في مراكش.

وأوضح الأخ نزار بركة أن المرحوم الحاج محمد ثابت عرف بخصاله الحميدة وأخلاقه العالية ومواقفه النبيلة وتحليه بالمروءة والعفة والصبر وسعة الصدر، خصال أكسبته تقدير ومحبة المناضلات والمناضلين وكل من عرفوه ولمسوا عن قرب صدق الرجل ونبله ووفاءه وإخلاصه.

وأشار الأخ الأمين العام إلى أن وفاؤه لمبادئ الحزب كان راسخا، لا تنال منه الضغوط والمضايقات ولا الإغراءات، فقد ظل رحمه الله صادقا في وعده ثابتا في مواقفه لا يتزحزح عنها قيد "أُنْمُلَة"، ولم تفلح جميع المحاولات في ثنيه عن عقيدته الاستقلالية وزعزعة إيمانه العميق بها بل ظل صامدا بعزيمته التي لا تَلِينُ في الذَّوْدِ عن ثوابت الحزب والوطن، وبلغ به الوفاء للحزب والإخلاص له أنه كان دائما على استعداد للتضحية بكل شيء بل وخسارة كل شيء مقابل الثبات على الموقف والوفاء لقيم الحزب.

وسجل الأخ نزار بركة أن هذا اللقاء يأتي لتأبين رجل كان يجمع ولا يفرق، يوحد ولا يشتت، تملك قيد حياته، قدرة على إشاعة قيم الوحدة ورص الصفوف بين المناضلات والمناضلين، فاستطاع بحسه النضالي والوحدوي أن يكون جسرا للتأليف والتوافق ونبذ الفرقة والخلاف، مضيفا بالقول "ما أحوجنا اليوم، وفاء لهذه الروح الطاهرة، أن ننزع إلى الوحدة ورص الصفوف وتحصين التماسك الداخلي للحزب وأن ننفر من الفرقة والشتات والسير على منوال فقيدنا في التقريب ولمِّ شمل العائلة الاستقلالية بكل مكوناتها".

وأردف الأخ الأمين العام قائلا : "ما أحوجنا كذلك إلى هجر كل أنواع الأنانية والتسامي على الجراح وسوء الفهم والخلافات الظرفية والقطع مع تغليب الاعتبارات الخاصة والانتصار لوحدة الحزب وقيمه ومبادئه"، مؤكدا أن التحديات جسام والمسؤولية تاريخية وأمانة تماسك الحزب وتحصينه من شروخ مناضلاته ومناضليه والدفاع عن مرجعيته التعادلية وثوابته الوطنية ودوره الوطني ورصيد وإرث قادته ورواده، يسائل الجميع لطي صفحة الخلافات والتوجه نحو المستقبل بروح وحدوية جامعة لتقوية أواصر الثقة والود فيما بين الأسر الاستقلالية الواحدة واستعادة توهج الحزب وريادته بهذه المدينة المجاهدة.

وجدد الأخ نزار بركة التأكيد على أن جميع الاستقلاليات والاستقلاليين مؤتمنون قيادة وأجهزة وتنظيمات وقواعد، على صون الأمانة التي تطوق الأعناق وتثمين ما تمثله من قيم ومبادئ ومكاسب نضالية وسياسية جسدت ولا زالت تجسد الاستثناء الاستقلالي وخصوصية الذاكرة الجماعية الاستقلالية، وتصنع مجده وتُبَوِّؤُهُ الريادة في المشهد السياسي والحزبي على المستوى الوطني.

واعتبر الأخ الأمين العام أنه إذا كان من دروس وعبر لإستلهامها من هذا الحفل التأبيني الذي تخيم علينا فيه الروح الطاهرة للأخ الحاج محمد ثابت، فهو التمسك بخيار رص الصفوف والوحدة والمصالحة لاستعادة قوة ومجد حزب الاستقلال سيرا على هدي الزعيم الراحل علال الفاسي رحمه الله الذي قال: "الجسم الممزق لا يمكن أن يحتفظ بحياته سليما، هكذا يجب أن ننظر للحقيقة ونحس بها"، ولهذه الغاية شكلت المصالحة قناعة راسخة لدى قيادة الحزب وركيزة أساسية لاستراتيجيته، مصالحة تنبني على أن ريادة الحزب وتوهجه يجب أن يكون بكل أطيافه ومكوناته ومناضلاته ومناضليه، فحزب الاستقلال في حاجة إلى كل بناته وأبنائه، والبيت الاستقلالي هو أرحب لكي يتسع للجميع، ولا مفاضلة بين الاستقلاليات والاستقلاليين إلا بالنضال المخلص والعمل الجاد في إطار هوية الحزب وقيمه ومبادئه ومؤسساته ومشروعه المجتمعي التعادلي.

وأكد الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال فقد في رحيل الحاج محمد ثابت إلى دار البقاء، مناضلا فذا من مناضليه ومكافحا مخلصا من رجالاته الذين بصموا على مسيرة حزبية ونضالية ناصعة سيبقى الشباب الاستقلالي بمراكش يستحضرها في نضالاته ملتفا حول ثوابت وقيم حزبه وبنيانه الحصين ليبقى قويا متينا "فقوتنا دائما في وحدتنا".

وأشار الأخ الأمين العام إلى أن الفقيد ظل حتى الرمق الأخير من حياته ينشد رِفْعَةَ الحزب وقوتَه ومناعتَه ويدعو الجميع للعمل سويا من أجل أن يسترجع عافيته وتصدره للمشهد الحزبي المحلي والجهوي، وقبل أسبوع من وفاته رحمه الله استقبل ببيته الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني للحزب، المكلف برصيد وذاكرة الحزب والمصالحة، حيث أوصى خيرا بالحزب وكان حريصا على المساهمة في إغناء ذاكرة الحزب بحمولته التاريخية والوطنية بحكم معاصرته للزعيم علال الفاسي ولرجالات الحركة الوطنية الذين بذلوا الغالي والنفيس دفاعا عن الثوابت والمقدسات.



في نفس الركن