الأخ نزار بركة.. يدعو الحكومة إلى القطع مع التسويف الممارس في تنزيل الاستراتيجيات المتعلقة بالمناصفة ويؤكد على ضرورة التمكين السياسي للمرأة والدفع بمشاركتها الفاعلة في صنع القرار والمساهمة في التنمية

السبت 26 أكتوبر 2019

عقدت منظمة المرأة الاستقلالية، صبيحة يوم السبت 26 أكتوبر 2019 بالمركب الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، "المنتدى النسائي الدولي خناتة بنونة"، تحت شعار "التمكين السياسي ودعم المشاركة الديمقراطية للمرأة بالمغرب، وذلك بمشاركة أكثر من 500 كفاءة نسائية استقلالية من كافة جهات المملكة وخارجها، فضلا عن الحضور الهام لممثلات عن الهيئات النسائية الحزبية الوطنية، وشخصيات ديبلوماسية وسياسية وإعلامية وفنية من العالم العربي وإفريقيا وأوروبا.

كما تميز هذا المنتدى الذي ترأست أشغاله الأخت خديجة الزومي رئيسة منظمة المرأة الاستقلالية، بالحضور الهام للأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، وعدد من الإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وممثلي هيئات الحزب الموازية وروابطه المهنية.
  

وبهذه المناسبة، تناول الأخ نزار بركة الكلمة، معربا في مستهلها عن سعادته بمشاركة مناضلات منظمة المرأة الاستقلااية افتتاح هذا المنتدى النسائي الدولي الذي يحمل إسم الأديبة والروائية المغربية القديرة خناتة بنونة، ومهنئا إياهم على إطلاق إسم خناتة بنونة على هذا الملتقى لما تمثله هذه المفكرة الأصيلة من قيم الصدق والتضحية والنضال والإبداع الفكري.
 
وأبرز الأخ الأمين العام أن خناتة بنونة تعتبر وطنية، مكافحة، آمنت بأهمية دور المثقف الفاعل في مجتمعه، المتبني لقضاياه ومصير وطنه ولم تتوان بفكرها الوطني والقومي والإسلامي في دعم ومناصرة العديد من القضايا الإسلامية والإنسانية، والتي شكل مسارها الأدبي ملحمة إبداعية متألقة منذ مطلع الستينات، حيث قال عنها الزعيم علال الفاسي رحمه الله "هذه بنتي وبنت المغرب".
 

كما هنأ الأخ نزار بركة منظمة المرأة الاستقلالية على جعل هذا الملتقى يلتئم تحت شعار "التمكين السياسي ودعم المشاركة الديمقراطية للمرأة بالمغرب، ذلك أن مضمون الشعار الذي لا تخفى راهنيته على أحد، والذي يسائل الجميع من حيث ضرورة تأمين حقوق المرأة في أبعادها المختلفة الحقوقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومن حيث ضرورة تمكينها السياسي والدفع بمشاركتها الفاعلة في صنع القرار ومساهمتها في تنمية المجتمع.
 
وعبر الأخ الأمين العام عن اعتزازه بكون النهوض بحقوق المرأة وتمكينها من المواطنة الكاملة مسألة متجذرة في الرصيد الفكري والسياسي والنضالي لحزب الاستقلال وثابتا من ثوابت مرجعيته التعادلية وركيزة أساسية في أدبياته وبرامجه وترافعاته، مؤكدا أن الحزب يعتبر أول تنظيم سياسي يولي اهتماما خاصا بقضايا المرأة من منطلق إيمانه العميق بدورها المجتمعي وضرورة مشاركتها الفاعلة في المجهود التنموي، حيث انعكس ذلك تنظيميا من خلال حضورها في تنظيماته المركزية والمحلية والقطاعية وهو موقف يتماها مع ما كانت تحظى به حقوق المرأة من مكانة خاصة في فكر الزعيم علال الفاسي الذي كان في طليعة من انبرى للدفاع عن قضايا المرأة وعن ضرورة التعجيل بتحريرها وتمكينها من حقوقها لتحقيق ذاتها ونيل مواطنتها ولاستفادة الوطن من مجهوداتها ومساهمتها في بناء ونماء الوطن.
 

وفي ذات السياق، استحضر الأخ نزار بركة ما خطه الزعيم الراحل علال الفاسي في كتابه "النقد الذاتي"، حيث قال :"إن كل نهضة لا تعير الالتفات إلا لجانب الرجال لهي نكسة لا توصل إلى الخير أبدا"، مبرزا أن  حزب الاستقلال جعل ولا زال من قضايا المرأة معركة مستمرة لضمان فعلية حقوقها كما جعل النهوض بأوضاعها في صلب البناء الديمقراطي والمؤسساتي والتنموي باعتبارها طرفا فاعلا ومساهما في مجهود التنمية.
 
وأكد الأخ الأمين العام أن بلادنا بذلت جهودا كبيرة لتكريس حقوق الإنسان بصفة عامة وحقوق المرأة بصفة خاصة وقامت بإصلاحات ومراجعات دستورية وقانونية لتحسين وضعية المرأة وتعزيز مكانتها في المجتمع واتخذت العديد من الإجراءات والتدابير لتيسير تمكينها السياسي وضمان مشاركتها الفاعلة في تشييد الصرح الديمقراطي ببلادنا.
 

وسجل الأخ نزار بركة أن الضمانات الدستورية خاصة دستور 2011، أكدت على مبدأ المساواة بين المرأة والرجل في التمتع بالحقوق والحريات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية..، وفي سعي الدولة إلى تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء، وإحداث هيئة للمناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز(الفصل 19)، كما أكدت على حق المرأة في التصويت والترشيح.. والتمتع بالحقوق المدنية والسياسية، وأن القانون سينص على مقتضيات من شأنها تشجيع تكافؤ الفرص بين النساء والرجال في ولوج الوظائف الانتخابية (الفصل 30)، في حين شددت على حق المرأة في تولي الوظائف العامة على قدم المساواة مع الرجل وعلى حسب الاستحقاق (الفصل 31)، كما أن مدونة الانتخابات كرست هذا التوجه بالتأكيد على مبدأ المساواة بين الجنسين في حق الترشيح للانتخابات وتعزيز المشاركة السياسية للمرأة.
 
كما أوضح الأخ الأمين العام أن الإصلاحات الدستورية والقانونية والتدابير والإجراءات المتخذة لتقوية التمكين السياسي للمرأة وتعزيز حضورها وتمثيلها في الحياة السياسية أو العامة لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مبرزا أن تلك المكتسبات المحققة والإصلاحات المنجزة ساهمت في إعطاء زخم لحضور المرأة ورفعت من وتيرة مشاركتها السياسية.
 

وعدد الأخ نزار بركة هاته المكتسبات والتي تتجلى في تمثيل المرأة في البرلمان حيث شكل اعتماد "نظام الكوطا" (المحاصصة) ضمانة من أجل ترسيخ التمكين السياسي للمرأة وتمثيلها في البرلمان وضمان مشاركتها في عملية صنع القرار، وهو ما تجسد في إقرار اللائحة الوطنية للنساء في الانتخابات البرلمانية منذ 2002 حيث تم تخصيص 30 مقعدا للنساء من أصل 325 ارتفعت بعدها الحصة إلى 60 مقعدا من أصل 395 سنة 2011، وقد ارتفع عدد النساء في البرلمان الحالي إلى 81 من أصل 395 نائبا بما يوازي 20.5% مقارنة مع 17.3% بعد انتخابات 2011، بالإضافة إلى تمثيل المرأة في الجهات والجماعات وفي الوظائف العامة، وفي الحكومة، حيث بلغ عدد الوزيرات بحكومة الأستاذ عباس الفاسي 7 وزيرات، وكان ذلك في ظل دستور 1996.
 
وأبرز الأخ الأمين العام أن هذا الارتفاع في وتيرة المشاركة السياسية للمرأة يبقى دون سقف الطموحات، إذ أن وضعية المرأة لازالت هشة وهوة التمييز لازالت عميقة ولم تتمكن المرأة من تحقيق الرجة المنشودة من المقتضيات الدستورية لدستور 2011 في تنزيل وعود التمكين والمناصفة والمساواة.
 

ودعا الأخ نزار بركة الحكومة إلى التعاطي الإيجابي مع قضايا المرأة والقطع مع نهج البطء والتردد والتسويف الذي تمارسه في تنزيل الاستراتيجيات المتعلقة بالمناصفة وتفعيل المقتضيات الدستورية والقوانين والسياسات والبرامج العمومية المرتبطة بالتمكين السياسي للمرأة وتعزيز مشاركتها وضمان حقوقها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
 
وسجل الأخ الأمين العام باعتزاز كبير ما تحقق من مكاسب وإنجازات بفضل الإرادة الملكية إلى جانب نضال القطاعات النسائية وفي مقدمتها منظمة المرأة الاستقلالية، والتي ذكر من بينها مدونة الأسرة، وقانون الجنسية، قانون خادمات البيوت، إلى جانب المصادقة على اتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، بالإضافة إلى قانون محاربة العنف والتحرش ضد النساء، ثم القانون المتعلق بهيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز.
 

كما استحضر الأخ نزار بركة بتقدير التراكمات الإيجابية للمرأة في العهد الجديد، حيث برزت كفاءات نسائية أثبتت جدارتها في مراكز المسؤولية في المجالات الحكومية والدبلوماسية والإدارة الترابية والمؤسسات المنتخبة والقضاء والتعليم والحقل الديني، فضلا عن حضورها في المهن الحرة والقطاع الخاص عموما، مما رسخ لدى الجميع أهلية المرأة وكفاءتها وقدرتها على رفع التحديات والمساهمة إلى جانب الرجل في النهوض بالأعباء والمسؤوليات.
 
وأكد الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال وهو يدعو إلى دعم التمكين السياسي للمرأة وتعزيز مشاركتها في العملية الديمقراطية وتقوية دورها في المشهد السياسي ليتوجه إلى النساء أولا من أجل تعزيز الثقة بأنفسهن وبقدرتهن على العطاء وبناء الوعي لديهن لتغيير الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة عن أنفسهن وحقوقهن ولدى المجتمع وإبراز ما يتوفرن عليه من مؤهلات وقدرات تمكنهن من خوض ميادين العمل المختلفة.
 

كما جدد الأخ نزار بركة التأكيد على أن المرأة اليوم وقد أصبحت طرفا فاعلا في العملية التنموية، فهي مدعوة للمساهمة الناجعة في بلورة تعاقدات مجتمعية جديدة لاستشراف الآفاق الواعدة لمغرب الغد في ظل ما يعتمل من نقاش مجتمعي وحوار وطني حول النموذج التنموي الجديد الذي دعا إليه جلالة الملك.
 
واعتبر الأخ الأمين العام أن المرأة اليوم في غنى عن استجداء المنح والهبات من أجل تمتيعها بالحقوق وتمكينها السياسي وتقوية مشاركتها في العملية الديمقراطية بالتمثيلية المنصفة لها وإسماع صوتها داخل المؤسسات، ذلك أن إفرازات التطور المجتمعي والتراكمات الكمية والنوعية التي سجلتها المرأة عبر العديد من المحطات النضالية، رسخ لدى الفكر المجتمعي الناضج أهليتها وجدارتها وانخراطها القوي في الذكاء الجماعي من أجل مغرب المستقبل المسؤول جماعيا عن صون حقوقها.
 

ولكل هاته الأسباب، أشار الأخ الأمين العام إلى  أن المرأة المغربية اليوم لم تعد في حاجة إلى مِنَّةِ من أحد، بل تحصل على حقوقها كولادة طبيعية من رحم المجتمع عبر مخاض اجتماعي متطور وإيجابي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية، مؤكدا أن الحزب يعول على منظمة المرأة الاستقلالية لأخذ زمام المبادرة لتقوية جهودها الترافعية داخل المجتمع لإنضاج الشروط الكفيلة بتحقيق التمكين الحقيقي المنشود والمواطنة الكاملة المرجوة.  
 
وتجدر الإشارة، إلى أن الأخ نزار بركة والأخت خديجة الزومي كرما الأستاذة خناتة بنونة، حيث قدما لها درع التكريم عرفانا بمجهوداتها ونضالاتها الفكرية واعترافا بعطائها وجزاءا على الخدمات والتضحيات التي قدمتها في سبيل مناصرتها ودعمها للعديد من القضايا الإنسانية.





في نفس الركن