الفريق الاستقلالي بمجلس النواب: من غير المقبول إعداد سياسة عمومية خاصة بالشباب لا تنفذ على أرض الواقع

الاثنين 30 أكتوبر 2017

عقد مجلس النواب، يوم الاثنين 30 أكتوبر 2017، جلسة عمومية مخصصة للأسئلة الشفهية الشهرية المتعلقة بالسياسة العامة التي يجيب عنها رئيس الحكومة، وقد تميزت هذه الجلسة بالمشاركة المهمة للفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالغرفة الأولى للبرلمان خلال جزئها الأول المتعلق بسؤال محوري حول موضوع السياسة العامة المتعلقة بالشباب.

وقال الأخ نوفل شباط عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، إن السياسة العامة المتعلقة بالشباب تؤدي بنا للحديث عن فئة عريضة من المغاربة والتي تتجاوز نسبتهم ثلث مواطني ومواطنات المملكة، وعن مستقبل البلاد ودعامته الأساسية، والقلب النابض للحياة الاقتصادية والاجتماعية، كما تؤدي بنا للحديث عن طاقات شابة مؤهلة، ولكنها تبقى غير مستغلة على الوجه المطلوب، نتيجة البرنامج التنموي المعتمد والذي أبان عن فشله في تدبير السياسات العمومية، كما عبر عن ذلك جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي خلال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، عندما اعتبر جلالته “أن تأهيل الشباب وانخراطه الايجابي والفعال في الحياة الوطنية يعد من التحديات التي ينبغي رفعها بالنظر لكون العديد منهم يعانون الإقصاء والتهميش والبطالة”.
وتساءل الأخ نوفل شباط حول مدى امتلاك الحكومة لإرادة سياسية قوية من أجل ضمان انخراط الشباب في الحياة العامة، إلى جانب استفساره حول وجود استراتيجية واضحة المعالم لدى الحكومة، وبرامج محددة لإعطاء الشباب الأولوية اللازمة وجعله في قلب تدبير السياسات العمومية، متسائلا في الوقت ذاته عن التدابير المتخذة من طرف الحكومة لتمكين الشباب من الانخراط في سوق الشغل، ومعالجة تزايد معضلة البطالة في صفوف الشباب بما فيهم خريجي الجامعات والمعاهد، وأصحاب الشواهد العليا.

وفي معرض تعقيبه على جواب رئيس الحكومة، تساءل الأخ عمر عباسي عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب، عن الجدوى من القيام بإعداد سياسية عمومية جديدة للشباب، وذلك في ظل إعداد الحكومة السابقة لها وقيامها بوضع إجراءات وتعهدت بتنزيلها لكنها أخلفت الموعد، ليعرب عن اسفه من إعداد سياسات عمومية لا تنفذ على أرض الواقع، مؤكدا أن الشباب المغربي ما يطلبه اليوم أكبر بكثير من إعداد سياسات عمومية تظل حبيسة الرفوف.
وقال الأخ عباسي أن الفريق الاستقلالي نبه الحكومة خلال مناقشة مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي إلى أنه المشروع فارغ ولا يرقى إلا مقتضيات الدستور، والإرادة الملكية القوية في اخراج مؤسسة استشارية قادرة على أن تحتضن النقاش العمومي في بلادنا.
وأبرز الأخ عمر عباسي أن الأولوية اليوم هي توفير الشغل ومحاربة البطالة لأنها تنذر بأزمة كبيرة، تهدد السلم الاجتماعي وتدكي الاحتقان داخل أوساط المجتمع، مؤكد أن المطلوب اليوم من الحكومة هو اتخاذ تدابير عملية بعيدا عن الخطابات فقط، من أجل التجاوب مع انتظارات الشباب ومحاربة هذه المعضلة الحقيقية، داعيا الحكومة إلى ضرورة الاهتمام بالشباب خصوصا شباب العالم القروي والمناطق الحدودية.
وأشار الأخ عباسي إلى أن خطاب جلالة الملك خلال افتتاح السنة التشريعية الحالية وردت خلاله كلمة مفتاح، وهي إعطاء الكلمة للشباب، موضحا أنه تم إعداد أرضية السياسة العمومية للشباب بعيدا عن التشاور مع أصحاب الشأن وهم الشباب، مردفا بالقول “لا يمكن تسبيق عملية إعداد هذه السياسة قبل فتح الحوار العمومي حول الأرضية الخاصة بهذه السياسة”، معتبرا أن المقاربة التشاركية في اعداد وإطلاق مجموعة من المبادرات هي ضعيفة في هذا المجال.
كما سجل الأخ عمر عباسي أن الحكومة يجب أن تعرف بأن الشباب المغربي يريد الكرامة وهي الكلمة المفتاح التي تختزل العديد من الهموم والمعاناة والانتظارات، معتبرا أن الجواب على المعضلات التي يعاني منها الشباب تقتضي في المحصلة، ما دعا جلالة الملك إليه وهو إعادة النظر في النموذج التنموي بغية التجاوب مع التفاوت ما بين الجهات، وفي ما بين الفئات، مبرزا أن حل هذه المسألة تمر وجوبا عبر التوزيع العادل للثروة، مؤكدا أن موارد المملكة محدودة ولكن لابد  من لحكومة أن تجتهد في هذا المجال.
وأضاف الأخ عباسي بالقول: “لقد كنت سعيدا لسماع مدينة زاكورة وهي مسقط رأسي في التعقيب الخاص بالسيد رئيس الحكومة”، معتبرا أن ساكنة مدينة زاكورة الآن يريدون الماء فقط ولم يجدوه فما بالك بأن يبحثوا عن شيء أخر، متمنيا أن تعيش الحكومة مرحلة انتقالية من الأقوال إلى الأفعال لأن الشباب المغربي مل من كثرة الشعارات الفارغة.
وشدد الأخ عمر عباسي على ضرورة تأطير وتكوين الشباب، متسائلا عن دور الإعلام العمومي في هذا الجانب، وعن البرامج التي تبثها والتي تقوم بهذا الدور، مبرزا أن مجموعة من القضايا تبقى ذات أولوية ومن أهمها استدراك الحكومة للأمر فيما يتعلق بالمجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي والموجود الآن بالغرفة الثانية، وذلك من أجل اخراج مؤسسة عمومية فعلا قوية وقادرة على التجاوب مع مجموعة من انتظارات الشباب المغربي.



في نفس الركن