حزب الاستقلال في الذكرى الأربعينية لوفاة المناضل الشريف الحاج بليزيد الهاشمي بورزازات يؤكد على:

الثلاثاء 3 دجنبر 2019

الدور الهام لمختلف قبائل جهة درعة تافيلالت في صنع تاريخ المغرب القديم والحديث؛
إقرار إنصاف تنموي تستفيد منه الحواضر والبوادي على قدم المساواة؛
ضرورة الاهتمام بالمناطق النائية وخاصة الشريط الحدودي؛
جعل جهة درعة تافيلالت قطب اقتصادي ومنطقة جاذبة للاستثمارات؛
النهوض بالجماعات الترابية النائية في أفق إقرار عدالة مجالية؛
ضرورة المحافظة على الثروة المائية لتجنب الخصاص المائي وظاهرة العطش؛
مزيد من العناية بالشبكية الطرقية بهذه الجهة.


ترأس الأخ شيبة ماء العينين رئيس المجلس الوطني لحزب الاستقلال، يوم السبت 30 نونبر 2019 بمدينة ورزازات، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم الشريف الحاج محمد بليزيد الهاشمي، وذلك في ظل حضور كل من الأخت زينب قيوح عضوة اللجنة التنفيذية والمنسقة الجهوية للحزب بجهة درعة تافيلالت، والأخ عزيز هيلالي عضو اللجنة التنفيذية للحزب، رئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين، والأخ محمد السوسي الموساوي عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمفتش العام للحزب سابقا، وحضور مكثف لمناضلي ومناضلات الحزب بمدينة ورزازات.

وفيما يلي نص كلمة الأخ شيبة ماء العينين خلال الذكرى الأربعينية لوفاة المناضل الشريف الحاج بليزيد الهاشمي بورزازات : 

في البداية أود أن أبلغكم جميعا تحية وسلام الأمين العام الدكتور الأخ نزار بركة الذي تنظم الذكرى تحت رئاسته، والذي كان حريصا على الحضور شخصيا لترأس هذا المهرجان والقيام بزيارة لبعض المناطق بهذه الجهة لصلة الرحم وتبادل وجهات النظر مع بعض الفعاليات للتعرف عن قرب على وجهات نظرهم بشأن القضايا التنظيمية والاجتماعية والتنموية بصفة عامة ولكن التزاما طارئا مهما حال دون ذلك.

ويشرفني أن أكون ضمن الوفد القيادي الذي انتدبه الأخ الأمين العام لتمثيله والنيابة عنه في ترأس هذا المهرجان الحاشد هذا الوفد المكون من الأخت زينب قيوح عضوة اللجنة التنفيذية منسقة الحزب بهذه الجهة والأخ عزيز الهلالي عضو اللجنة التنفيذية رئيس رابطة المهندسين منسق الحزب بإقليمي سلا والقنيطرة، والأستاذ المناضل المفكر والكاتب محمد السوسي الموساوي المفتش العام للحزب (سابقا) عضو اللجنة التنفيذية والمستشار بمجلس المستشارين (سابقا).  



 

أيتها السيدات، أيها السادة؛

نلتقي اليوم لإحياء الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم بعفو الله أخانا الشريف المناضل العالم الفقيه الحاج محمد بليزيد الهاشمي في رحاب هذه المدينة المجاهدة مدينة ورزازات عاصمة هذه المنطقة المعروفة بشهامة رجالها ونسائها، منطقة الصمود الأسطوري للدفاع عن حوزة الوطن والتصدي للجيوش الاستعمارية، هذه المنطقة التي عرف سكانها من مختلف القبائل بالبطولة والشجاعة، والقدرة على التحمل رغم ما عانوا من ويلات الاستعمار وحلفائه ومن تسلط الإقطاع البشع، فخلَّدت في سفر تاريخ بلادنا القريب والبعيد العديد من المواقف البطولية، وساهمت بدور فعال في النضال الوطني لتحرير البلاد وعودة رمز السيادة الوطنية محرر البلاد جلالة السلطان محمد الخامس رحمه الله.

نلتقي اليوم في هذه المناسبة التي يجدد بها حزب الاستقلال التزامه الراسخ بالوفاء لرجالات هذا الوطن وخاصة مناضليه، أمثال هذا الشريف المجاهد الإبن البار لهذه المنطقة التي أنجبت العديد من رجال الدين الصلحاء والأولياء والأبطال الذين أسهموا بحظ وافر في صنع تاريخ بلادنا المعاصر أمثال المجاهد (عسو أوباسلام) ورفاق دربه من مختلف القبائل المشهود لها بالغيرة الوطنية والدفاع عن القيم الإسلامية والثوابت الجامعة للأمة  وسجلوا ملاحم ستظل الأجيال تذكرها باعتزاز مثل (معركة بوكافر) التاريخية.
 

لقد نشأ المرحوم وتربى في أجواء مفعمة بهذه الروح النضالية فتخرج من مدرسة الإيمان الصادق الذي تشبع به منذ نعومة أظافره في أحضان زاوية آبائه وأجداده الذين توارثوا العلم والصلاح والإخلاص لمقدسات البلاد، فكان بحق نموذج المؤمن الصادق والمناضل الذي لا تأخذه في الحق لومة لائم ملتزما بما رسخته في فكره ووجدانه التنشئة الدينية والوطنية المؤمنة بضرورة النضال من أجل مقاومة المحتل الأجنبي لتحرير البلاد، وواصل مساره النضالي في صفوف حزب الاستقلال في وقت مبكر، وكان على صلة وثيقة بالزعيم علال الفاسي والعديد من قادة الحزب أمثال أبو بكر القادري والهاشمي الفلالي ومحمد بوستة ومحمد الدويري وتحمل عدة مسؤوليات تنظيمية محلية وإقليمية وتمثيلية وطنية، وكان رحمه الله محط تقدير واحترام كل من جايلوه أو تعرفوا عليه من مختلف الشرائح الاجتماعية والهيئات السياسية على اختلاف مشاربها الفكرية وتوجهاتها السياسية والنقابية وفعاليات المجتمع المدني، اعتبارا لما تميز به من دماثة أخلاق ونبل في التعامل وتواضع وجرأة في الدفاع عن الحق ونصرة المظلومين، من ما أكسبه تقدير المواطنين بهذه الجهة عموما والناخبين خصوصا الذين  منحوه ثقتهم في عدة استحقاقات نيابية، فتحمل أمانة إسماع صوت سكان هذه المناطق في ظروف صعبة وتعرض من أجلها للعديد من المتاعب والمضايقات والتضحيات، فلم يثنه كل ذلك عن أن يبقى على الدوام مدافعا عن مصلحة هذه المنطقة العزيزة علينا جميعا، فظل طيلة حياته مرجعا موثوقا مسموع الكلمة في الأوساط الاجتماعية المحيطة به، ومناضلا صادقا في جميع هياكل ومنظمات الحزب المحلية والمركزية، وكذا داخل الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بالبرلمان، وكانت تدخلاته سواء داخل اللجن أو في الجلسات العامة أو في مساءلة الحكومة شفويا أو كتابيا تنم عن حس وطني عالي بعيد عن الشعبوية أو المزايدات، بل كان محترم الرأي داخل البرلمان وخارجه لما يتسم به من موضوعية في طرح وتقديم حاجيات المنطقة عموما سواء على مستوى الحزب بحكم مسؤولية التفتيش التي شرفها وفعلها أو لدى الجهات الحكومية المسؤولة في مختلف القطاعات، إذ كان شاغله الأول وهاجسه الأساسي هو تحسيس المسؤولين بضرورة إعطاء العناية اللازمة لهذه المناطق في المشاريع الحكومية .  
 

وذلك في إطار التأكيد على المبدأ الذي ما فتئ حزب الاستقلال ينادي به منذ الاستقلال إلى الآن وهو ضرورة الاعتناء بجميع أقاليم وجهات المملكة، وجعل حد نهائي للمقولة الاستعمارية التي قسمت البلاد إلى "مغرب نافع ومغرب غير نافع".

لأننا في حزب الاستقلال نؤمن بأن جميع التراب المغربي نافع وكل المواطنين في المدن والبوادي والسهول والجبال لهم الحق في أن ينالوا نصيبهم من التنمية ويجب أن يتمتعوا بخيرات بلادهم لإقرار إنصاف تنموي وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ولازال الجميع يتذكر مطالبة الفقيد في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بضرورة استكمال التجهيزات الأساسية بتوسيع الشبكة الطرقية الرئيسية والثانوية والمسالك لفك العزلة عن العالم القروي، وتعميم الطاقة الكهربائية على القرى والمداشر، وضرورة مراعاة الحاجيات الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل، وكذا المطالبة بصيانة الثروة المائية والحفاظ عليها لتجنب الخصاص المائي وظاهرة العطش التي أصبحت تتهدد العديد من المداشر.
الشيء الذي نرى أنه مازال في مجمله مطروحا ويتطلب تظافر جهود الدولة والجماعات الترابية داخل الجهة عموما.  
 

ولقد أولينا في حزب الاستقلال عناية خاصة لهذه الجهة (جهة درعة تافيلالت) في إطار التركيز على المناطق الحدودية في المشروع التنموي التعادلي وفي البيانات الصادرة عن المجلس الوطني واللجنة التنفيذية وأود بهذه المناسبة، التذكير بأن الحزب سبق له أن وجه من خلال فريقيه بمجلسي النواب والمستشارين مذكرة إلى السيد رئيس الحكومة حول تنمية هذه المناطق وتتضمن خارطة طريق لمعالجة الوضعية الاقتصادية والاجتماعية بهذه المناطق.

وسبق للحزب أن تقدم بعدة مقترحات منها ضرورة العمل على وضع استراتيجيات تهدف إلى جعل هذه الجهات أقطاب تنموية ومناطق جذب لاستقطاب المستثمرين الشيء الذي يتطلب إعادة النظر في ميثاق الاستثمار وكذا قانون المعادن واعتماد امتيازات جبائية وعقارية في إطار مقاربة مندمجة، كما نؤكد على ضرورة تمكين الجماعات الترابية التابعة لهذه المناطق من الاعتمادات اللازمة سواء تلك المتعلقة بحصة الجماعات من الضريبة على القيمة المضافة أو الاعتمادات المخصصة لها كدعم عمومي أو كقروض من صندوق التجهيز الجماعي في أفق إقرار عدالة مجالية.
 

أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
أيها السادة الأفاضل؛

إن تخليدنا لمثل هذه المناسبات يهدف بالأساس إلى استحضار ما تتميز به شخصيات من هذا العيار الوطني والاجتماعي والديني، والحزبي أمثال المناضل الشريف محمد بليزيد الهاشمي الذي كان نموذجا السلوك وقدوة في النضال إذا كان رحمه الله رجل التوافقات الحريص على احتواء كل الخلافات والحد من الصراعات سواء داخل التنظيمات الحزبية أو الأوساط الاجتماعية بالمنطقة.

وإننا في حزب الاستقلال الذي كان يعول على الفقيد في تجذير إشعاع الحزب بالمنطقة فإننا ندعوا كافة أطرنا الحزبية والمتعاطفين والمناصرين إلى العمل على الانخراط في المساعي التي أعلناها في برنامج الحزب المنبثق عن المؤتمر 17 والهادف إلى تخطي كل اختلاف في وجهات النظر من أجل المصالحة والسعي إلى تعبئة كل الطاقات لتفعيل العمل النضالي لكل التنظيمات والهيئات الحزبية والمنظمات الموازية لكي يستعيد الحزب مكانته في الاستحقاقات المقبلة الجماعية والبرلمانية بهذه الجهة فبالنضال الحزبي ووحدة صف المناضلين وتوسيع دائرة الاستقطاب الاستقلالي بكل الفروع والمفتشيات يتم تعزز مكانة الحزب في المشهد السياسي المحلي والإقليمي والجهوي ونحقق أملا وطموحا طالما ناضل فقيدنا من أجله خدمة لهذه الجهة وساكنتها.
رحم الله فقيدنا المناضل وجازاه الله خير جزاء عن زاويته وعن حزبه وعن جهته ووطنه.   








في نفس الركن