شارك الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب في الجلسة الأسبوعية للأسئلة الشفهية المنعقدة يوم 19 يونيو 2023، بالتدخل في مجموعة من المحاور التي تستأثر باهتمام المواطنين، وفي هذا السياق أوضح النائب البرلماني محمد العزري أن وضع الشباب في صلب السياسات العمومية كان عنوانا بارزا في البرنامج الحكومي، من منطلق أن هذه الفئة تعتبر ثروة وطنية هائلة تستلزم توجيهها لخدمة التنمية، متسائلا عن مآل جهود الوزارة في مجال تنفيذ البرامج الحكومية الموجهة للشباب..
وفي جوابه أفاد السيد المهدي بنسعيد وزير الشباب والثقافة والتواصل، أن الحكومة الحالية حكومة اجتماعية أعطت الأولوية للاستثمار في الإنسان من خلال النهوض بالمواطنين والاستثمار في الشباب يرتكز على تقديم برامج القادرة على مواكبة المشاكل التي تواجه هذه الفئة، مفيدا أنه منذ حوالي سنة كان هناك توجه لتجديد وتجويد للبرامج المقدمة للشباب في دور الشباب عبر ربوع المملكة..
وأوضح السيد الوزير أنه إذا كان التحدي الأول بعد جائحة كوفيد هو عودة العمل بالمخيمات، فإن التحدي خلال هذه السنة، متعلق بطبيعة البرنامج المقدمة للأطفال والشباب في هذه المخيمات الحالية مع التركيز على جودة الخدمات والأنشطة بها، مضيفا أن هناك برنامج جيد تحت اسم "متطوع " ينطبق في الحال ويستهدف فئة من 18 إلى 22 سنة ، وتوزع على محطتين الأولى تهم التكوين خلال مدة أسبوع، ويشمل تاريخ وثقافة المغرب والحقوق والواجبات ومفهوم المواطنة والتكنولوجيا الحديثة، ومختلف المجالات التي تهم هذه الفئة ، والمحطة الثانية تهم التطوع في مجموعة من المؤسسات في مجال التراث والصحة والبيئة، ويستهدف هذا البرنامج خمسة آلاف شابة وشاب من مختلف أقاليم المملكة، في أفق توسيعه خلال السنة المقبلة ليستهدف عشرة آلاف شابة وشاب أو أكثر..
في تعقيبه قدم عضو الفريق الاستقلالي مجموعة من الملاحظات ، مبرزا أن التحدي الأكبر يتمثل في دعم الرأسمال البشري في إطار عمل مندمج مخصص للشباب، مشيرا إلى أن الحكومات سبق أن قدمت مجموعة من البرامج مخصصة للشباب، ك"مقاولتي" و"فرصة" و"انطلاقة "، وعرفت تعثرات، ومنها من كان مصيرها الفشل ومنها من لم تتمكن من تحقيق أهدافها، ومنها تلك التي ماتزال غارقة في المشاكل ، متسائلا عما إذا قامت الوزارة الوصية بدراسة للوقوف عند النقائص والإكراهات والأسباب التي كانت وراء إخفاق هذه التجارب، وما إذا كانت بلورت بعض الحلول لتجاوز المشاكل السابقة..
وأضاف النائب البرلماني أن جلالة الملك ركز في عدد من خطبه السامية على العالم القروي وسبل النهوض به، وخصوصا ما يتعلق بالطبقة الوسطى، منبها إلى أن الشباب القروي يجد نفسه مهمشا مغيبا من البرامج الحكومية، كما هو الشأن بالنسبة لشباب الجماعات الترابية لإقليم القنيطرة، داعيا إلى تكثيف الجهود للاهتمام بهذه الفئة في العالم القروي، والانخراط الفعلي للوزارة الوصية عبر مواكبة هذه الفئة في مجال الإدماج الاقتصادي وتشجيع التشغيل الذاتي ودعم المبادرات الحرة..