بوابة حزب الاستقلال

الأخ الدكتور عبد الجبار الراشدي عضو اللجنة التنفيذية للحزب يترأس أشغال المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بوزان

الاربعاء 17 أكتوبر 2018

الدعوة إلى تعاقد سياسي جديد وفق مشروع مجتمعي متوافق عليه

النموذج التنموي الجديد ينبغي أن يحدث القطائع الضرورية مع مسارات إنتاج الأزمة

الإدانة المطلقة لكل الممارسات التي تستهدف الشعور الوطني والرموز الوطنية


الأخ الدكتور عبد الجبار الراشدي عضو اللجنة التنفيذية للحزب يترأس أشغال المجلس الإقليمي لحزب الاستقلال بوزان
تنفيذا لمقتضيات النظام الأساسي لحزب الاستقلال وفي إطار الدينامية التنظيمية التي تبنتها قيادة الحزب، ترأس الأخ عبد الجبار الرشيدي عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بالجهة على إقليم وزان، يوم الأحد 14 اكتوبر 2018 بالمركز الاجتماعي والثقافي ودعم مبادرات الشباب طريق فاس، أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي للحزب بوزان، تحت شعار “لنجدد العهد”.

وتأتي اشغال هذه المحطة التنظيمية الهامة في سياق حصيلة المجلس الاقليمي للحزب على مستوى الاقليم، وما يعيشه الحزب من دينامية تنظيمية وتواصلية هامة على جل المستويات، في حين شهدت أشغال المجلس الإقليمي المذكور حضور كل من الإخوة أحمد الغياتي المفتش الإقليمي، ومحمد بكاري الكاتب الإقليمي، وعبد العزيز لشهب ومحمد لشهب عضوي الفريق الاستقلالي بمجلسي النواب والمستشارين.

كما عرف المجلس الإقليمي للحزب بوزان حضورا وزانا لأعضاء المجلس الوطني للحزب وأطر ومنتخبي وكتاب فروع وأمناء فروع الحزب، إلى جانب حضور ممثلي كافة الهيئات والتنظيمات والجمعيات الموازية والروابط المهنية للحزب بتراب الإقليم، حيث انطلقت أشغال المجلس بتلاوة الفاتحة ترحما على أرواح جميع الاستقلاليين الذين التحقوا بالرفيق الأعلى خلال الشهور الأخيرة.

وبعد الكلمة الترحيبية للأخ أحمد الغياتي المفتش الإقليمي للحزب، تناول الأخ محمد بكاري الكاتب الإقليمي للحزب الكلمة، استعرض من خلالها التحديات والاكراهات التي يعيشها إقليم وزان على مختلف المستويات، مبرزا في الآن ذاته مدى التقصير المسجل على صعيد تحقيق التنمية بالإقليم، مطالبا برفع التهميش والإقصاء عنه وإخراجه من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها.

كما اكد الكاتب الاقليمي للحزب على ضرورة التصدي لكل المناوشات التي يتعرض لها ابناء الاقليم من طرف بعض الجهات، وكذا ابتزاز الساكنة بدعوى زراعة القنب الهندي والمشاكل الاجتماعية التي تترتب عنها في المستقبل القريب.

كما تعرض لعدم التجاوب مع الاستعطافات التي تقدم بها عدد من التلاميذ والتلميذات بالإقليم مما يساهم في تفشي ظاهرة الهدر المدرسي في صفوف تلاميذ الاقليم. كما تحدث عن غياب ملاعب قرب، والقاعات المتعددة الاختصاصات بعدد من الجماعات الترابية، والتغييب المطلق لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، والافتقار لحل المشاكل المرتبطة بالمنح الجامعية لمتابعة الطلبة مسارهم التعليمي.

واعتبر محمد بكاري ان اقليم وزان اقليما فلاحيا بإمتياز يستوجب على الحكومة وخصوصا القطاع الوصي ضرورة وضع مخططات وبرامج كبرى للاستثمار في هذا المجال، بغاية خلق فرص الشغل لأبناء الاقليم.

وفي بداية العرض السياسي الذي قدمه الدكتور عبد الجبار الرشيدي عضو اللجنة التنفيذية والمنسق الجهوي للحزب، ذكر بمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان، والذي دعا فيه الأحزاب السياسية إلى تطوير أدائها وآليات اشتغالها، منوها بقرار جلالة الملك الرفع من الدعم العمومي للأحزاب حتى تستطيع القيام بأدوارها الدستورية في تأطير المواطنين.

وأبرز الأخ الرشيدي أن المشهد السياسي المغربي يعرف ضبابية وارتباك واضحين نتيجة الصراعات بين مكونات الأغلبية الحكومية والاصطفافات السياسية الهجينة التي تفرغ العملية الانتخابية من بعدها الديمقراطي. كما وقف على حالة الاحتقان الاجتماعي الذي تعرفه عددا من مناطق المغرب، مذكرا بالمبادرات التي اتخدها الحزب من أجل إيجاد حلول واقعية لعدد من المشاكل المرتبطة أساسا بالتنمية وبتشغيل الشباب، مبرزا في هذا السياق بمضامين المذكرة التي رفعا الحزب إلى رئيس الحكومة من أجل تعديل قانون المالية حتى يستجيب للرهانات والتحديات المرحلية لبلادنا، لكن للأسف لم يكن هناك تجاوبا فعليا مع هذه المدكرة من طرف الحكومة.

وقال ان الانتظارية وبطئ زمن الإصلاح يضيعان على بلادنا فرص حقيقية للتنمية، ويزرعان الشك والإحباط لدى المواطنين خصوصا لدى فئة الشباب، مما نتج عنه عودة ظاهرة الهجرة السرية بقوة، بل وامتدت لتشمل حتى هجرة الأدمغة والكفاءات المغربية والتي يفقد بسببها المغرب رأسمال بشري مهم، الأمر الذي يزيد من إضعاف منسوب الثقة في المؤسسات التمثيلية ببلادنا ويزيد من النفور من العمل الساسي، و يطرح علامات استفهام جدية حول مسار الديمقراطية ببلادنا، وإضعاف قيام الأحزاب بأدوارها الدستورية في تأطير المواطنين باعتبارها مؤسسات وسيطة بين الدولة والمجتمع، لدرجة أصبحت الدولة تجد نفسها وجها لوجه مع ما تشهده عدد من اقاليم المملكة من احتجاجات، تضاعف لها إشكالية تصاعد الهجرة نحو الخارج.

وسجل الأخ عبد الجبار الرشيدي تضامن حزب الاستقلال مع هذه الفئات المهمشة والفقيرة ومع الشباب، لكنه في نفس الوقت ذكر بموقف الحزب الذي استنكر الشعارات التي رفعت بمدينة تطوان، والتي تمس بالحس والشعور الوطني وبالمؤسسات ببلادنا.

وطالب الدكتور عبد الجبار الرشيدي في الأخير الحكومة بتدارك الاختلالات وتضافر الجهود وطنيا سواء كأحزاب أو كمنتخبين أو فاعلين مدنيين من أجل رقي البلاد وتقدمها، وما طرح السؤال الجوهري من قبل الدكتور عبد الجبار، والمتعلق بمآل مستقبل المغرب مع هذه الحكومة بكل جرأة وتجرد إلا دليل على التفكير العميق لحزب الاستقلال في مستقبل هذه الأمة: إلى أين نحن ذاهبون؟ خصوصا في ظل انحصار النموذج التنموي الحالي وفي ظل تراجع معدلات التشغيل، وتراجع الفاعل السياسي عن لعب أدواره السياسية والدستورية، واستمرار مظاهر الأزمة على المستوى الاجتماعي في عدد من مناطق المغرب.

وفي هذا السياق دعا الأخ عبد الجبار الرشيدي إلى ضرورة إحداث القطيعة مع مسارات الأزمة ومع الاختيارات التي أبانت عن محدوديتها، ولم تعد قادرة على الاستجابة لمتطلبات المواطنين وضمان حقهم في الكرامة والعيش الكريم.

وتنفيذا لتوجيهات قيادة الحزب الرامية الى اعطاء الاهمية الكبرى خلال هذه السنة لتجديد وتأسيس فروع الحزب والهياكل والتنظيمات الموازية بكافة الجماعات المحلية التابعة للإقليم، أكد الدكتور عبد الجبار الرشيدي خلال أشغال الدورة العادية للمجلس الإقليمي على ضرورة تفعيل المؤسسات الحزبية من خلال مكاتبها لبناء مؤسسات حزبية قوية بغاية إعادة حزب الاستقلال لمكانته الريادية بالمشهد السياسي محليا، جهويا ووطنيا، مؤكدا أن حزب الاستقلال اعتمد مقاربة جديدة تتخذ التعاقدات كمنهجية للعمل الحزبي، ومن الحكامة كمبدأ لتدبير شؤون الحزب ومن التشبع بالفكر الاستقلالي التعادلي كقاعدة للترافع عن المواطنين والمواطنات.

وشدد الأخ المنسق على ضرورة مضاعفة الجهود قصد تقوية الإشعاع التنظيمي للحزب بإقليم وزان وتعزيز التعاون والتنسيق بين كافة مكوناته والانفتاح على طاقات وكفاءات جديدة، والتواصل معها لتعزيز المشهد الحزبي محليا، وذلك من أجل الالتصاق بهموم سكان الإقليم والإنصات لانشغالاتهم وطرح الحلول القابلة للتطبيق، وتوحيد المبادرات الكفيلة بخلق بدائل تنموية تسمح بتحقيق فرص العيش الكريم، مبرزا أن حزب الاستقلال في هذا الإطار قام بمجموعة من المبادرات التي نتج عنها الدعوة إلى إيجاد بديل اقتصادي حقيقي يخرج هاته المناطق من وضعيتها المتأزمة من خلال وضع مخطط تنموي وطني جديد يتماشى مع تطلعات وإنتظارات المواطنين.

ومن جهته توقف الأخ عبد العزيز لشهب عضو الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب عند المجهودات الجبارة التي يبذلها الفريق البرلماني للحزب بالمجلسين من أجل رفع الحيف عن إقليم وزان وتحقيق مطالب ساكنته في القطاعات الاجتماعية الحيوية كالصحة والتعليم، والبنيات التحتية، وإنهاء الوضعية المزرية التي يعيشها الإقليم وانعكاساتها السيئة على المعيش اليومي لساكنة الاقليم.

وأكد الاستقلاليون والاستقلاليات بإقليم وزان انخراطهم في تفعيل تصورات القيادة الجديدة للحزب وتنزيل برنامجها الطموح وتوحيد المبادرات داخل الإقليم، في الوقت الذي خلصت فيه هاته المحطة التنظيمية إلى تجديد العهد مع حزب الأمة وضميرها الحي، حزب الاستقلال وتوحيد الصف والدعوة لنبذ الخلاف والسير على نهج السلف الصالح من رواد وقادة الحزب خدمة للوطن والمواطن.

وزان: أحمد الدرداري