بوابة حزب الاستقلال

الأخ النعم ميارة يؤكد أن العرض الحكومي هزيل والاتحاد العام لن يوقع على شهادة وفاة العمل النقابي

الاربعاء 2 ماي 2018

تجديد العهد بالتجند وراء جلالة الملك للدفاع عن الوحدة الترابية من طنجة الى الكويرة
فاتح ماي بداية لمحطات احتجاجية ضد السياسة الحكومية من أجل تحقيق الكرامة للطبقة الشغيلة
الاتحاد يرفض التوقيع على أي اتفاق لا يلبي المطالب الأساسية للطبقة الشغيلة وفي مقدمتها تحسين الدخل
هدف السياسة الحكومية القضاء على الطبقة الوسطى وتفقير الطبقة الشغيلة وتكريس سياسة “الموقف” الموروثة عن الاستعمار
20 في المائة فقط من الوحدات الإنتاجية هي التي تحترم مقتضيات مدونة الشغل


 أكد الأخ النعم ميارة أن مناضلات ومناضلي الاتحاد العام للشغالين بالمغرب   يجددون العهد بالتجند وراء جلالة الملك للدفاع عن الوحدة الترابية من طنجة الى الكويرة، مبرزا أن الظرفية الدقيقية التي تمر منها بلادنا تستدعي المزيد من اليقظة والتعبئة للتصدي للجميع المناورات التي يقف وراءها الحاسدون والخصوم ..

وشدد الكاتب العام للاتحاد العام في كلمته بمناسبة المهرجان الخطابي المنظم يوم الثلاثاء فاتح ماي 2018 بالرباط بحضور الأستاذ عبار الفاسي الأمين العام الأسبق للحزب الاستقلال، والأستاذ نزار بركة الأمين العام الحالي وأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب  وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام ، على ضرورة التعبئة أيضا لمواجهة السياسة الحكومية التي تضر بمصالح الطبقة الشغيلة وتعاكس إرادة المواطنين ..

 

ووجه الأخ النعم ميارة أمام حشود مناضلات ومناضلي الاتحاد العام وحزب الاستقلال التحية للأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، والأستاذ عباس الفاسي الأمين العام الأسبق ورئيس الحكومة السابق واصفا إياه ب”ناصر المظلومين وناصر الطبقة الشغيلة المغربية” كما عبر عن اعتزازه بالحضور المتميز لعضوات وأعضاء اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال المكتب التنفيذي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب ومجموع المناضلات والمناضلين الذين خرجوا بكثافة للاحتفاء باليوم  العالمي للعمال .

وقال الأخ النعم ميارة  الجماهير المحتشدة ” كنا سنكون اليوم  اسعد أن نحتفل.. ولكن نحن اليوم هنا لنحتج وهذا الاحتجاج لن يتوقف عند فاتح ماي،  بل سيكون احتجاجا متواصلا حتى تحقيق المطالب وعلى رأسها صيانة كرامة الطبقة الشغيلة”..مضيفا أن تخليد هذا اليوم يذكر بما هو أسمى وهو قضية الوحدة الترابية للمملكة، والتي شكلت فيها الاحداث الأخيرة منعطفا خطيرا، موضحا أنه انسجاما مع لمركزية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، وانسجاما مع مبادئ المركزية النقابية للاتحاد العام  ومبادئ حزب الاستقلال فإن مناضلات ومناضلي الاتحاد يجددون العهد لجلالة الملك على  التجند الدائم من أجل  الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة من طنجة الى الكويرة، إلى جانب الدفاع عن مطالب ومكتسبات الطبقة الشغيلة في ظل الوحدة وفي ظل الكرامة .

 وأوضح الأخ النعم أن الحركة النقابية تمر بمنعرج خطير من سماته الحوار الاجتماعي المغشوش  الذي تريد الحكومة فرض بعض مخرجاته المرفوضة من قبل الطبقة الشغيلة، حيث أعلنت يوم الإثنين عما اسمته تنفيذ   جزء  من الاتفاق مع النقابات والباقي مازال ضمن المفاوضات، مؤكدا أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب  يجدد رفضه للعرض الحكومي الهزيل، وانه  سيبقى وفيا لمبادئه الأساسية وأول مبدأ ينص على ان أي اتفاق لا يصون كرامة الشغيلة المغربية هو مرفوض جملة وتفصيلا، كما أن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لن يوقع  شهادة وفاة العمل النقابي والحركة النقابية بالمغرب، ولن نوقع على عرض هزيل بعد سبع سنوات من التماطل، ولن يوقع على عقد لا يلبي الاحتياجات الأساسية للطبقة الشغيلة المغربية وفي مقدمتها تحسين الدخل وتقوية القدرة الشرائية لكافة المواطنين، مضيفا بالقول إن ما تعرضه الحكومة هو نوع من التحايل  والتدليس على الطبقة الشغيلة، وهو الأمر الذي لا يمكن القبول به،وبمخرجاته سواء كانت موقعة من الحكومة لوحدها او موقعة من أطراف أخرى..

 

وتوجه الأخ الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب إلى الحكومة قائلا ” كفى من تسفيه العمل النقابي بالمغرب وكفى من القضاء على الحريات النقابية وكفى من التماطل في حل ملفات حارقة مازالت عالقة  بسبب سياسة هذه الحكومة ، التي كانت بدايتها  القضاء على صندوق المقاصة والاجهاز على القدرة الشرائية للطبقة الشغيلة المغربية، وإضعاف الطبقة المتوسطة المغربية، وتوسيع دائرة الفقر والهشاشة، وتكريس سياسة”الموقف” الموروثة عن الاستعمار .

وأبرز الأخ النعم ميارة  أن الاتحاد العام ومعه الطبقة الشغيلة انخرط منذ البداية في الكفاح ضد سياسة “الموقف ”  وضد العمل غير المقنن في اطار القانون، مؤكدا أن الطبقة العاملة تريد العمل داخل الوحدات الإنتاجية ، بناء على احترام نصوص مدونة الشغل التي لا تحترم  إلا من قبل20 في المائة من هذه الوحدات، مضيفا أن الاتحاد العام يرفض هذا الوضع ويرفض الحديث عن تعديل مدونة الشغل قبل تصحيح هذا الوضع، والشروع في تقنين المهن في اطار القانون لهيكلة القطاع غير المهيكل،موضحا أن العاملين  بقطاعي  الأعشاب و صناعة  الأسنان  لوحدهما  يعيلان 120 ألف اسرة مغربية، ويطمحون  للعمل في اطار القانون وهذا سيتحقق في اطار مرحلة انتقالية  تدريجية يؤطرها القانون.

وانتقل الأخ ميارة إلى الحديث عن دور المرأة المغربية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، مبرزا أن هذه المرأة تتعرض للعديد من مظاهر الظلم، حيث لا يمكن إغفال ما تتعرض له من عنف داخل العمل وإقصاء بشكل ممنهج من بلوغ مواقوع المسؤولية مراكز القرار بالوظيفة العمومية وبمؤسسات القطاع الخاص، مؤكدا أن هذه الوضعية التي تعاني منها المرأة تعتبر من أكبر المعوقات نحو تحقيق التنمية الشاملة ..

ووقف الكاتب العام لمركزية الاتحاد العام للشغالين بالمغرب عند مشاكل موظفي القطاع العام وكذا معاناة عمال القطاع الخاص، وخاصة العاملين ضمن شركات المناولة واصفا إياها بمصيبة التشغيل الكبرى، موضحا أن الاتحاد مع توفير مناصب الشغل والحكومة  مسؤولة عن ذلك، ولكن  هذه المناصب يجب أن تكون حقيقية توفر الكرامة  وليس مناصب صورة  تؤسس للهشاشة والفقر.

 وأوضح الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب أن الحكومة اليوم في واد والطبقة الشغيلة في واد آخر، والمغاربة يلاحظون أنهم  أمام حكومة تصريف أعمال، لا تملك استراتيجية حقيقية للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ولا تتوفر على  استراتيجية للحوار الاجتماعي أو للتشغيل، إنها  حكومة عاجزة عن تلبية  أبسط    مطالب الشغيلة المغربية، مؤكدا احياء فاتح ماي لهذه السنة بمثابة صرخة قوية في وجه الحكومة  مضمونها ” كفى ..كفى .. المغاربة نفذ صبره.. لا بد من إنصاف الطبقة العاملة المغربية.. لابد من حماية حقوقها..لأن ذلك هو  السبيل لتحقيق الأمن والاستقلال والتقدم والازدهار ..”

وقبل إنهاء كلمته تساءل الأخ النعم عن المصلحة وراء إضعاف النقابات وإضعاف العمل السياسي  والمجتمع المدني، موضحا أن هؤلا ء الذين يبحثون عن إضعاف جميع الوسائط الاجتماعية، سيجدون أنفسهم غدا في مواجهة الشارع، مع الفوضى، و حينها لا قدر الله ، سيعجزون عن الخروج من الفوضى، مبرزا أن الطبقة العاملة ليست أداة في يد أي كان يسخرها كيف ما أراد، إنها قوة متحركة في خدمة الصالح العام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وفي خدمة أبنائها من أجل تحسين مستوى معيشتهم وصيانة كرامتهم.