بوابة حزب الاستقلال

الأخ عبد الجبار الراشيدي: ذكرى الزعيم علال الفاسي.. تجديد العهد والوفاء ببناء مغرب قوي متضامن وديمقراطي ينعم فيه المغاربة بالأمن والاستقرار والكرامة

الاحد 16 يونيو 2019

تجمع جماهيري حاشد ذلك الذي احتضنه المركز الثقافي أحمد بوكماخ بمدينة طنجة، يوم السبت 15 يونيو 2019، برئاسة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، تخليدا للذكرى الخامسة والأربعين لوفاة زعيم التحرير المرحوم علال الفاسي، في ظل حضور قياسي فاق ألفين من الاستقلاليات والاستقلاليين الذين حجوا من مختلف أقاليم وجهات المملكة. وشهد المهرجان الخطابي حضور كل من نجلي الزعيم علال الفاسي كل من الأخوين هاني وعبد الواحد الفاسي وباقي أسرته الكريمة، إلى جانب الحضور الوازن للإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وعدد من برلمانيي ومنتخبي الحزب، وبعض ممثلي الأحزاب السياسية الوطنية، بالإضافة إلى أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير. وعرف هذا اللقاء الذي أشرف على تسييره الأخ عبد الجبار الراشيدي عضو اللجنة التنفيذية والمنسق الجهوي للحزب بعمالة طنجة وإقليم وزان، تنظيم معرض صور للزعيم الراحل علال الفاسي، وكذا عرض شريط فيديو ضم شهادات لعدد ممن عاصروا الفقيد، خصوصا في موضوع ارتباطه بمدينة طنجة وزياراته الرمزية والعديدة لها.

كما تميزت أشغال المهرجان، بالكلمة الهامة التي ألقاها الأخ عبد الجبار الراشيدي، والتي عبر من خلالها عن سعادته لاستقبال الاستقلاليات والاستقلاليين في مدينة طنجة، لتخليد وإحياء الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة الزعيم علال الفاسي رحمه الله، مؤكدا أن طنجة احتضنت الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، كما شكلت بالنسبة للزعيم علال الفاسي منصة للعمل الوطني والدفاع والترافع عن حق الشعب المغربي في الانعتاق من براثن الاستعمار والتحرر من هيمنة وجبروت سلطات الحماية الفرنسية والاسبانية. واعتبر الأخ الراشيدي أن ما ساعد الزعيم علال الفاسي في عمله ونضاله الوطني بمدينة طنجة ثلاث عوامل أساسية، العامل الأول متعلق بوجود نخبة من رجالات الحركة الوطنية بمدينة طنجة، من بينهم أحمد الدزيري والمختار الدسيني وعبد الرحمان أنكاي ومحمد الريفي وآخرون. أما العامل الثاني، يقول الأخ عبد الجبار الراشيدي، فمتعلق بالوضع الدولي الذي كانت عليه مدينة طنجة أنذاك الخاضعة لنظام الحماية الدولية، مع وجود عدد مهم من البعثات الديبلوماسية وقنصليات الدول الأجنبية، مما سهل عليه الترويج لقضية المغرب على المستوى الدولي. كما أن العامل الثالث يضيف الأخ الراشيدي، فهو المتعلق بانتشار الصحافة ووسائل الاعلام بمدينة طنجة، والتي وجد فيها الزعيم علال الفاسي أداة مهمة لتوعية الشعب المغربي والترويج للمواقف والأفكار التحررية في الداخل كما في الخارج.

وأكد الأخ عبد الجبار الراشيدي أن مدينة طنجة لعبت أدوارا مهمة في الكفاح من أجل استقلال المغرب، وكانت مأوى لرجالات الحركة الوطنية الذين كانت تضطهدهم وتطاردهم السلطات الاستعمارية الفرنسية والاسبانية، حيث استطاع علال الفاسي رحمه الله أن يقوم بدور أساسي في التنسيق بين الحركة الوطنية في الشمال بقيادة الأستاذ عبد الحق الطريس وبين رجالات الحركة الوطنية في باقي ربوع المملكة. وفي هذا المقام، استحضر الأخ الراشيدي الزيارة الملكية التي قام بها جلالة الملك المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة سنة 1947، والخطاب التاريخي الذي وجهه من حدائق المندوبية إلى الشعب المغربي، والذي أكد من خلاله دفاعه المستميت لتحرير المغرب من الهيمنة الاستعمارية والتحرر التام من كل أشكال السيطرة والتدخل الخارجي، كما أكد على حق المغرب في الاستقلال ووحدته الترابية وسيادته الكاملة على أراضيه. وسجل الأخ عبد الجبار الراشيدي أن التنسيق كان وثيقا بين الحركة الوطنية وجلالة الملك محمد الخامس في جل المبادرات الوطنية الهادفة إلى تحقيق استقلال المغرب، مبرزا أن علال الفاسي لم يكن مناضلا وطنيا فقط، بل كان كذلك مناضلا إفريقيا له رؤية استراتيجية، لذلك قام في بداية الخمسينات بالإتصال بمنظمات التحرر في الدول الإفريقية الخاضعة للاحتلال الفرنسي، من أجل التعبئة والتنسيق والعمل المشترك، حيث احتضنت مدينة طنجة لقاء منظمات التحرر الإفريقية، وذلك بمبادرة من الزعيم علال الفاسي.

كما أشار الأخ الراشيدي إلى الدور الأساسي الذي لعبه علال الفاسي رحمه الله في الدعوة إلى عقد مؤتمر طنجة ما بين 27 و30 أبريل 1958 لأحزاب المغرب العربي، والذي شارك فيه عن حزب الدستور الجديد بتونس باهي الأدغم، وأحمد تليلي وعبد الحميد شاكر، وعن جبهة التحرير الجزائرية فرحات عباس، عبد الحفيظ بوصوف، وعبد الحميد مادي، وعن حزب الاستقلال علال الفاسي وأحمد بلافريج وعبد الرحيم بوعبيد والمهدي بنبركة، حيث انعقد هذا المؤتمر التاريخي تحت رئاسة الزعيم علال الفاسي، واحتضن بيته بمدينة طنجة جانبا من هذا الاجتماع. وأبرز الأخ عبد الجبار الراشيدي أن طنجة اليوم تجدد العهد مع الحركة الوطنية ومع علال الفاسي، من خلال نساء ورجال حزب الاستقلال لمواصلة النضال من أجل استكمال الوحدة الترابية واسترجاع كافة الأراضي المغتصبة بما فيها سبتة ومليلية، وبناء مغرب قوي ومتضامن وديمقراطي ينعم فيه المواطن بالأمن والاستقرار والكرامة تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما اعتبر الأخ الراشيدي اختيار شعار "الفكر المقاصدي والنموذج التنموي الجديد" لتخليد الذكرى الخامسة والأربعين لوفاة زعيم التحرير علال الفاسي، ترجمة قوية لتجديد التأكيد على التشبت بالتوابث الوطنية، والدين الاسلامي دين التسامح والوسطية وبإسهاماته في بناء الانسان والحضارة الانسانية، وإعمال مقاصد الشريعة في قضايا العصر الحديث انطلاقا من الاجتهاد وتجديد الرؤى والتصورات كمنبع استقلالي أوصى به الزعيم علال الفاسي.