بوابة حزب الاستقلال

الأخ عبدالمجيد الفاسي: دعوة الحكومة إلى تأهيل الحقل الثقافي وحفظ كرامة جميع المحترفين والمنتسبين إليه

الجمعة 3 يوليوز 2020

وضعية الفنانين والكتاب والأدباء والمبدعين تدعو إلى القلق والحاجة إلى النهوض بالقطاع بعيدا عن منطق الإحسان


الأخ عبدالمجيد الفاسي:  دعوة الحكومة إلى تأهيل الحقل الثقافي وحفظ كرامة جميع المحترفين والمنتسبين إليه

شارك الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في اجتماع لجنة التعليم والثقافة والاتصال، المنعقد يوم الثلاثاء 30 يونيو 2020، بحضور السيد وزير الثقافة والشباب والرياضة ، خصص لمناقشة وضعية الفنانين والسينمائيين والأدباء، وتدارس الوضعية الثقافية والفنية في ظل جائحة جائحة كورونا وكيفيات تدبير الدعم المقدم من الوزارة لفائدة الجمعيات الثقافية خلال  وبعد هذه الجائحة

 

وتدخل الأخ عبد المجيد الفاسي خلال اجتماع، مجددا موقف الفريق الاستقلالي الثابت  المعبر عنه في مناقشة ميزانية القطاع  بمشروع القانون المالي 2020 حيث سجل الفريق أن الحكومة تعتبر قطاع الثقافة سياسة عمومية  تكميلية ، وهو ما يجانب المسار الذي  تنحو إليه الدول المتقدمة حيث لا تتجاوز ميزانية هذ القطاع 0,5 في المائة من الميزانية العامة للدولة ببلادنا مثلها مثل البحث العلمي ، ونسبة بعيدة  جدا عن المتوسط العالمي المعتمد في قطاع الثقافة الذي يتجاوز 2,5 في المائة.
 

وأبرز الأخ عبد المجيد الفاسي أن الفريق الاستقلالي سبق له، قبل جائحة كورونا، أن سجل مرارا ضعف الإرادة السياسية لدى الحكومة التي كرست وضعية غير مقبولة تتسم بهيمنة بعض الأفلام والمسلسلات  في الإعلام اللعمومي .

وانتقل عضو الفريق الاستقلالي إلى الحديث عن وضعية الفنانين والسينمائيين  والمسرحيين والأدباء كانت هشة قبل كورونا، لتتحول مع الأسف ،إلى وضعية كارثية الآن ، وأهم ما يلخص ذلك استمرار تدهور وضعية الفنانين المغاربة، خاصة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي ، حيث تتناول الأخبار يوميا معاناتهم القاسية بفعل هشاشة عرض العمل وفي ظل غياب التأمين الصحي لهذه الفئة، وهو ما يجعل بلادنا في موقف مخجل أمام هامات ثقافية قدمت للوطن الكثير في مختلف مجالات الفنون والثقافة، موضحا أن استمرار هجرة  الجمهور المغربي لقاعات السينما والمسرح والعروض الفنية المختلفة دليل على وجود خلل ما في السياسة الحكومية في هذا المجال .
 

وذكر الأخ النائب  أن عدد المسجلين  بالمعاهد الموسيقية بالمغرب هو 17 ألف و390 شخص ، وهو رقم ضعيف جدا ولا يمثل شيئا بالمقارنة مع عدد سكان المغرب، كما أن عدد المهراجانات الموسيقية المعتمدة في بلادنا لا يتجاوز 23 تظاهرة برسم هذه السنة، مضيفا بلغة الأرقام أن ما تم تخصيصه لدعم وإنعاش الموسيقى والفنون الكوريغرافية برسم السنة المالية الجارية لا يتجاوز 2,5 مليون درهم، وأن كل ما تخصصه الوزارة لدعم وترويج الإبداع المسرحي لا يتعدى  19 مليون درهم، وهي أرقام تعكس مكانة هذا البرنامج الحيوي المفروض فيه أن يحقق الكرامة لمحترفيه
 

وأكد الأخ عبدالمجيد الفاسي أن وضعية الكتاب والأدباء  ليسث بأحسن حال بالنسبة لباقي المبدعين والفنانين في ظل تدهور نسبة القراءة  والمقروئية، مذكرا بأن هذه النسبة لا تتجاوز بضعة دقائق ، والتي من بين أسابابها المباشرة ضعف شبكة المكتبات العمومية، والتي من المفروض أن تعمل على تقريب الكتاب من المواطن في مختلف الفضاءات ن مشيرا إلى أن دعم صناعة الكتاب ببلادنا لا زال ضعيفا جدا حيث يبقى في حدود 5,9 مليون درهم وهو ما لا يسمح  بتشجيع الكتاب على إصدار إبداعاتهم، كما أن الاعتماد المخصص لتحديث شبكة الخزانات العمومية لا يتجاوز اربعة ملايين درهم، و200 ألف درهم فقط لتحسيس الناشئة بالقراءة، وهو رقم ضعيف ومخجل ..
 

وخلص عضو الفريق الاستقلالي إلى القول إن جائحة كورونا عرت عن ضعف السياسات العمومية التي أضحت متجاوزة ، علما بأن قطاع الثقافة كان قبل كورونا يعيش ظروفا صعبة والسبب الذي كان وراء عقد هذا الاجتماع من أجل مناقشة  ملف الفنانين والأدباء المغاربة وضرورة النهوض بأوضاعهم ، بعيدا عن منطق الإحسان ، ولكن بالاعتماد على مرتكزات تأهيل الحقل الثقافي ليصبح مجالا قادرا على حفظ كرامة ومكانة جميع المحترفين والمنتسبين إليه