بوابة حزب الاستقلال

الأخت سعيدة آيت بوعلي : المجتمع أمام أزمة قيم بسبب تراجع المدرسة عن أحد مهماتها كمؤسسة اجتماعية

الثلاثاء 13 نونبر 2018

تناولت الكلمة الأخت سعيدة آيت بوعلي، يوم الثلاثاء 13 نونبر 2018، أثناء مناقشة مشروع ميزانية وزارة التعليم و البحث العلمي و التكوين المهني ، حيث تفاعلت مع المواقف التي عبر عنها عدد من النواب بخصوص احتجاجات التلاميذ الأخيرة،مبرزة أن المجتمع أمام أزمة قيم التي يعتبر من بين أسبابها، تراجع المدرسة عن أحد مهماتها كمؤسسة اجتماعية،في ما يلي نص االكلمة:
 

السيد الوزير المحترم ،هناك قولة تتردد كلما تم الحديث عن مشكلات قطاع من القطاعات الا وهي :تراكمات الماضي كعائق،اولا التراكمات مهمة في كل عملية بناء،لانها عبارة عن تجارب تمكن عند تحليلها من إنجاز القطائع الممكنة و استثمار الجوانب الإيجابية لابداع حلول جديدة و تطوير الاستراتيجيات.
 

وتفاعلا مع بعض مداخلات السادة النواب بخصوص و قائع احتجاجات التلاميذ الأخيرة، اود أن اثير الاهتمام أن ما اعتبر أزمة قيم،أحد أسبابه تراجع المدرسة عن أحد مهماتها كمؤسسة اجتماعية كالأسرة و المسيد ..التربية باعتبارها أداة للتنشئة الاجتماعية والادماج في قيم المجتمع: التضامن،الحق ،الواجب، المواطنة الاحساس بالانتماء للوطن ..

كانت الوزارة تسمى وزارة التربية والتعليم، واكتفت بالتعليم والتكوين المهني اي تهيئ التلميد لسوق الشغل لاللحياة الاجتماعية..وتركت الأمر للأسرة علما أنه يقضي في المدرسة اكثر مما يقضيه في البيت،غابت مواد تقوم بتلك الوظيفه، وهي مادة التربية:الفنية،الوطنية،الدينية والرياضية..فلا تطلبوا منه شيئا لم تعطوه إياه..اما التعليم فغايته تهيئ التلميد لسوق الشغل، الذي أصبح  يطرح مفارقة كبرى: كلما ارتقى الطالب في سلم العلم انحدر في السلم الاجتماعي لعدم استيعاب الوظيفة العمومية الأطر العليا بسبب تكلفتها.

 

المدرسة فضاء للعنف والعنف المضاد، فالذي ينتحر ومن يحرق جسده لعدم تمكنه من النجاح في مساره التعليمي، و من يدمر دماغه  بالمخدرات، ويغامر في قوارب الموت..لا يشعر بالرضا على الذات لا بمعناها الفردي، ولا بمعناها العام كهوية وكوطن، وهذا أمر يجب أن يستوقف خبراء علم الاجتماع و علم النفس لفهمه، ولاقتراح البدائل العلمية لحله، فهؤلاء التلاميذ هم الحاضر والمستقبل.
 

اسمحوا لي السادة النواب، هناك من قام بجلد رجل التعليم،عملا بالمقولة،"طاحت الصمعة علقوا الحجام" هل وفرنا له شروط القيام بعمله؟ فضاء ومنهجا ووسائل.لا تسألوا أستاذا حرمناه من إتمام تعليمه الجامعي للارتقاء معرفيا، وتقاعسنا في تمكينه من التكوين والتكوين المستمر لكي يكون على علم بكل مستجد في مجال الديداكتيك والبيداغوجيا وعلم النفس التربوي...ليحسن أداءه.
 

إن قضية جودة التعليم وتجاوبه مع متطلبات اليوم والغد، ورش وطني يجب أن يتعبأ له الكل لربح رهانات التنمية التي تتطلب الاستثمار في الإنسان باعتباره صانع التنمية والمستفيد منها. وعلينا جميعا أن نبدع اشكال الارتقاء بمنظومتنا التعليمية مستثمرين النجاحات ومتجاوزينا الإخفاقات لان الرابح الاكبر سيكون هو الوطن.