بوابة حزب الاستقلال

الافتتاحية : رداً على مَزَاعِم حَاقِدَة

الاثنين 16 أكتوبر 2017

الافتتاحية : رداً على مَزَاعِم حَاقِدَة
حرص رئيس الديبلوماسية الجزائرية على إلقاء كمية كبيرة من الحطب على النيران الملتهبة فيالعلاقات الجزائرية – المغربية بأن أدلى بتصريحات غريبة ومثيرة والتي لا يمكن أن تصدر عنمسؤول عاقل.

إن المغاربة الذين تطلعوا دوما إلى علاقات جوار جيدة و أخوية مع الشقيقة الجزائر يتملكهم في هذهاللحظات الاستغراب الشديد من المزاعم الجديدة التي أطلق لها العنان وزير الخارجية الجزائري، وهيمزاعم خطيرة جدا لا تعدو في حقيقتها أن تكون من نسج خيال حكام الجزائر بهدف التعتيم علىالحقائق السياسية و الاقتصادية السائدة في المنطقةوبذلك فهي تستحق كل الإدانة الشديدة و منخلالها إدانة المنحى   الاستفزازي الذي ما فتئت الديبلوماسية الجزائرية تسير عليه و هي تتغيا منوراء ذلك وباستمرار استهداف المغرب والإساءة إلى المغاربةوهو منحى يؤشر في حقيقته علىوجود أزمة سياسية واجتماعية و اقتصادية تنخر بنية الدولة في الجزائر الشقيقة، وأيضا يكشفضيق أفق السياسة الخارجية الجزائرية بسبب الانحسار جيو- استراتيجي الإفريقي بسبب تراجع ريعالغاز و منافعه . ومن المؤكد و في ضوء كل هذه المعطيات فإنه لم يعد أمام حكام الجزائر من حيلة ومن بد سوى السعي وراء التنفيس عن الأوضاع الداخلية عبر اختلاق خصوم وهميين و افتعال أزماتعابرة.

إننا اعتدنا كمغاربة من حكام الجزائر مثل هذا الاستهداف الذي أضحى سلوكا عدائيا متكررا، وتعلمنامن تجاربنا مع هذا السلوك أن نضع كل استهداف جديد في سياقه الزمني، وهكذا نلاحظ هذه المرة أنهجوم وزير الخارجية الجزائري يتزامن مع الجولة التي يقوم بها في المنطقة المبعوث الخاص للأمينالعام للأمم المتحدة في الصحراء، وفي هذا التزامن أكثر من دلالة تتجسد في أن رئيس الديبلوماسيةالجزائرية يعلنها صراحة في وجه المسؤول الأممي الجديد بالتأكيد على أن الطرف الحقيقي المعنيبالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية هي الجزائر و ليس أي طرف آخر . وفي هذا التزامن أيضاإرادة واضحة  من الخارجية الجزائرية تهدف إلى التشويش عل الجولة التي يقوم بها  المسؤول الأممي في المنطقة عبر السعي إلى افتعال مواجهة بين الرباط و الجزائر تفرغ جولة المسؤول الأمميمن محتواها و هي أيضا  إعلان صريح يتغيا عرقلة إرادية و متعمدة  لجهود الأمم المتحدة التيينخرط فيها المغرب بكل مسؤولية من أجل التوصل إلى حل سياسي سلمي دائم و متفق عليه في إطارالسيادة المغربية .

كما تزامنت تصريحات رئيس الديبلوماسية الجزائرية مع قرار الاتحاد الأوربي الوقوف بحزم معالوحدة الترابية لإسبانيا و مناهضة المد الإنفصالي في كاتالونيا . وهو موقف مكتظ بالرسائلوالدلالات التي تحسم بشكل نهائي مع منطق الانفصال والتجزيء، وهو نفس السياق الذي نعاين فيهبكل أسف استمرار الجزائر في التعنت في تغذية المد الانفصاليويسجل الشعب المغربي بكل أسى أنحكام الجزائر يلقون من خلال ذلك وراء ظهورهم الكفاح المشترك في معركة التحرير من أجلالاستقلال والذي سادت أثناءه  آمال عريضة من أجل تجسيد الحلم المغاربي الذي كان بمقدوره توحيدشعوب المنطقة.

و الحقيقة فإن مزاعم الجزائر الجديدة لا تستهدف قطاعات اقتصادية مغربية، كما يحاول حصر ذلكوزير خارجيتها ، بل إنها في حقيقتها تستهدف المقاربة التنموية الجديدة في إفريقيا التي يقودهاجلالة الملك محمد السادس نصره الله والتي ترتكز على التعاون إفريقي – إفريقي من أجل تحقيقالنمو المشترك في إطار استراتيحية رابح - رابح، واستثمار خيرات هذا النمو في ضمان الأمنالغذائي والاندماج والتضامن الإفريقي والسعي نحو تحسين عيش الساكنة في إفريقياوهذه مقاربةتنموية جديدة لاقت تجاوبا عارما من طرف عدد كبير جدا من القادة الأفارقة ولاقت ترحيبا عارما منطرف الشعوب الإفريقية، وهذا ما لم يكن محل إطمئنان لدى من كان يعتمد منهجية الريع لضمانالاصطفاف.

إن تصريحات المسؤول الحكومي الجزائري العدائية لا قيمة لها على أرض الواقع لأن المغاربةمقتنعون تمام الإقتناع بما يقومون به في مسار البناء والإصلاح، ولكن هذه التصريحات تعكسالمستوى الفكري والأخلاقي المنحط لدى حكام الجزائر.