بوابة حزب الاستقلال

البيان الختامي للمؤتمر الوطني 16 لجمعية البناة

الخميس 17 ماي 2018

نجاح محطة المؤتمر الوطني السادس عشر لجمعية البناة
التنويه بالانخراط الايجابي لقيادة الجمعية في الرؤية التنظيمية الجديدة لحزب الاستقلال
المصادقة على أوراق المؤتمر وانتخاب قيادة جديدة


البيان الختامي للمؤتمر الوطني 16 لجمعية البناة

عقدت جمعية البناة تحت شعار: “التطوع دعامة أساسية للمشروع التنموي الجديد” مؤتمرها الوطني السادس عشر يوم السبت 12 ماي 2018 بمدينة الرباط، بحضور متميز لقيادة حزب الاستقلال ولكل تنظيماته وممثلي التنظيمات السياسية الشبابية والحقوقية وجمعيات المجتمع المدني التي تربطها بالجمعية علاقات شراكة وصداقة متينة.

وبعد الاستماع إلى الكلمات التوجيهية للأخ شيبة ماء العينين عضو اللجنة التنفيذية للحزب ورئيس مجلسه الوطني والاخ سيدي محمد ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية للحزب المسؤول عن التنظيمات والهيئات والروابط والاخ عمر عباسي الكاتب العام لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، وإلى التقرير المفصل الذي قدمه الاخ رشدي رمزي الكاتب العام لجمعية البناة، وعلى ضوء النقاشات التي تلت هذا التقرير والمعطيات العميقة التي حملتها وثيقة المؤتمر، والآراء والمواقف التي عبر عنها المؤتمرون والمؤتمرات من منطلق الوعي الكامل بالدور الريادي الذي اضطلعت به الجمعية منذ تأسيسها، حاملة باستمرار مسؤوليتها التاريخية في نشر ثقافة التطوع، فإن المؤتمر يؤكد استعداد كل رائدات ورواد البناة لتعبئة كل جهودهم من أجل التنزيل السليم للنموذج التنموي الجديد للمملكة.

المؤتمر فرصة لتقييم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ببلادنا

وشكل المؤتمر فرصة لتقييم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي ببلادنا، وخصوصا الحملة الشرسة التي تقودها الحكومة الحالية على جيوب بنات وأبناء الشعب المغربي، والتي خلفت حالة من الياس والاحباط داخل الشعب المغربي، كما شكل فرصة للاحتفال بإنجازات بناة الوطن منذ المؤتمر الاخير المنعقد سنة 2014، والتي شكلت مرحلة مشرقة من تاريخ الجمعية، كما شكل المؤتمر استمرار للدروس الديمقراطية التي قدمها حزب الاستقلال خلال المؤتمر العام السابع عشر، حيث مرت هذه المحطة التنظيمية الوطنية التي ترأسها الأخ خالد الجزولي عضو المكتب التنفيذي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية في جو ديمقراطي استثنائي.

وتميز هذا المؤتمر بالحضور المتميز لمناضلات ومناضلي البناة من مختلف جهات وأقاليم المملكة خلال جلسته الافتتاحية التي احتضنها المركز العام للحزب بالرباط، في تأكيد قوي على الالتزام والوفاء للمبادئ وللقيم التي تأسست عليها الجمعية سنة 1958 والإخلاص لكل الذين ساهموا عبر التاريخ في نشر ثقافة التطوع والاستمرار في اداء الرسالة على نهج الرواد الأوائل، حيث انتخب المؤتمر الأخ رشدي رمزي كاتبا عاما للجمعية لولاية ثانية، والاخت والاخوة أعضاء المكتب التنفيذي للمنظمة. كما تميزت هذه المحطة التنظيمية الوطنية بالمصادقة على وثيقة المؤتمر التي تشكل خارطة طريق المرحلة المقبلة.

إشادة بالمسار المشرف والمتميز للجمعية في العمل الوطني التنموي والتربوي

وبعد النجاح الكبير لهذه المحطة، لا يمكن لرائدات ورواد الجمعية إلا أن يشيدوا باعتزاز وفخر كبيرين بالمسار المشرف والمتميز لجمعيتهم في العمل الوطني التنموي والتربوي، وأن يواصلوا العمل بوثيرة أكبر وبعزم أقوى بغية تحقيق مكتسبات جديدة تنضاف إلى قائمة الانجازات التي حققتها البناة على مر تاريخها المشرق الذي انطلق ببناء طريق الوحدة.

وإذ يؤكد المؤتمر حاجة بلادنا لمزيد من الديمقراطية فإن مناضلات ومناضلي الجمعية يؤكدون انخراطهم الجماعي في النضال من أجل أن توسع الحكومة المغربية مساحة الحرية والكرامة، ويطالبون الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاعلام  والمثقفون وكل القوى الحية بالوطن بالعمل على تجاوز كل الاعطاب التي مازالت تعوق التجربة الديمقراطية في بلادنا.

اختيار الحكومة الحالية بعيد كل البعد عن الاهتمامات الحقيقية

ووعيا من المؤتمر الوطني بأهمية تفاعل المواطن المغربي مع هذا السياق المتحرك، فإنه يعتبر أن الحكومة المغربية الحالية من خلال اختيارها لتوجه غير واضح وغير مبرر، بعيد كل البعد عن الاهتمامات الحقيقية لكل مكونات الشعب المغربي وعلى رأسهم الشباب، تحرف مسار البلاد عن الطريق السليم وتبتعد بها عن تنزيل كل الاوراش التي من شانها خلق دينامية اقتصادية واجتماعية تساهم في خلق فرص الشغل للشباب.

إن ورش بناء مغرب العدالة الاجتماعية يتطلب حسب المؤتمر الوطني السادس عشر، تسطير سياسات اجتماعية واقتصادية تراعي حقوق الافراد والمجتمع، وتراعي حاجيات المواطنين والشباب  بالدرجة الأولى وتستجيب لانتظاراتهم ومطالبهم العادلة والمشروعة، وإذ يندد المؤتمر بتماطل الحكومة في تفعيل مقتضيات الدستور على غرار سابقتها، يعتبر أن عدم اكتمال النضج السياسي لمكونات الحكومة، كان السبب في تمرير قانون مالي سيؤدي لا محال إلى تردي المؤشرات الاقتصادية، وبالتالي المساس بالقدرة الشرائية للمواطنين.

قضية الوحدة الترابية أولوية الأولويات

وإذ يؤكد المؤتمر وعي بناة الوطن بخطورة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي ببلادنا، فإنه يعتبر قضية وحدتنا الترابية أولوية الأولويات، ويعتبر التخبط الذي تعيشه  البوليساريو ومن ورائها الحكومة الجزائرية يعكس بجلاء الفشل الذريع الذي منيت به البوليساريو في مسايرة المرحلة الحالية التي تعرف تأييدا واسعا لمبادرة الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب كحل نهائي وسياسي لهذا النزاع المفتعل، كما يعكس تلاعب واستهتار أعداء الوحدة الترابية باستقرار المنطقة من خلال الاستفزازات الاخيرة التي قامت بها الجبهة الانفصالية، ومحاولة عناصرها فرض أمر الواقع داخل الحزام الامني لأقاليمنا الجنوبية، في تحد سافر لكل القرارات الصادرة عن الامم المتحدة وكل الاتفاقيات الموقعة بين جميع الاطراف المعنية وفي مقدمتها اتفاقية وقف إطلاق النار، ويشيد المؤتمر في هذا الإطار بالتفاعل الحكيم الذي طبع دائما تعامل بلادنا مع مختلف قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بهذا الملف.

وإذ يعبر بناة الوطن عن استعدادهم للانخراط بشكل فعلي وقوي في كل المبادرات التي ستواجه بها بلادنا هذه الدعوات المتتالية والغير مباشرة من طرف أعداء وحدتنا الترابية للحرب بالمنطقة، فإن المؤتمر يعتبر أن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بهذا النزاع المفتعل وكذا مواقف معظم دول العالم، تؤكد كلها مصداقية وجدية مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، على اعتبار أنها تشكل المنطلق المثالي والأرضية الصلبة لأي حل لهذا الصراع في إطار سيادة المغرب ووحدته الوطنية والترابية.

ويعتبر المؤتمر، أن العديد من الاوراش ببلادنا يمر إنجازها عبر استكمال ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين، حيث ان هناك شبه إجماع من الفاعلين والمتدخلين في قطاع التربية والتعليم على أن الوضع مترد بالفعل وأن هذا التردي يغطي مختلف مناحي الوضع التعليمي، وخاصة على مستوى حكامة القطاع وضعف تنمية التمدرس والجودة والمردودية والتدبير المعقلن للموارد البشرية والمالية، وانتشار الصورة النمطية للمدرسة والجامعة العمومية واهتزاز الثقة فيها وتراجع مستويات الترتيب الدولي للمغرب، وقبل هذا وذاك، فشل الشعارات الرسمية المرفوعة، والعجز في تدبير المشاريع  المسطرة وتحقيق النتائج المنشودة.

الحاجة  إلى تعاقد جديد لتقديم بدائل واقعية لمعالجة الاختلالات

ويؤكد المؤتمر أن الحاجة ماسة اليوم إلى تعاقد جديد لتقديم بدائل واقعية لمعالجة هذه الاختلالات وإعطاء الفرصة لرهانات إصلاحية واقعية قابلة للتطبيق، فلم يعد مقبولا حسب بناة الوطن أن تلج المدرسة والجامعة المغربية إلى عالم المعرفة الرقمية برؤية تقليدية ضيقة أو بمزاجية ذاتية تعاكس مفهوم الانفتاح والإجماع الوطني، ولا تستوعب العلاقة الجدلية بين المنظومة التربوية ومحيطها السوسيواقتصادي والاستجابة الوظيفية لمتطلبات سوق الشغل المحكومة أساسا بمبدأ المنافسة والجودة، لكون فعالية ونجاعة المنظومة تتحدد انطلاقا من جودة المنتوج والمردودية، والملاءمة بين حاجيات الفرد وتطلاعاته ويبن متطلبات الحياة الاجتماعية.

ووعيا من جمعية البناة بأهمية ورش إصلاح منظومة الجهة باعتبارها شريكا اساسي لحركة التطوع ببلادنا، فإنها تعتبر أن الجهوية المعتمدة لحد الآن، أكدت قصورها وعجزها الواضحين في ضمان شروط تسريع وثيرة التنمية، فالمجالس الجهوية الحالية عاجزة عن مواجهة متطلبات التنمية الجهوية الحقيقية، لهذا يدعوا الشباب المشارك في المؤتمر في إطار مشروع الجهوية المتقدمة أو الموسعة إلى تفويض الكثير من الاختصاصات من المركز إلى الجهة بما يمنح المضمون الحقيقي للعمل في هذه المؤسسات المهمة، في سبيل ضمان شروط خلق أقطاب اقتصادية جهوية قوية.

ضرورة اعتبار الشباب  الثروة الحقيقية لهذا الوطن

ويسجل المؤتمر بكل أسف ان الازمة مست جميع القطاعات ببلادنا، مما يفرض حسب رواد ورائدات الجمعية وبشكل مستعجل تدارك الوضعية الحرجة التي وصلت اليها البلاد على كل المستويات، والاسراع في تنزيل برنامج وطني لانقاذ الوطن من الاختناق في وسط أزمة شاملة، وذلك من خلال التوقف الفوري عن التطبيق الأعمى لتعاليم المؤسسات المالية الدولية في المجال الاقتصادي والمالي والاجتماعي مع ضرورة اعتبار الشباب على وجه الخصوص الثروة الحقيقية لهذا الوطن، والتي يجب استثمارها من أجل بناء مستقبل أفضل لبلادنا.

إن المؤتمر يدعو إلى تبني التطوع كمنهج وطني لتحقيق التنمية، ويعتبر أن الوطن في هذه المرحلة الدقيقة التي تجتازها بلادنا، مرحلة تتميز بانتشار الازمة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على نطاق واسع، بحاجة إلى كل شاباته وشبابه، وهو ما يدعو جمعية البناة اليوم إلى استخدام كل القنواة الأساسية لتقديم الأجوبة المقنعة، وفاءا للالتزاماتها وتعاقداتها من أجل أن يبقى صوت التطوع مرتفعا ومؤثرا، ولتكوين شباب يحمل ثقافة التطوع في جيناته ومقتنع بأهميته في إنجاح كل الأوراش.

وتعتبر محطة المؤتمر الوطني السادس عشر لجمعية البناة أن أهم هذه الأوراش الذي يحتاج إلى عمل تطوعي كبير، هو الورش البيئي، على اعتبار أن تكلفة التدهور البيئي بالمغرب أضحت ثقيلة جدا، وتتمثل أساسا في ارتفاع معدل الأمراض والوفيات الناجمة عن تلوث الهواء والممارسات غير الملائمة المتعلقة بالتزود بالماء الصالح للشرب والتطهير والنظافة، والنقص الذي يعرفه إنتاج الغابات والمراعي بسبب الاجتثاث والتعرية، وكذا خفض القيمة الترفيهية للشواطئ الناجمة عن تدهور السواحل.

مواجهة الانعكاسات السلبية للرأسمالية

لقد انعقد هذا المؤتمر في سياق دولي وإقليمي ووطني غير مستقر، فعلى المستوى الدولي تزداد الانعكاسات السلبية للرأسمالية التي ما زالت قائمة، بالرغم من اتساع رقعة المطالبين بالتحرر من قبضة البؤس والهيمنة والاستغلال، من خلال النضال من أجل عالم خال من التحكم والتبعية والحروب ونهب ثروات دول العالم الثالث وشعوبها ومؤسساتهم، عالم متعدد الاقطاب تسوده الديمقراطية واقتسام الثروات والمكاسب بشكل متكافئ وديمقراطي بين الشعوب.

وعلى المستوى العربي، فإن المؤتمر ينبه دول الربيع العربي الى ان  رهان كسب إحداث قطيعة مع الثقافة السياسية السلطوية الموروثة عن الأنظمة البائدة، يمر عبر التأسيس لثقافة سياسية جديدة قائمة على أساس غرس قيم جديدة تؤطر العلاقة بين المواطن العربي والسلطة السياسية، قوامها الحرية وحفظ الكرامة وضمان العيش الكريم، وذلك من خلال الاستثمار في بعض العناصر المحورية لتجديد الثقافة السياسية، وهي تنمية الوعي السياسي وغرس قيم الديمقراطية من خلال قنوات التنشئة السياسية وتعزيز المشاركة السياسية للمواطنين، وتكريس دولة الحق والقانون، وغرس قيم الثقافة الديمقراطية على مستوى المجتمع.

تضامن مطلق مع الشعب الفلسطيني

وعلى اعتبار القضية الفلسطينية قضية المغاربة، فإن المؤتمر يطالب بضرورة إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وذلك وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ويدين بشدة قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف في تحد سافر لحرمة هذه المدينة العزيزة على قلوب كل المسلمين، ويطالب إسرائيل بالإفراج الفوري عن جميع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب، والتوقف عن الاعتقال التعسفي لأبناء هذا الوطن بما فيهم الأطفال والنساء الذي يعتبر مخالفا للقانون الدولي والأعراف كافة بما فيها اتفاقية جنيف واتفاقية حقوق المرأة.

عل المستوى الإفريقي، ينعقد المؤتمر في سياق يطبعه انفتاح بلادنا على دول القارة الافريقية وفق إرادة ملكية سامية هدفها البحث عن فرص جديدة للتعاون جنوب جنوب، الشيء الذي سيساهم حسب المؤتمر الوطني السادس عشر لجمعية البناة في إيجاد مساحات أرحب وأوسع لتمدد الاقتصاد الوطني نحو الجنوب وأيضا في مساعدة الشعوب الصديقة والشقيقة قصد تجاوز حالة عدم الاستقرار الاجتماعي وتفشي الأمراض واختلال الاستقرار السياسي وانخفاض معدلات النمو.

وإذ يجدد بناة الوطن في الختام تأكيدهم العلني للقيادة الديمقراطية لحزب الاستقلال،  ويشيدون بالعمل المتميز الذي قامت به القيادة السابقة لجمعية البناة وبحصيلتها الاستثنائية خصوصا في الجانب التربوي التأطيري والتنموي، فإنهم يدعون انطلاقا من المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم ووفاءا لرواد الحزب والشبيبة والجمعية، إلى مزيد من العمل والنضال لتكريم التطوع عبر جعله سلوك يومي لكل المواطنين وإلى التعبئة الجماعية القصوى والانخراط الكامل من أجل إنجاح المرحلة المقبلة من تاريخ البناة.