الشباب وتحديات مجتمع المعرفة
الشباب بين الذكورة والأنوثة مقاربة نفسية اجتماعية
بعد ذلك انتقلت الكلمة للأستاذة خلود السباعي للحديث عن الشباب وقيم الذكورة والأنوثة مقاربة نفسية اجتماعية، حيث اوضحت أن مرحلة الشباب هي مرحلة عمرية ونتاج اجتماعي، وقد تأخر علم النفس في الحديث عنها وابرازها على عكس باقي مراحل العمر، كما أنها تختلف في التحديد من مجتمع لآخر، وحددت في بلادنا في سن الأربعين، وإجمالا اعتبرت هاته المرحلة أنها مرحلة عبور ومرور لمراحل أهم في حياة الإنسان، واشارت إلى تواجد فوارق كبيرة بين الذكور والإناث في مجموعة من الظواهر المجتمعية، فمثلا هناك تواجد كبير للفتيات التمدرس على صعيد جل المستويات، وفي المجتمع المدني بمختلف أشكاله، وفي ميادين العمل، كما في الشارع عموما، مما يبرز تحولات حاصلة على مستوى البنيات التقليدية للمجتمع، والتي تتسم بالهيمنة الذكورية هي حالة عدم التوازن، كما نجد تحولات على مستوى القوانين والحقوق المحصل عليها بالنسبة للإناث، وإن كانت محتشمة لكنها مهمة وفي تزايد، من هنا انتقلت للحديث عن تغير الواقع الخاص بالرجل، حيث أفرز لنا تزايد معدلات البطالة في صفوفه، تنامى العنف بمختلف الأشكال، جراء رفض خروج النساء ومنافسة الرجال في مجالات كانت حكرا عليهم، وكانت رمز فحولتهم ورجولتهم، وكذلك سيطرتهم على كل القرارات وعلى الأنثى نفسها، مما أدى إلى بروز ظواهر جديدة انحرافات ذكورية مثل، الإدمان والخيانة والعنف اللفظي والجسدي تجاه المرأة، بل هناك التعبير عن الفرح بعنف، هذا ما يجعل الرجل لا يقبل بهذا التحول رغم موافقته على مشاركة المرأة له فيما كان حكرا عليه.
التغيرات الاجتماعية وتقدير الذات وتعاطي المخدرات
بعد ذلك تدخل الأستاذ محمد التويجري في موضوع التغيرات الاجتماعية وتقدير الذات وتعاطي المخدرات، حيث اعتبر هاته العناصر الثلاثة تشكل حلقة دائرية لأنها متداخلة، على اعتبار المخدر هو نتيجة وليس سبب، أي نتيجة للإقصاء والتهميش واليأس والاستيلاب، أما التغيرات الاجتماعية فتسيطر عليها المدرسة الابستمولوجية، أي أن التغيرات تأتي نتيجة حدث أو انتقال من وضع لأخر، مثال الاستعمار الذي عرفه المغرب، الذي أتى بالأفكار واساليب العيش واللباس وكذلك المخدرات، التي غيرت مما كان متعارفا عليه، أي من القنب الهندي إلى السيجارة والخمر بشكل سهل ومغاير، وتطور ذلك إلى أنواع أخرى جديدة، وبأنواع هائلة وسهولة الحصول عليها، مما يجعل الشباب مقصي ومهمش وغير مقبل على السياسة والشأن العام، وهنا يطرح الأستاذ سؤالا جوهريا، لماذا يتعاطى الشباب المخدر؟ لكن ليس لأن المادة متواجدة، بل جراء التهميش والهروب من الواقع والتقدير السلبي للذات، أي هي مسألة نفسية، وهناك نظرية أخرى يميل إليها الأستاذ، هي نفسية اجتماعية أي أنها عملية تعلم، من خلال ملاحظة ما تفعله بالغير والانشراح الذي تحدثه، وبالتالي الاقبال على تجريبها، مما يجعل المقبل على المخدرات يقيم نفسه تقييما سلبيا، وكذلك تقييم المجتمع له، هنا يجب حسب الأستاذ التويجري، يجب على الأحزاب والنقابات والجمعيات والمنظمات الانفتاح على هاته الفئات والاستفادة منها، لأن الأسرة فقدت سلطتها على الشاب، وبالتالي اعادت التقدير للذات، وتقييمها إيجابيا، حتى تتمكن من بناء اتجاهات ايجابية في نظرة الشاب للمجتمع وكل عناصره الأساسية.
الشباب ومنظمات المجتمع المدني أي مسالك للتفاعل والمشاركة
وفي الأخير تناولت الكلمة الأستاذة رقية أشمال، في موضوع قضية الشباب ومنظمات المجتمع المدني وأية مسالك للتفاعل والمشاركة، حيث استهلت مداخلتها بالحديث عن جيل الرواد في عهد الحماية والاستعمار للمغرب، وقاموا به من اسهامات فكرية ومواقف سياسية بل تأسيس حركات نضالية، أدت إلى ولادة أحزاب سياسية من قبيل حزب الاستقلال، هذا لتخلص لنقطتين مهمتين، أولاها غياب النموذج الشاب في التعاطي مع مشاكله، وثانيها هي غياب مسألة التراكم حين نتحدث عن أي قضية داخل مجتمعنا. منها انتقلت الأستاذة لتسليط الضوء على المفاهيم المرتبطة بالشباب وأهمية المثل الأعلى والكريزمات والنماذج القدوة الشبابية التي كان لها الدور في صناعة تاريخ المغرب الحديث، وأهم اللحظات والقرارات التي ميزته، بعده بينت معنى المجتمع المدني والفرص التي يتيحها للشباب من أجل تواجده ومشاركته، كذلك الفرص المتاحة للدولة ومؤسساتها حتى تكون مسلكا للشباب، مع تأكيدها لغياب الدراسات المهتمة به، وانقطاع الثلثين منه عن المسار التعليمي، وواحد في المائة منه تنتمي للأحزاب السياسية، حسب إحصائيات رسمية، بعده انتقلت المحاضرة لاستعراض دراسة ميدانية خاصة بها، حول الشباب والمجتمع المدني وسؤال كيف يرى هو الجهات الاكثر اهتماما به، حيث قدمت اهم خلاصات الدراسة، بعده قامت بسرد مجموعة من المفاهيم متعلقة بالمقاربات العمرية والاجتماعية والتاريخية للشباب المغربي، مع ندرة الدراسات المهتمة بتوجهاته وتطلعاته.