بوابة حزب الاستقلال

النص الكامل للكلمة التنظيمية للأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في المؤتمر العام الثامن عشر لحزب الاستقلال

السبت 27 أبريل 2024



وفيما يلي النص الكامل للكلمة التنظيمية للأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال في الجلسة العامة الأولى في المؤتمر العام الثامن عشر للحزب :
 

بسم الله الرحمان الرحيم
 
الأخوات المؤتمِرات والإخوة المؤتمِرون؛
• عرف حزبنا خلال الولاية المنقضية دينامية تنظيمية استهدفت تقوية تنظيمه وتجديد فروعه وتحصين تماسكه الداخلي وتعزيز حضوره الميداني وإشعاعه في المشهد السياسي والحزبي محليا وجهويا ووطنيا.
 
• حيث اعتمدنا استراتيجية جديدة للنهوض بأداء الحزب منذ المؤتمر 17 وشَرَعْنَا في أجرأتها منذ ذلك الحين، حيت كان مفعولها بارزا في تقوية التنظيم والرفع من سرعة وتيرته ورص الصفوف وإجراء المصالحات الضرورية واستعادة الحزب لزمام المبادرة، والارتقاء بأدائه في بلورة الرؤى والتصورات وفي اتخاذ المواقف والقرارات وفي إبداع الاقتراحات والمبادرات في مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية...  
 
المعارضة الاستقلالية الوطنية:
حلول ومبادرات
• وبعد تفكير راجح وتقييم موضوعي للأداء الحكومي، قرَّر حزبنا في دورة أبريل 2018 للمجلس الوطني مغادرة موقع المساندة النقدية للحكومة والتموقع في المعارضة، لتكون معارضة استقلالية وطنية حَظِيَتْ بالتقدير والاحترام من طرف جميع الفرقاء وبِثقة المواطنات والمواطنين وارتكزت على رؤية جديدة للممارسة السياسية ببلادنا:
- معارضة معبأة للدفاع عن القضية الوطنية وتقوية الجبهة الداخلية والمساهمة الفاعلة في الدبلوماسية الموازية؛
- معارضة لا تستهدف الأشخاص أو الهيئات السياسية أو الفعاليات المدنية، وإنما تعارض السياسات العمومية والأداء الحكومي؛
- معارضة تحترم ذكاء المواطن ولا تنساق وراء الخطابات الشعبوية والمزايدات السياسوية التي تُنْفِرُ من العمل السياسي؛
- معارضة تلتزم باحترام المؤسسات وإرساء علاقات مع الفرقاء مبنية على الاحترام المتبادل والتعاون عندما يتعلق الأمر بالقضايا الكبرى والمصلحة العليا للوطن والمواطنين، والتنافس الشريف؛
- معارضة تقوم بدور التشبع والمراقبة والتقييم للأداء الحكومي في ضوء مبادئ وقيم الحزب ومرجعيته التعادلية؛
- معارضة لا تكتفي بالترافع على قضايا المواطنين ومطالبهم المشروعة، بل تقدم الحلول والبدائل الواقعية القابلة للتنفيذ للإشكالات المطروحة؛
- معارضة قادرة على تطوير الممارسة السياسية وفق رؤية جديدة قوامها: التفاعل والترافع، التفكير والتوجيه الاستراتيجي والعمل، التطبيق.
 
• وبَاشَرَتْ قيادة الحزب تصريف قرار المجلس الوطني من خلال مؤسساتنا وتنظيماتنا وهيئاتنا الموازية وفريقنا البرلماني بالمجلسين عبر اتخاذ العديد من المواقف والقرارات والمبادرات تنسجم مع قيمنا الاستقلالية ومرجعيتنا التعادلية المتجددة، في استحضار لمصلحة الوطن والمواطنين، وبما يعزز البناء الديمقراطي ببلادنا ويعيد ثقة المواطنين في المؤسسات من قبيل:
+ مذكرة تنمية المناطق الحدودية؛
+ مذكرة الخروج من الأزمة؛
+ المذكرة المشتركة لأحزاب: الاستقلال، الأصالة والمعاصرة، والتقدم والاشتراكية بشأن الإصلاحات السياسية والانتخابية...؛
+ مذكرة التصور التعادلي للنموذج التنموي الجديد.
 
• وكان حزبنا في قلب التحول السياسي، الذي عرفته بلادنا وذلك بمساهمته المسؤولة في إنضاج مصالحة المواطنين مع الشأن السياسي، وفي استعادة المصداقية للفعل السياسي واسترجاع الثقة في جدوائية المشاركة الشعبية من خلال المساهمة في تجويد المنظومة القانونية المؤطرة للانتخابات عبر تقديم تعديلات واقتراحات مؤثرة لَقِيَتْ قَبُولاً واستحسانا لدى كل الفاعلين والفُرقاء السياسيين.
 
• وخُضْنَا غمار الاستحقاقات الانتخابية الجماعية والجهوية والبرلمانية والمهنية بزخم برنامج انتخابي وطني وجهوي بشعار "الإنصاف الآن" وبتعاقدات والتزامات مسؤولة مع المواطنات والمواطنين تندرج ضمن 8 مواثيق:
- ميثاق مع الأسرة؛
- ميثاق مع المرأة؛
- ميثاق مع الشباب؛
- ميثاق مع المسنين؛
- ميثاق مع الطبقة الوسطى؛
- ميثاق مع الأشخاص في وضعية إعاقة؛
- ميثاق مع ساكنة العالم القروي؛
- ميثاق مع المقاولات والحرفيين.
 
• وكانت حصيلةُ مشاركة حزبنا في تلك الانتخابات مُشَرِّفَةً أعادته إلى واجهة المشهد السياسي الوطني والترابي ضمن الأغلبية التي تصدرت الانتخابات وتقود الحكومة الحالية.
 
• وهكذا استطاع حزبنا، بفضل التجاوب الشعبي مع برنامجه الانتخابي من:
- الانتقال من حزب يعمل خارج الإطار الحكومي إلى حزب أساسي ضمن البديل الديمقراطي الذي أفرزته الانتخابات، وبحضور وازن في الفريق الحكومي الجديد؛
- الانتقال من حضور انتخابي باهت للحزب بـ 46 مقعدا في انتخابات مجلس النواب 2016 إلى حصيلة انتخابية غير مسبوقة بـ 81 مقعدا في نفس الانتخابات لسنة 2021، أي بنسبة زيادة تُقدر بـ 76% مقارنة مع حصيلة 2016.
- الانتقال من حزب لم يتمكن في مسار التفاوضي من انتزاع رئاسة أحد مجلسي بالبرلمان، لا في انتخابات سنة 2015 ولا 2016 إلى نجاحنا والحمد لله في نيل الثقة لرئاسة مجلس المستشارين عقب نتائج الانتخابات الأخيرة، وذلك في شخص الأخ "النعم ميارة" عضو اللجنة التنفيذية للحزب والكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، بالإضافة إلى عدد من النيابات في كلا المجلسين؛
- المرور من وضعية حزب بدون فريق نقابي بمجلس المستشارين في انتخابات 2015 إلى وضعية أقوى عقب الانتخابات الأخيرة، حصل فيها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب على 8 مقاعد مقابل 3 مقاعد في انتخابات 2015، وتمكن لأول مرة من تكوين فريق برلماني؛
- الانتقال من حزب يتواجد في بعض جهات المملكة، وبعض المناطق إلى حزب يتمركز في كل المناطق وفي مختلف الجهات وبحصوله على المرتبة الثانية في الانتخابات الجهوية بـ 144 مقعدا في مقابل 119 مقعدا في الانتخابات الجهوية لسنة 2015؛
- وانتقلنا من رئاسة جهتين هما جهة العيون الساقية الحمراء والداخلة وادي الذهب في انتخابات 2015 إلى رئاسة 4 جهات في انتخابات 2021، وهي:
✓ جهة العيون الساقية الحمراء برئاسة الأخ سيدي حمدي ولد الرشيد؛
✓ جهة الداخلة وادي الذهب، برئاسة الأخ ينجا الخطاط؛
✓ جهة فاس مكناس برئاسة الأخ عبد الواحد الأنصاري؛
✓ جهة الدار البيضاء سطات برئاسة الأخ عبد اللطيف معزوز؛
- كما انتقل الحزب من 5106 مستشارة ومستشار جماعي في الانتخابات الجماعية لسنة 2015 إلى 5600 في الانتخابات الأخيرة؛
- ومن 620.000 ألف (ستمائة وعشرين ألف) صوت حصل عليها الحزب في انتخابات 2016 إلى 1.300.000 (مليون وثلاثمائة ألف) صوت في الانتخابات الأخيرة؛
- كما عاد الحزب إلى رئاسة المزيد من الجماعات ومجالس العمالات والأقاليم، حيث:
✓ انتقل من رئاسة 245 جماعة في الانتخابات الجماعية لسنة 2015 إلى 270 جماعة في الانتخابات الأخيرة؛
✓ ومر عدد مجالس العمالات والأقاليم التي يترأسها الحزب من 08 سنة 2015 إلى 09 في الانتخابات الأخيرة (مجلس عمالة الرباط ومجالس أقاليم: العيون، السمارة، أوسرد، الحاجب، بنسليمان، خريبكة، الصويرة، الحوز)؛
✓ وحصل الحزب على عمودية مدينة سلا؛
✓ فضلا عن المشاركة في تسيير العديد من المدن الكبرى والجهات والجماعات والمقاطعات ومجالس العمالات والأقاليم عبر مختلف ربوع المملكة.
- كما سبق لحزبنا الحصول على 359 مقعدا في انتخابات الغرف المهنية التي جرت شهر غشت الماضي في مقابل 352 مقعدا في انتخابات 2015، وهي نتيجة مَكَّنَت حزبنا من ترؤس 6 غرف مهنية تعد من أقوى وأكبر الغرف المهنية ببلادنا، في مقابل رئاسة 4 غرف في انتخابات 2015، نتائج تُوِّجَتْ برئاسة حزبنا لجامعة الغرف المغربية للصناعة والتجارة والخدمات.
 
 
• وما كان لحزبنا أن يحقق هذا الحصاد الانتخابي المشرف لولا التعبئة القصوى التي انخرطت فيها كافة مكونات الحزب من هيئاته، وتنظيماته المركزية والترابية ومؤسساته الموازية وروابطه المهنية منذ المؤتمر السابع عشر وطيلة الفترة السابقة على الانتخابات.
 
• فبفضل الجهود المخلصة للجميع، أحرزنا مكانا متقدما في الخريطة الانتخابية والسياسية الوطنية وفي صدارة المشهد السياسي، انتقل بنا من الاصطفاف في المعارضة الوطنية الاستقلالية إلى المشاركة في الحكومة وتدبير الشأن العام من موقع السلطة التنفيذية، إلى جانب حزبي الأغلبية الحكومية والبرلمانية.
 
• ونحن اليوم، من ضمن الدعائم الرئيسية للحكومة الجديدة، التي عدنا إليها بوزارات وازنة ستمكننا من مواصلة عملنا لخدمة المواطنات والمواطنين وخدمة الأهداف التي سطرناها والتي تم إدماجها في البرنامج الحكومي الذي يتكون من البرامج الانتخابية للأحزاب المشكلة للأغلبية الحكومية.
 
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• وفاءً منا بالالتزامات التي تعهَّدنا بها في برنامجنا الانتخابي للمواطنات والمواطنين، بَادَرْنَا منذ الوهلة الأولى في عَمَلِنَا ضمن الفريق الحكومي إلى تفعيل شعار "الإنصاف الآن"، في شقِّهِ الاجتماعي، من خلال:
- إنصاف فئات عريضة من المواطنات والمواطنين من مستقلين وحرفيين وكذلك الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المتوفرين على بطاقة "راميد" بتمكينهم من التغطية الصحية الإجبارية والاستفادة من نفس سُلَّة من العلاجات التي يستفيد منها الأجراء والموظفون؛
- إنصاف الأسر المعوزة من خلال دعم مباشر في شكل تعويضات عائلية يستفيد منها 7 مليون طفل و3 ملايين أسرة ليس لها أطفال في سن الدراسة والمسجلة في السجل الاجتماعي الموحد؛
- إنصاف أجراء القطاع الخاص من خلال رفع الحد الأدنى للأجور ورفع المعاشات وتقليص المدة اللازمة من الاستفادة من المعاشات إلى 1320 يوم عمل؛ وكذلك الموظفون عبر صرف الترقيات المجمدة ورفع الحد للأجر في الوظيفة العمومية إلى 3500 درهم ورفع أجور الأطباء والممرضين والأساتذة الجامعيين؛
- إنصاف أساتذة التعاقد من خلال إدماجهم في الوظيفة العمومية وحذف صيغة التعاقد من مشروع القانون الإطار تفاديا لتكريس الهشاشة وعدم الاستقرار الوظيفي لأسرة التعليم، وهو ما تَعَهَّدَ به حزب الاستقلال في برنامجه الانتخابي؛
- إنصاف الأقاليم النائية من خلال ميثاق الاستثمار الجديد بتقديم منح ترابية وقطاعية بُغْيَةَ تحسين جاذبية المجالات الهشة اقتصاديا واجتماعيا ودعم قدرتها على استقطاب الاستثمارات وخلق فرض الشغل وإرساء عدالة مجالية؛
- وقد تمت تعبئة قرابة 335 مليار درهم للاستثمارات العمومية بهدف خلق دينامية منتجة لفرض الشغل بالقطاع العام وإنعاش التشغيل العمومي، حيت برمجة الحكومة بقانون مالية 2024 خلق أزيد من 50 ألف منصب شغل؛
- إنصاف المقاولات الصغرى والمتوسطة في إطار تطبيق العدالة الضريبية بحيث ستستفيد من تخفيض الضريبة على الشركات بالتدرج لتصل إلى 20% في أفق أربع سنوات؛ في الوقت الذي سترتفع الضريبة إلى 35% بالنسبة للشركات التي تحقق أرباح تفوق 100 مليون درهم، وإلى 40% بالنسبة للأبناك وشركات التأمين، زيادة على المساهمة التضامنية المطبقة على الشركات الكبرى؛
- إنصاف الطبقة الوسطى في إطار الحوار الاجتماعي بهدف استفادتها من تخفيض الضريبة على الدخل ورفع الأجور لمواجهة غلاء المعيشة واستفادتها من الدعم المباشر لاقتناء السكن الرئيسي على غرار الفئات ذوي الدخل المحدود؛
- إنصاف الشباب عبر خلق فرص الشغل من خلال:
▪ الرفع من حجم الاستثمار العمومي من 167,3 مليار درهم سنة 2011 إلى 335 مليار درهم سنة 2024؛
▪ تفعيل صندوق محمد السادس للاستثمار العمومي، وذلك بهدف النهوض بالاستثمار، والرفع من قدرات الاقتصاد الوطني، من خلال دعم القطاعات الإنتاجية، وتمويل ومواكبة المشاريع الكبرى، في إطار شراكات بين القطاعين العام والخاص؛ ليبقى الهدف المتوخى من ذلك هو خلق فرص الشغل؛
▪ تمديد برنامج تحفيز إلى نهاية سنة 2026، لتشجيع المقاولات والجمعيات والتعاونيات الحديثة النشأة على التشغيل عبر تحمل الدولة، لمدة سنتين، للاشتراكات في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي ولحصة المشغل المتعلقة بضريبة التكوين المهني، وكذا الإعفاء من الضريبة على الدخل في حدود 10.000 درهم؛
▪ زيادة على برامج فرصة وأوراش...
 
• إن هذه التدابير وغيرها، تجسد في نظر حزبنا ثورة حقيقة موسومة بتحول عميق يقوده جلالة الملك، برز وَقْعُهُ باديا للعيان وصار جني ثماره في متناول اليد بما ينطوي عليه من نهضة تنموية اقتصادية واجتماعية وإرساء لدعائم العدالة الاجتماعية والمجالية، وتحسينٍ لظروف عيش المواطنات والمواطنين وصيانة كرامتهم وتحصينِ ودعم الفئات الهشة والفقيرة، في سياق ظرفية اقتصادية عالمية متسمة بالتقلبات واللايقين.
 
• ونعتز داخل حزب الاستقلال أن كل ما رصدناه من أوجه للإنصاف الاجتماعي، كانت لحزبنا فيه بصمته النابعة من قيمه ومرجعيته التعادلية وفكره التعادلي المتجدد، وهو ما يجعلنا نعبر عن ارتياحنا بموقعنا في التحالف الحكومي، وعن اعتزازنا بحصيلة وزرائنا في القطاعات الحكومية التي يشرفون على تدبيرها.
 
 
دينامية نشيطة لهيكلة الفروع وتجديدها
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• لقد كان من مستلزمات تفعيل الاستراتيجية الجديدة التي أقرتها قيادة الحزب، إعادة الهيكلة التنظيمية الحزبية، خاصة فيما يتعلق بتجديد الفروع وإحداثها وتأسيسها في المناطق التي لا توجد فيها مَكَّنَ من استعادة توهج الحزب وتقوية حضوره التنظيمي في الجهات والأقاليم وفقا للقواعد والضوابط الحزبية.
 
• حيث تَمَّ تجديد ما يناهز649 فرع وتأسيس وإحداث 78 فرع جديد، وهي نسبة مُرضية وواقعية بالنظر للظروف الصحية التي عرفتها بلادنا إبَّان فترة جائحة كورونا.
 
• ولهذه الغاية حرصنا في قيادة الحزب على إدراج موضوع التنظيم كنقطة دائمة في جدول أعمال اجتماعات اللجنة التنفيذية الأسبوعية لتتبعه ومواكبة تطوراته.
 
• كما حرصنا، رفقة الأخوات والإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية وخاصة المنسقات والمنسقين الجهويين، على التتبع الدوري والمنتظم للوضعية التنظيمية للحزب، استهدفت تحليل المعطيات ورصد الإكراهات وإيجاد الحلول الممكنة لها وتقييم الأداء والوقوف على الجاهزية التنظيمية لمختلف أجهزة الحزب وهياكله، ورفع درجة التعبئة لربح مختلف الرهانات التي يخوض الحزب غمارها.
 
• وقد أَبَانَ الأخوات والإخوة المنسقون وكل أعضاء اللجنة التنفيذية من خلال مهامهم الترابية والموضوعاتية طيلة الفترة الماضية عن روح قيادية في التأطير والتنسيق والتوجيه، من خلال لقاءاتهم الميدانية واجتماعاتهم الحضورية والافتراضية والتي أسهمت في تعزيز دينامية التنظيم الحزبي وتقوية حضور الحزب في مختلف الجهات والأقاليم.
 
اللجنة المركزية
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• ترسيخا للحركية التنظيمية، عقدت اللجنة المركزية العديد من دوراتها مركزيا وترابيا، والذي يُزَكِّي عملها المبدع والخلاق كخزان للأفكار والرؤى والتصورات في تفاعلها مع القضايا والانشغالات والانتظارات الراهنية التي ما فتئ يُعبر عنها المجتمع المغربي لمدِّ حزبنا بالحلول والمبادرات وتقديم الاقتراحات الوجيهة والمواقف المسؤولة المتشبعة بالفكر التعادلي المتجدد.
 
• وقد تدارست بهذا الخصوص في مختلف دوراتها العديد من القضايا المجتمعية، من قبيل:
• إصلاح التعليم؛
• المرأة والمناصفة؛
• الحماية الاجتماعية: التطورات وسبل النجاح؛
• دور مغاربة العالم في إرساء النموذج التنموي؛
• قضية الوحدة الترابية؛
• وضعية مغاربة العالم ومقومات المواطنة الكاملة؛
• المغرب بين المتغيرات الجيواستراتيجية والتحديات الاقتصادية والبيئية العالمية.
 
الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلسي النواب والمستشارين:
تأهب دائم لخدمة الوطن والترافع عن قضايا المواطنين
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• سجل الفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلسي النواب والمستشارين، حضورا فاعلا برصيد هام من العمل الدؤوب في ممارسة مهامه الدستورية على مستوى التشريع ومراقبة الأداء الحكومي وتقييم السياسات الحكومية ومناقشة قوانين المالية وتقديم ملاحظات واقتراحات بشأنها؛ وجعل البرلمان منبرا للدفاع عن ثوابت الأمة وعن القضايا الوطنية التي استأثرت بالرأي العام الوطني انسجاما مع توجهات المغرب واختياراته ومع قيم الحزب ومبادئه ومرجعيته التعادلية؛ فضلا عن إعمال الديبلوماسية البرلمانية دفاعا عن القضية الوطنية وصد المناورات المعادية لها في المحافل الدولية.
 
• ففي مجال التشريع ومراقبة العمل الحكومي، تقدم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب ب 1933 سؤال كتابي و1201 سؤال شفهي. فيما بلغ عدد مقترحات القوانين لحدود اليوم حوالي 18 مقترح في مختلف المجالات والميادين.
 
• أما الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس المستشارين، فقد تميز سنة 2023-2024 فقط، بدور فعال في مجال مراقبة العمل الحكومي بطرح ما مجموعه 974 سؤالا برلمانيا، واحتلال الصدارة في نفس الفترة في المجال التشريعي، حيث أعد الفريق مقترحين يتعلقان ب:
- مقترح قانون لإحداث المؤسسة الوطنية للعمل التطوعي؛
- ومقترح قانون يقضي بتنظيم مهنة الوكيل العقاري.
 
• وفي مجال الديبلوماسية البرلمانية بصم الفريقان على مشاركة متميزة في العديد من المهام والمنتديات والزيارات ساهمت في تعزيز الدبلوماسية الرسمية دفاعا عن القضايا الاستراتيجية لبلادنا وفي مقدمتها قضية وحدتنا الترابية.
انتظام انعقاد المجالس الإقليمية
 
• وعلى هَدْيِ النَّفَسْ التنظيمي وطبقا لمقتضيات الفصل 41 من النظام الأساسي للحزب، حرصنا منذ المؤتمر 17 على انتظامية انعقاد المجالس الإقليمية. وقد تَعَبَأَ عدد من أخواتكم وإخوانكم في اللجنة التنفيذية والمركزية لتأطيرها وترؤِس أشغالها ورفع تقارير بشأن ما تداولته من قضايا وما قدمته من مطالب وتوصيات.
 
منظمة المرأة الاستقلالية: شعلة منيرة من أجل المناصفة
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• انخرطت منظمة المرأة الاستقلالية في التعبئة التنظيمية للحزب بعقد مؤتمرها الوطني الخامس أيام 22 و23و24 يونيو 2018 بالمجمع مولاي رشيد للطفولة ببوزنيقة، أفرزت قيادة نسائية جديدة بقيادة الأخت خديجة الزومي، التي سطَّرت بمعية المكتب التنفيذي للمنظمة استراتيجية تنظيمية، استهدفت استكمال هيكلة المنظمة من خلال تنظيم العديد من المؤتمرات الإقليمية وتجديد عدد من الفروع المحلية (140 فرع) والمكاتب الإقليمية (10 مكاتب) وتأسيس مجموعة من الجمعيات المنضوية تحت لوائها ونخص بالذكر منها:
- جمعية بشائر؛
- جمعية الأسرة للإدماج المجتمعي؛
- جمعية المستشارات الاستقلاليات.
 
• بالإضافة إلى تنظيم عدة أنشطة تأطيرية وإشعاعية وفكرية من قبيل حلقات برنامج "دوما في الصميم" والندوة الفكرية حول تشغيل القاصرات واليوم الدراسي حول التمكين السياسي ودعم المشاركة الديمقراطية للمرأة المغربية والملتقى النسائي المغاربي؛ فضلا عن عدة دورات تكوينية حول التمكين والمناصفة ودعم المشاركة الديمقراطية للمرأة.
 
• كما لعبت المنظمة دورا بارزا في المجال الاجتماعي والتضامني إبان فترة الحجر الصحي وتعبئتها في إسناد المواطنات والمواطنين والسلطات العمومية، ودعم الحزب في حملته الانتخابية ومشاركته في الاستحقاقات الانتخابية الماضية.
منظمة الشبيبة الاستقلالية مشتل النخب السياسية الشابة
 
• وانخراطا في نفس الدينامية التنظيمية، عقدت الشبيبة الاستقلالية مؤتمرها العام 13 أيام 18 إلى 20 أكتوبر 2019 تحت شعار "كفاءات من أجل الوطن" والذي حضره أزيد من 7000 شابة وشاب من مختلف أنحاء المملكة.
 
• وطبعت أشغاله روح الوحدة والتوافق والمسؤولية العالية التي عبر عنها الشباب الاستقلالي بانخراطهم الجماعي في هذه المحطة التنظيمية الهامة، وكذا بجودة الأوراق السياسية والتنظيمية التي تم إعدادها. وتُوِّج هذا الاستحقاق التنظيمي الشبابي بانتخاب الأخ عثمان الطرمونية كاتبا عاما جديدا لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، الذي حرص منذ انتخابه بمعية المكتب التنفيذي على تسطير مجموعة من البرامج أهمها "الشبيبة تتحرك" بهدف تجديد الفروع، إذ تم تجديد 252 فرع.
 
• كما نَظَّمَ المكتب التنفيذي ندوات وموائد مستديرة في مواضيع مختلفة وذات راهنية، وتنظيم الجامعات التكوينية للشبيبة الاستقلالية لدعم قدرات الشباب الاستقلالي.
 
• كما ساهمت بدورها الاجتماعي والتضامني وإسناد السلطات العمومية إبَّان فترة الحجر الصحي؛ فضلا عن دورها النضالي إلى جانب تنظيمات الحزب ومؤسساته في إنجاح المحطة الانتخابية لشهر شتنبر 2021.
 
• وهي نفس الأدوار التي نَسَجَت على منوالها الجمعيات التابعة لها (فتيات الانبعاث، البناة...).
 
• وبالمناسبة ننوه بالدور الهام الذي قام به الأخ محمد ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية المسؤول عن المنظمات الموازية وهيكلة الروابط المهنية في سبيل توفير جميع شروط نجاح مؤتمر الشبيبة الاستقلالية.
الروابط المهنية في خدمة إشعاع الحزب
• وبنفس الحماس التنظيمي، انخرطت الروابط المهنية منذ المؤتمر 17 في هذه الدينامية التنظيمية سواء من خلال التجديد والهيكلة أو من خلال المساهمة في إسناد مواقف الحزب وإنجاح محطاته التنظيمية ودعم حضوره السياسي والفكري، والتنزيل الميداني للاستراتيجية الجديدة للنهوض بأداء الحزب، وهو ما برز جليا في صياغة مواقفه واختياراته وفي المذكرات التي بلورها الحزب بشأن العديد من القضايا المجتمعية، من قبيل:
- مذكرة التصور التعادلي للنموذج التنموي الجديد؛
- مذكرة الخروج من أزمة كوفيد؛
- والبرنامج الانتخابي للحزب...
 
• فضلا عن المساهمة في أنشطة الحزب الداخلية والإشعاعية، ودورهم التطوعي والتضامني خلال الحجر الصحي وزلزال الحوز وتعبئتهم النضالية إبان الاستحقاقات الانتخابية السابقة.
 
• وفي هذا الإطار، نستحضر دور رابطة الاقتصاديين الاستقلاليين وحضورها الوازن في المحيط الاقتصادي والاجتماعي الوطني من خلال دراساتها التحليلية ومذكراتها الاقتراحية التي وَاكَبَتْ بها كل الأوراش والمشاريع الكبرى بالمغرب (النموذج التنموي الجديد وإسهاماتها للرقي بالطبقة المتوسطة وآليات تنمية قطاعات السكن والسياحة والتحول الرقمي ومقاربة إشكالية الماء في بعدها الاقتصادي).
 
• وعلى منوالها انخرطت رابطة المهندسين الاستقلاليين في تعبئة نضالية نموذجية وهيكلة تنظيمية لفروعها داخل وخارج المغرب فضلا عن نشاطها الإشعاعي وإنتاجها الفكري (إنتاج أربع مذكرات عبارة عن دراسات علمية متخصصة) الذي أَغْنَتْ به أدبيات الحزب وقوته الاقتراحية في عدد من القضايا الوطنية.
 
• وهو نفس النهج الذي سلكته باقي الروابط المهنية ( رابطة الأطباء+ رابطة الصيادلة+ رابطة الأساتذة الجامعيين +رابطة المحامين+ رابطة الرياضيين..........................)
 
تواصل القرب وفضيلة الإنصات لانشغالات المواطنات والمواطنين
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• في خضم التوهج التنظيمي الذي رافق تفعيل الاستراتيجية الجديدة للنهوض بأداء الحزب، عملنا بحرص، بمعية أعضاء اللجنة التنفيذية على نهج سياسة القرب مع المناضلات والمناضلين وعموم المواطنات والمواطنين، وذلك من خلال القيام بعديد من الزيارات الميدانية واللقاءات التواصلية التي بَدَأْنَاهَا بزيارة إقليم الحسيمة في يوليوز من سنة 2018، للتواصل المباشر مع المناضلات والمناضلين وساكنة الريف في سياق ما كانت تعرفه آنذاك من حراك واحتقان.
 
• كما قمنا بزيارة تاريخية لأقاليمنا الجنوبية هَمَّتْ على الخصوص أقاليم العيون والسمارة وبوجدور والداخلة وطانطان، ترأسنا خلالها تجمعات جماهيرية حاشدة مع الساكنة المحلية والمناضلات والمناضلين والمنتخبين شكلت استفتاءً لمغربيتها، وكانت مفعمة بالروح الوطنية العالية، وتميزت بالإعداد الجيد والتنظيم المحكم الذي أشرف عليه الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الجهات الصحراوية الثلاث.
 
• وقد مرَّت كل هذه اللقاءات في أقاليمنا الجنوبية في أجواء حماسية أظهرت فيها الساكنة باعتزاز انتماءها لهذا الوطن وتمسكها بوحدتها الترابية وبمقترح الحكم الذاتي تحت سقف السيادة المغربية كحل وحيد لقضية وحدتنا الترابية.  
 
• وقمنا كذلك، بزيارة لجهة الشرق عقدنا خلالها لقاءات تواصلية بمختلف الأقاليم الحدودية واستمعنا خلالها عن قرب لهموم وانشغالات الساكنة ومشاكلها الحدودية وتطلعاتها للحلول والبدائل الممكنة، تُوِّجَتْ ببلورة مذكرة حول تنمية المناطق الحدودية رفعناها للجهات المعنية.
 
• وتواصلت وتيرة زيارة باقي جهات المملكة بنفس زخم اللقاءات التواصلية التي كان عنوانها الأبرز: تواصل القرب والإنصات لمطالب المواطنات المواطنين وانتظاراتهم.
 
• وهي سُنَّةٌ حميدة دأبنا على استمرارها بعد المشاركة في الحكومة وتدبير الشأن العام، حيث راكمنا الزيارات الميدانية واللقاءات التواصلية ولقاءات العمل مع المناضلات والمناضلين والبرلمانيين والمنتخبين الترابيين، استهدفت بالأساس الإنصات للحاجيات الملحة للجماعات الترابية والتجاوب مع مطالبها في خدمة الساكنة المحلية؛ كما شكلت مناسبة للوقوف على الإكراهات المرتبطة أساسا بتفاقم الفوارق الاجتماعية والمجالية، والتي مَكَّنَتْ حزبنا من الوقوف على التفاوتات وحجم الخصاص المسجل في تلك المناطق على كافة المستويات.
 
 
أكاديمية التكوين
 
• إيمانا من حزبنا، بأهمية التكوين والتكوين المستمر الحزبي والسياسي في صناعة النخب الحزبية القادرة على إنتاج الأفكار والمواقف وعلى تأطير وخدمة المواطنات والمواطنين ومواكبة النقاشات العمومية حول الإصلاحات الهيكلية والسياسات العامة وحول قضايا الشأن العام الراهنة، عملت أكاديمية حزب الاستقلال للتكوين والتأطير السياسي برئاسة الأخت الأستاذة سعيدة آيت بوعلي، على المساهمة في تقوية القدرات الاستقلاليات والاستقلاليين من خلال تنظيم مجموعة من الدورات التكوينية، وخاصة التكوين المهاراتي المتعلق ب:
- وسائل التواصل السياسي والترافع واستعمال التقنيات الحديثة؛
- قيادة الحملات والاستهداف في عملية التواصل وغيرها؛
- دعم الكفاءات الشبابية والنسائية للتمكين السياسي.
- واستفاد من هذه التكوينات أكثر من 200 شاب وشابة منتسبين
للتنظيمات الحزبية على المستوى الوطني، الجهوي والإقليمي.
 
• وقد تمكنت الأطر الشبابية والنسائية التي استفادت من هذه التكوينات من نيل ثقة الحزب بترشيحهم للاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021 بنسبة تقارب 55% خاصة في المناطق الحضرية والمدن الكبرى؛ وتمكن ما يقارب من 32% منهم من الحصول على ثقة المواطنين في الجماعات الترابية، إن على مستوى الجماعات أو المقاطعات أو الجهات، وبعضهم/ن بمجلس النواب.
 
الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وحصاده الإيجابي
المساند للأداء الحزبي
 
• واصل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب تحت قيادة أخينا النعم ميارة الكاتب العام للاتحاد بكل التزام ومسؤولية، تَأَهُّبَهُ الدائم في الدفاع عن حقوق الطبقة الشغيلة والترافع عن قضاياها العادلة من أجل تحسين الأوضاع المعيشية للعمال وتحصين المكاسب التي انتزعها في إطار الحوار الاجتماعي لصالح الموظفين والأجراء، وذلك منذ الحوار الاجتماعي الذي جرى في عهد حكومة الأستاذ عباس الفاسي والذي انبثق عنه اتفاق 26 أبريل 2011، والذي تحققت معه العديد من المكتسبات لفائدة الطبقة العاملة في القطاعين العام والخاص.
 
• وبرز ذلك جليا خلال عملية انتخابات ممثلي المأجورين الأخيرة التي شهدتها بلادنا سنة 2021، إذ حقق الاتحاد العام للشغالين بالمغرب نتائج جد مشرفة أكد من خلالها مكانته الريادية كأحد المنظمات النقابية الوطنية، التي ناضلت عبر التاريخ من أجل إقرار التعددية النقابية في بلادنا باعتبارها أحد أهم تعبيرات الحرية النقابية.
 
• كما احتل الاتحاد العام للشغالين بالمغرب المرتبة الثانية على الصعيد الوطني في القطاعين العام والخاص، والمرتبة الأولى في القطاع الخاص مما خوله الفرصة من أجل إسماع صوته وصوت عموم المأجورين كمنظمة نقابية أكثر تمثيلا على الصعيد الوطني، من داخل المؤسسات سواء تعلق الأمر بمؤسسة الحوار الاجتماعي أو باقي المؤسسات الدستورية؛ والتمكن من تكوين فريق برلماني لأول مرة داخل مجلس المستشارين.
 
• على مستوى الحوار الاجتماعي، أسهم الحضور القوي والميداني للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، في إعطاء دفعة ودينامية قوية للحوار الاجتماعي ببلادنا من خلال انخراطه الفاعل في كل جولات الحوار منذ التصريح المشترك لفاتح غشت 1996 باعتباره أول اتفاق اجتماعي  بالمغرب ووصولا لتوقيع الاتفاق الاجتماعي ل 30 أبريل 2022، وأيضا الميثاق الوطني لمأسسة  الحوار الاجتماعي، الذي تضمن العديد من الاقتراحات الوجيهة للاتحاد وعكس رؤيته لهذا الحوار خاصة فيما يتعلق بالالتقائية والتكامل بين مستويات الحوار، وأيضا فيما يتعلق بإحداث المرصد الوطني للحوار الاجتماعي وأكاديمية التكوين في مجال الشغل والعلاقات المهنية، بالإضافة إلى تضمن الاتفاق الاجتماعي لمجموعة من المطالب الأساسية والتاريخية التي لطالما نادى بها الاتحاد باعتباره مركزية نقابية مؤمنة بفضيلة الحوار ومتشبثة بالدفاع عن الطبقة الشغيلة في إطار الثوابت الوطنية، خاصة ما يتعلق بقضايا تحسين الدخل وتوحيد الحد الأدنى للأجور وإنصاف الفئات المتضررة والهشة وتنفيذ ما تبقى من الاتفاقيات القطاعية، وضرورة إخراج القانون التنظيمي المتعلق بشروط وكيفيات ممارسة حق الاضراب والقانون المتعلق بالمنظمات النقابية من أجل إعادة الاعتبار للعمل النقابي الجاد والمسؤول.
 
• وشكل المؤتمر الوطني الأخير فرصة لتجديد الثقة في شخص الأخ النعم ميارة الكاتب العام لمركزيتنا النقابية وذلك بالنظر للنتائج التي حققتها النقابة في عهده رفقة باقي الأخوات والإخوة في الاتحاد، كما تميز بروح أخوية ونضالية صادقة عبر عليها جميع المناضلات المناضلين الذين ساهموا في نجاح المؤتمر، دون إغفال أدواره الهامة في تصريف قرارات ومواقف الحزب، وفي اعتماده الدبلوماسية النقابية دفاعا عن قضيتنا الترابية وخدمة المصالح العليا لبلادنا.
 
• وعلى نفس نهج التعبئة النضالية والدعم والإسناد لمواقف الحزب سواء إبان جائحة كورونا أو خلال الحملة الانتخابية للاستحقاقات الأخيرة، خلال زلزال الحوز، سار كل من الاتحاد العام للمقاولات والمهن تحت قيادة أخينا مولاي أحمد أفيلال والاتحاد العام للفلاحين برئاسة الأخ محمد بن الشايب.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
استثمار الديبلوماسية الحزبية لخدمة قضايا الوطن
 
أيتها الأخوات، أيها الإخوة؛
• تعبأ حزب الاستقلال خلال الفترة الماضية بدينامية نشيطة في تعزيز الديبلوماسية الموازية التي ينهجها خدمة للقضايا الوطنية وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية والترافع والدفاع عن المصالح العليا لبلادنا وتقوية إشعاعها الإقليمي والدولي، سواء من خلال عقد اللقاءات مع الأحزاب السياسية الأجنبية الصديقة ومع ممثلي الهيئات الدولية واستقبال وفودها إلى جانب استقبال عدد من السفراء المعتمدين ببلادنا، أو من خلال المشاركة النشيطة والفاعلة في المحافل الحزبية الدولية.
 
• في هذا الإطار، لعب حزب الاستقلال دورا محوريا في إشعاع صورة المغرب داخل المحافل الحزبية الدولية من قبيل الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط التي أتشرف بمنصب النائب الأول لرئيسها، والتي كانت استضافة حزبنا لاجتماع لجنتها التنفيذية وجمعيتها العمومية بمراكش خلال الفترة الممتدة بين 11 و14 أبريل 2024، مناسبة لإعمال الديبلوماسية الحزبية لخدمة القضايا الوطنية وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية والتسويق لمجهودات المغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نصره الله في مجال الديمقراطية والاقتصاد والتنمية المستدامة وتعميم الحماية الاجتماعية وترسيخ أسس الدولة الاجتماعية.
 
• وفي ختام هذه الكلمة التنظيمية، يجدر بنا الاعتزاز بالدور الذي يقوم به أخونا مولاي إبراهيم العثماني المناضل والإطار الاستقلالي على رأس التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، والذي أعاد من خلال مخطط استراتيجي متقن الإشعاع والاستقرار لهذه المؤسسة، استَهْدَفَ تنزيل أهداف استراتيجية تتمثل في:
- إعادة هيكلة الأجهزة المنتخبة؛
- استنهاض دورة العمل داخل الشبكة الإدارية والتقنية للتعاضدية؛
- استرجاع ثقة المنخرطين؛
- عقلنة وحوكمة العمليات الانتخابية وغيرها من الأهداف المسطرة.
 
أخواتي، إخواني؛
• حَرِصْتُ قدر الإمكان على أن يكون عرضي هذا شاملا لمختلف القضايا التنظيمية وإن كنت على يقين أن مضامينه قد لا تُشبع نَهَمَكُمْ ولا تحيط بكل ما يشغل بالكم، لكثرة ما حَفَلَتْ به الولاية السابقة من أنشطة تنظيمية وحصيلة حزبية.
 
• إن الأمل معقود عليكم جميعا، بما هو معهود فيكم من حس وطني وغيرة قوية على حزبكم وإخلاص لقيمه ومبادئه، من أجل إعلاء مصلحة حزبكم والتمسك بمناعة تنظيمكم ووحدة صفوفكم تحت سقف البيت الاستقلالي المحصن، ولْتَكُنْ أولويتنا جميعا الارتقاء بمكانة حزبنا في المشهد السياسي الوطني واستهداف صدارته وخدمة وطننا ومواطنينا كما كان دَأْبُنَا دائما؛ ولنجعل من مؤتمرنا هذا مؤتمرا متفردا نوعيا وديمقراطيا ليكون حزبنا، بقدر تجذره في المجتمع مسنودا بمرجعياته وثوابته، بقدر انفتاحه على التجديد والتطور ومواكبة التحولات المجتمعية والسياسية والديمقراطية.
وفقنا الله جميعا لخدمة وطننا ومواطنينا.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته




في نفس الركن
< >

الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 08:53 مقال رقم6914

الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 08:53 مقال رقم6913