بوابة حزب الاستقلال

المسيرة الخضراء مناسبة لتخليد استرجاع صحراء المغرب وتأكيد الوحدة الترابية للمملكة واحتفاء بالإنجازات المحققة داخليا وخارجيا

الاثنين 9 نونبر 2020

المسيرة الخضراء مناسبة لتخليد استرجاع صحراء المغرب وتأكيد الوحدة الترابية للمملكة واحتفاء بالإنجازات المحققة داخليا وخارجيا
العيون - عبد الله جداد  
 
 تشكل المسيرة الخضراء مناسبة سنوية للشعب المغربي للتعبير عن وحدة المملكة والالتزام بالمسار التنموي الذي ارتضته، وأيضا، الاحتفاء بالإنجازات المحققة ونجاح السياسات المعتمدة على المستويين الداخلي والخارجي.
 
وتأتي الذكرى 45 للمسيرة الخضراء هذه السنة إشارة من المملكة المغربية للتأكيد مجددا على التزامها بحل النزاع المفتعل حول الصحراء في إطار مقترح الحكم الذاتي في احترام تام للسيادة الوطنية، وهو المقترح الذي يحظى بدعم دولي متزايد.
 
163 دولة عبر العالم لا تعترف بالكيان الوهمي وتضم كافة الدول المؤثرة في القرار الدولي والفاعلة على الصعيد الإقليمي
 
 لم يكن قرار الملك الراحل الحسن الثاني تنظيم مسيرة سلمية غير مسبوقة لاسترجاع صحراء المغرب ، سوى خطة ذكية وقرار حكيم لقائد عظيم استطاع أن يجبرالإسبان على الانسحاب من الأراضي المغربية ، فبعد أن بثت محكمة العدل الدولية بلاهاي في ملف المغرب، وجاء رأيها الاستشاري معترفا للمغرب بحقه في صحرائه مؤكدا على وجود روابط قانونية وروابط بيعة متجذرة كانت دائما قائمة بين العرش المغربي وأبناء الصحراء المغربية، أعلن جلالة المغفور له الحسن الثاني طيب الله ثراه عن تنظيم مسيرة خضراء لاسترجاع الصحراء وتحريرها، فتحركت الدبلوماسية المغربية للقاء خوان كارلوس وأرياس نافارو ، ولم يأتي هذا الاجتماع بأي نتيجة،فأرسل الملك الراحل الحسن الثاني أحد وزرائه إلى الجزائر لمقابلة الرئيس الجزائري آنذاك هواري بومدين ،على أمل إقناعه بمسألة الصحراء ودعمها ، لكن في ذلك الوقت كان موقفهما متشدد وصارمين ،وكانوا مصممين على التمسك بالصحراء المغربية وأجزاء من موريتانيا حتى لو كانت المواجهة المسلحة ضرورية ، وفي ذلك الوقت كان هناك 35000 جندي إسباني يقفون على الحدود الفاصلة بين المغرب والصحراء.
 
بعد أن حطمت حشود المتطوعين الحدود الوهمية ،وكانت طرفاية شاهد على ذلك وهي تستقبل يوم 5 نوفمبر 1975 م ،استجاب الآف المتطوعين يقدرون بنحو 350 ألف من المغاربة من كل الأقاليم لخطاب الملك الراحل  الحسن الثاني الذي دعاهم لبدء المسيرة بكل نظام وانتظام في صباح اليوم الموالي 6 نوفمبر1975، وقال “غدا إن شاء الله ستخترق الحدود، غدا إن شاء الله ستنطلق المسيرة الخضراء، غدا إن شاء الله ستطئون طرفا من أراضيكم وستلمسون رملا من رمالكم وستقبلون ثرى من وطنكم العزيز”.
 
رؤية ثاقبة للملك الراحل الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء
  
حرص الملك الراحل الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء على أن تؤدي المسيرة دورها وتحقق نتائجها أمام أنظار العالم،برؤية ثاقبة متحضرة ،حيث أعلن الملك الحسن الثاني في 9 نوفمبر أن المسيرة حققت أهدافها المنشودة ، وأعطى للمشاركين إشارة لإنهاء المسيرة بنجاح ، وفي 14 نوفمبر 1975 م ، وموريتانيا وقع المغرب وإسبانيا اتفاقية لإعادة المغرب إلى مقاطعاته الجنوبية وعلى الرغم من شكوك العديد من نجاح هذه المسيرة ، فقد حققت بالفعل هدفها المقصود بمشاركة العديد من الدول العربية والغربية ، ودفعت الجيش الإسباني إلى الانسحاب بسلام دون إراقة دماء،وتميزت بمشاركة وفود كل من المملكة العربية السعودية، والأردن، وقطر،والإمارات،وسلطنة عمان، والسودان، والغابون والسنغال، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي. 
 
 القران الكريم سلاح المتطوعين وهكذا انسحبت اسبانيا من الصحراء :
 

وقف العالم مشدوها أمام عزيمة المغاربة وحبهم لملكهم ولوطنهم ،وهم يتقدمون نحو منطقة " لكروشي" جماعة الطاح متسلحين بايمانهم الكبير بالله حاملين القران الكريم ،ولم يُحمل خلالها أي سلاح، تأكيداً على أنها مسيرة سلمية، تحظى بقدر كبير من الانتظام والدقة والتنظيم اللوجستيكي والامني ، فعبرت المسيرة الخضراء حدود الصحراء، تحت ردود فعل عالمية وإقليمية متباينة، أما إسبانيا فقد عارضتها، وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن لمواجهتها، كما أعلنت من خلال مندوبها في مجلس الأمن، أن المسيرة الخضراء هي زحف عسكري مسلح، ولذلك فقد حركت أسطولها البحري إلى المياه الإقليمية المغربية، كما أعلنت أنها قامت بزرع الألغام على مناطق واسعة من الصحراء.
 
وبعد نجاح المسيرة الخضراء على المستوى الشعبي والإقليمي والعالمي، وتوغل المتطوعين المغاربة في الأراضي الصحراوية المغربية، اضطر الإسبان إلى العدول عن موقفهم المناوئ للمغرب والبحث عن حل لمشكلة الصحراء، فبدأت اتصالاتهم بالمغرب،ما دفع الملك الحسن الثاني إلى إصدار أمره بعودة المتطوعين في المسيرة إلى طرفاية مؤقتاً، حتى يتم التوصل إلى حل سلمي للمشكلة، وقد ورد في كتاب “ذاكرة ملك”، أن الصحفي الفرنسي إريك لوران سأل الملك الحسن الثاني، في أي وقت بالضبط قررتم وقف المسيرة الخضراء؟ فأجاب جلالته: “في الوقت الذي أدركت فيه جميع الأطراف المعنية أنه يستحسن أن تحل الدبلوماسية محل الوجود بالصحراء”.
 
المسيرة حققت اهدافها: 
 
في 9 نونبر 1975، أعلن الملك الحسن الثاني أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية. 
ومن نتائج حدث المسيرة الخضراء الذي أصبح من العلامات الفارقة في تاريخ المغرب الحديث، قبول إسبانيا إجراء المفاوضات والوصول إلى اتفاقية مدريد الموقعة يوم 14 نوفمبر 1975، وهي الاتفاقية التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بموجبها دخل المغرب إلى العيون سلميا، وانسحاب الإدارة الإسبانية من المنطقة يوم 26 فبراير 1976 قبل يومين من الموعد المحدد في اتفاقية مدريد الذي كان 28 فبراير...