بوابة حزب الاستقلال

النائب البرلماني عبدالرحيم بنبعيدة: الإصلاحات حولت الجامعة المغربية من قطب كبير إلى مدرسة صغيرة

الثلاثاء 20 يونيو 2023

تناول الكلمة النائب البرلماني عبد الرحيم بنبعيدة عضو الفريق الاستقلالي بمجلس النواب خلال مناقشة ملف الإصلاح الجامعي يوم الاثنين 12 يونيو 2023، في سياق جلسة المساءلة الشهرية، مخاطبا رئيس الحكومة بالقول "عن أي إصلاح سأتحدث، وأنا نتاج للعديد من الإصلاحات داخل الجامعة، التحقت بجامعة القاضي عياض في سنة 2002، وفي سنة 2004 سقط علينا ما يسمى بالإصلاح المشؤوم الذي خرب الجامعة المغربية، وحولها من قطب جامعي كبير إلى مدرسة صغيرة".
 
وقال النائب البرلماني إن الجامعة والتعليم عموما شكلا حقلا لعدد من المخططات الاستعجالية، والحال أن مصطلح "الاستعجالي" لا يستعمل إلا في مجال القضاء، ومجال التدخل الطبي العاجل، مؤكدا أن التعليم يحتاج إلى تأن، ورؤية شمولية حقيقية، وفاعل سياسي يدرك فعلا حقيقة العلاقة بين العلم والمعرفة وبين تقدم الدول، موضحا أن دولا صغيرة كانت تعاني بالأمس من حروب أهلية، استطاعت أن تتبوأ اليوم مواقع متقدمة في مجال التنمية بفضل الاستثمار في التعليم والمعرفة.
 
 وأبرز عضو الفريق الاستقلالي أن الجامعة المغربية كانت تؤثر في المجتمع، وصارت اليوم تتأثر بالمجتمع، وهانت من حيث مكانتها في وقت هان فيه كل شيء داخل المجتمع، ليتساءل "لماذا اليوم نطالب بأن توجد جامعة مغربية قوية، وفي نفس الوقت هناك العديد من المرافق والمؤسسات تتهاوى، والمجتمع بدوره يتهاوى؟ مشيرا إلى أن هذا الخطاب النقدي يستشعر الخطر ولا يروم المزايدة، وأن الجامعة المغربية في خطر ولذلك يجب أن نتدخل بتأنٍ، وندرك جيدا الإصلاح الجامعي الذي نريد...
 
وذكر النائب البرلماني  أنه بعد الإصلاحات السابقة، جاء إصلاح "الباشلور" الذي رحب به الأساتذة الجامعيون بالرغم  من عدم مشاورتهم حوله، كونهم يشكلون قطب الرحى في الجامعة، وبعد سنة تم سحب هذا النظام، لكن ذلك  يناقض مبدأ استمرار المرفق العمومي، ويكرس ثقافة تنزيل رؤية كل مسؤول يتولى تدبير هذا القطاع، موضحا بالقول "نحن لسنا ضد اللمسة الإصلاحية لأي مسؤول، ولكن حين يغادر ويأتي مسؤول بعده يلغي ما تم فعله سالفا، ولذلك نود ان نعرف هل نتحدث عن رؤية استراتيجية أم عن مزاجيات، ولا يمكن لأستاذ جامعي أن ينخرط في إصلاح ويرهن به الطلبة لستة اشهر ثم يفاجئهم بأن نظام "الباشلور" انتهى العمل به، وبالتالي لا غرابة في أن الأساتذة وقعوا في حيرة، ولم يعرفوا في أي أسدس سيدرجون الطلبة بعد ذلك؟.
 
وأشار عبد الرحيم بنبعيدة إلى المشاكل التي تتخبط فيها الكليات ذات الاستقطاب المفتوح مثل الحقوق والآداب والشريعة من إشكالات، حيث تعتمد في تقديره على التحليل العلمي، وعلى تكوين رؤية نقدية للطالب، وهو أمر مستحيل بالنسبة للأساتذة الجامعيين الذين يجدون أنفسهم أمام مدرج يحتضن 1200 طالب وأكثر، وهذا ما ساهم في ضياع جيل كبير منهم، وتحويل الدراسة إلى مجرد أكلة خفيفة تعتمد على الاستهلاك والهضم السريع، إلى جانب انتشار عملية الغش وسط الطلبة..