بوابة حزب الاستقلال

خولة الخرشي: الطبقات الهشة تتطلع إلى النهوض بالقطاعاتالاجتماعية وإحداث قطيعة حقيقية مع السياسات السابقة

الاربعاء 24 نونبر 2021

 في إطار مناقشة الميزانيات الفرعية للقطاعات الاجتماعية، تدخلت النائبة البرلمانية  الأخت خولة الخرشي باسم الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية ، حيث اعتبرت أن هذه القطاعات تعنى بصفة مباشرة بالطبقات الفقيرة والهشة، والتي تنتظر بفارغ الصبر أن يحدث هذا المشروع قطائع حقيقية مع سياسة التردد التي طبعت لسنوات التعاطي مع عدد من الملفات الاجتماعية، وهو ما يشكل خطوة جبارة نحو تحقيق الدولة الاجتماعية

 

وقالت "إن عموم الشعب المغربي تلقى بكثير من الارتياح إعطاء جلالة الملك محمد السادس في خطاب العرش انطلاقة تعميم الحماية الاجتماعية لفائدة كافة المغاربة، وخاصة تعميم التغطية الصحية وتعميم التأمين الاجباري الأساسي عن المرض  خلال سنتي 2021 و2022، وكذا توسيع الاستفادة من هذا التأمين ليشمل الفئات المعوزة المستفيدة من نظام المساعدة الطبية راميد، وفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء الذين يمارسون نشاطا خاصا، حيث سيتمكن 22 مليون مستفيدا إضافيا من هذا التأمين الذي يغطي كافة تكاليف العلاج والأدوية والاستشفاء".

 

وسجلت بعد ذلك أنه من منطلق حرص الفريق الاستقلالي على نجاح هذا المشروع الملكي الاستراتيجي، وحتى لا يكون نظام المساعدة الطبية راميد مجرد بطاقة لا تغني عن تكرار نفس المعاناة بطلب العلاج بعد أن أصبحت المواعيد الطبية بالسنوات بدل الأشهر، وبعد أن أصبحت مواعيد العمليات الجراحية الطارئة بالأسابيع ناهيك عن التحاليل الطبية والفحص بالأشعة والسكانير، فلكل هذه الاعتبارات فإنه يثمن الإجراءات الحكومية التي يحملها هذا المشروع ويدعو إلى:  

 

·       ضرورة تحفيز الكفاءات الطبية المغربية والمقيمة بالخارج منها للعودة لأرض الوطن والاستقرار به بشكل دائم.

·       فتح باب الاستثمار في القطاع أمام الخواص الأجانب، شريطة أن يراعي ذلك الخريطة الصحية الوطنية، وبما يسمح بتقليص الفوارق في هذا المجال.

·       إعادة النظر في مسلك العلاجات وتعزيز صحة القرب فلا يعقل أن ننسى أن قرابة 49 من المواطنين يعيشون بالعالم القروي والجبلي وفي المناطق الحدودية وهو ما يجب أن يبقى هدفا مركزيا لهذا المشروع الملكي.

·       من غير المعقول أن ترصد كل هذه الاعتمادات للقطاع الصحي في الوقت الذي تبقى فيه المستشفيات والمراكز الصحية مجرد بنايات في غياب الأجهزة البيوطبية المتنوعة وتجويد خدمات المستعجلات.

 

الفتاة القروية ضحية المنظومة التعليمية

 

وبخصوص قطاع التعليم فقد أكدت القلق من تكرار المشاكل البنيوية لقطاع التعليم من اكتظاظ ونقص في الموارد البشرية وتكوين مستمر لها، داعية الى توفير الوسائل الديداكتيكية الحديثة، وتأهيل المؤسسات المدرسية التي أضحت كثير منها غير صالحة للتدريس، فضلا عن النقص الحاد في الإطعام والنقل المدرسيين، خاصة بالعالم القروي، وهو الامر الذي يستمر معه الهدر المدرسي في الارتفاع خاصة في صفوف الفتاة القروية التي تبقى أكبر ضحية للمنظومة التعليمية الوطنيةلذلك فإن الفريق الاستقلالي تلقى بارتياح كبير تعيين جلالة الملك لوزير كان يرأس اللجنة الملكية لإعداد النموذج التنموي ومطلع بشكل مكثف على الأعطاب البنيوية التي يعيشها القطاع.

 

وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة للتعليم المدرسي فإن قطاع التكوين المهني ما زال يرزح تحت وطأة مشاكل هيكلية بالرغم من الرعاية الملكية الكبيرة بهذا القطاع الذي دعا جلالته الى جعله قاطرة للتنمية المستدامة، إلا أنه ما زالت شبكة المؤسسات التكوينية مركزة في جهات بعينها، في حين تفتقر أقاليم كثيرة لمؤسسات متخصصة في التكوين المهني خاصة تلك التخصصات المطلوبة في سوق الشغل.

 

البحث العلمي مدخل تحقيق التنمية المستدامة

 

وأضافت في هذا الإطار "إننا في الفريق الاستقلالي مقتنعون أن البحث العلمي، هو السبيل الوحيد لتحقيق التنمية المستدامة، ويكفي ان نذكر ان براءة اختراع واحد قد تدر جزء مهما من ميزانية الدولة لسنة كاملة، في الوقت الذي تستمر فيه عشرات الأدمغة والمخترعين المغاربة في الهجرة بحثا عن بيئة حاضنة لأفكارها وابداعها واختراعاتها التي كانت تقابل بكثير من التهميش واللامبالاة في وطنهم الأم".

 

إجراءات شجاعة ذات حمولة اجتماعية

 

وبخصوص قطاع التضامن فقد نبهت إلى تعدد الظواهر الاجتماعية التي أصبحنا نعيشها بكل أسف داخل المجتمع المغربي من مسنين مهملين واطفال شوارع واغتصابات وتعنيف المرأة ومظاهر اجتماعية عديدة يندى لها الجبين، تجعلنا نبكي موروثنا الثقافي ومقاصد مجتمعنا المغربي المبني على التضامن والتكافل التي أبانت عنها أجيال متعاقبة، وفي هذا الإطار يدعم الفريق الاستقلالي بقوة مختلف الإجراءات الشجاعة ذات الطبيعة الاجتماعية التي حملها مشروع قانون المالية للسنة المالية 2022، وخاصة مدخول الكرامة لفائدة المسنين رجالا ونساء ممن تبلغ أعمارهم 65 سنة فما فوق ويعيشون ظروف الهشاشة والفقر.

 

مخاوف من الاستلاب الفكري

 

وعلى المستوى الثقافي أكدت الأخت خولة الخرشي ان الفريق الاستقلالي منشغل بالوضع الذي تعيشه الثقافة ببلادنا خاصة  في ظل تغول نظام العولمة والانتشار المكثف للاستعمال تكنولوجيا الاتصال التي تهدد بوقوع اندحار ثقافي، خاصة عبر استمرار  هيمنة الأفلام والمسلسلات الأجنبية بما تحمله من قيم ثقافية وسلوكية لا تمت بصلة لواقعنا وإنسيتنا المغربية المتفردة، والتي ترسخ  للأسف الشديد لمزيد من الاستلاب الثقافي،  لذلك فإننا نسجل بارتياح كبير التزام الوزارة باستئناف برامج الدعم الممولة من طرف الصندوق الوطني للعمل الثقافي، ودعم التغطية الاجتماعية للفاعلين الثقافيين، لاسيما من خلال دعم أنشطة التعاضدية الوطنية للفنانين، وإطلاق مشروع رقمنة الثقافة وتعزيز شبكة البرامج الثقافية، وتقوية قدرة المقاولات الفنية الوطنية في مواجهة المنافسة، فضلا عن سن سياسة مندمجة لحماية التراث المعماري الوطني وتثمينه.