بوابة حزب الاستقلال

في بلاغ لمنظمة المرأة الاستقلالية.. التوجه العدائي الصارخ للنظام التونسي تجاه المملكة ومصالحها العليا هو إجهاز صريح ومؤسف على روابط التاريخ والقيم المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين

الاثنين 29 غشت 2022

 

تلقت منظمة المرأة الاستقلالية باستياء بالغ الاستقبال الرسمي الذي نظمه الرئيس التونسي قيس سعيد لزعيم المليشيات الانفصالية للبوليساريو، وذلك بمناسبة احتضان تونس لمنتدى "تيكاد-8"، هذا العمل العدائي اتجاه الوحدة الترابية للمملكة، لا يعبر فقط عن تحول في الموقف الرسمي التونسي من النزاع المفتعل في الصحراء المغربية والذي كان على الدوام يتسم بالحياد الإيجابي وهو تحول بدأ منذ فترة غير قصيرة، بل يعتبر رصاصة غادرة لحلم الشعوب المغاربية في قيام فعلي للاتحاد المغاربي وإجهازا صريحا ومؤسفا على روابط التاريخ والقيم المشتركة بين البلدين والشعبين الشقيقين.

إن منظمة المرأة الاستقلالية وأمام هذا المستجد الخطير تعلن مايلي:

1) التشبث الكامل برؤية جلالة الملك التي أوضحها في خطاب ثورة الملك والشعوب والتي بموجبها ينظر المغرب إلى صداقاته وشراكاته في إطار علاقاته الدولي بمنظار وحيد هو الصحراء المغربية وضرورة خروج شركاء المغرب وحلفائه التقليديين من المواقف الرمادية إلى موقف صريح وواضح يدعم الحقوق الشرعية للمغرب في صحرائه.

2) إدانتها المطلقة لسلوك الرئيس قيس السعيد ولإنحرافه عن الموقف الدبلوماسي التونسي التقليدي الذي كان على الدوام يسعى لبناء التوازن في علاقة تونس مع بلدان الجوار.

3) اعتبارها ماصدر عن الرئيس قيس سعيد يمثل إختيارا شخصيا في ظل الأزمة المؤسساتية والدستورية التي تعرفها تونس منذ الانقلاب على الدستور وحل البرلمان، ولا علاقة له بالشعب التونسي ونخبه.

4)  تحيي عاليا ردود فعل النخب التونسية من قيادات نسائية وفكرية وسياسية ونقابية وإعلامية ومن المجتمع المدني، التي عبرت بوضوح مؤثر، تشبتها بالعلاقات التاريخية بين البلدين وبعدم الإساءة إلى المغرب عبر ضرورة الحفاظ على موقع الحياد الإيجابي لتونس.

5) تأسف لرهن القرار السيادي التونسي بيد النظام العسكري الحاكم في الجزائر مما يحول تونس إلى رهينة لنخبة عسكرية وسياسية فاشلة أضاعت مقدرات الشعب الجزائري على مدى عقود وهاهي اليوم ترسم مستقبلا غامضا للشعب التونسي الذي عاش دائما مستقلا.

6) إن سلوك الرئيس التونسي يعبر عن قصور في الوعي الاستراتيجي سواء على المستوى الأمني بمفهوم الأمن الشامل، أو على المستوى الاقتصادي، فإذا كانت الجغرافية السياسية على الدوام تفرض إكراهات على صانع القرار في تونس، فإنها لم تكن في أية لحظة من لحظات التاريخ المشترك مبررا للغدر والخيانة والتخلي عن السيادة.

7) تذكر المنظمة أن الإساءة لتونس كانت تأتي من جوارها المباشر وهنا تستحضر أحداث قفصة التي كانت تسعى لقلب نظام الحكم في تونس بداية الثمانينات من القرن الماضي، في المقابل كان المغرب ومنذ عهد الملك الراحل المغفور له الحسن الثاني دائما مستعدا للدفاع عن تونس وكرس ذلك جلالة الملك محمد السادس نصره الله في زيارته التاريخية لتونس في عز التخوفات الأمنية والإرهابية حيث أصر جلالة الملك على تمديد زيارته والتجول دون حراسة في شوارع تونس، إضافة إلى ذلك اتفاقية التبادل الحر التي تربط البلدين في إطار اتفاقية أكادير، يعتبر المغرب خاسرا فيها بالمعنى التجاري لكنه ظل مستمرا في العمل بها دعما للأشقاء في تونس.

8) أن المنظمة ستقوم في الأيام القادمة بعقد لقاءات مع المنظمات النسائية التونسية لوضعها في صورة خطورة موقف الرئيس التونسي ولبحث سبل تعزيز الشراكة والتعاون.