بوابة حزب الاستقلال

في حوار مع الأستاذ عبدالواحد ناصر رئيس المجلس البلدي لمدنية غفساي

السبت 21 يوليوز 2018


- أكثر من 30 مليار للنهوض بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مدينة غفساي
- الاعتماد على أوراش مهيكلة من المتوقع أن يتم استكمالها في أفق سنة 2022
- تعاون مستمر بين المجلس ومختلف شركائه للتغلب على الإكراهات و إنجاز المشاريع المفتوحة
- تعزيز علاقة التعاون بين المجلس والمجتمع المدني وإشراكه في تسيير بعض المرافق الجماعية


تعرف بلدية غفساي إنجاز العديد من الأوراش المتوزعة على مختلف الجوانب التي تهم الحياة اليومية للمواطنين، من بنيات تحتية طرقية ومرافق جماعية إدارية وحرفية ورياضية وثقافية، وهي المشاريع التي يعتبر البعض أنها مازالت متعثرة، وتواجهها إكراهات على مستوى التنفيذ، لمعرفة طبيعة هذه الأوراش، ومستوى التقدم في إنجازها، أجرينا حوارا خاصا مع الأستاذ عبدالواحد ناصر رئيس المجلس البلدي لمدينة غفساي، في ما يلي نصه الكامل :  

 حاوره : عبدالفتاح الصادقي
 
 س :  يبدو أن الطابع القروي يغلب على بلدية غفساي، ماهي المكانة التي تحتلها اقتصاديا وديمغرافيا على مستوى إقليم تاونات؟
 
ج : تعتبر جماعة غفساي من بين الحواضر التابعة لإقليم تاونات، وتقطنا ساكنة تقدر حسب إحصاء 2014 ب6361 نسمة .و هذه الجماعة وان كانت تعد مجالا حضريا منذ ترقيتها بمناسبة التقطيع الجماعي  من جماعة قروية  إلى جماعة حضرية سنة 1992, ورغم مرور اكثر من 26 سنة  من هذا التحول ما زالت مدينة غفساي، لم ترق إلى مثيلاتها من المدن، إذ ما زال يهيمن عليها الطابع القروي حيث ينتشر السكن القروي في اغلب أحيائها، يشكل النسبة الكبرى بحصة 56.30%، وهذا أمر طبيعي لان مدينة غفساي، تم إعمارها قبل الحماية الفرنسية ، وكانت تعتبر عاصمة دائرة غفساي.
 
س : غلبة الطابع القروي يعني حرمان السكان من الخدمات الضرورية كالماء الشروب والكهرباء والصرف الصحي، هل من توضيح بهذا الخصوص؟ 
 
ج : لا بد من الإشارة إلى أمر مهم وهو أن معظم المنازل المتواجدة داخل تراب جماعة غفساي ، تتوفر حاليا على التجهيزات الضرورية، خصوصا الماء بنسبة 86.8% والكهرباء بنسبة 96.8% ، حيث  حصل تطور  مهم  من سنة 1992 إلى حدود اليوم ، كما أن المجلس الجماعي  يعتبر تعميم وتجويد  هذه الخدمات على جميع الأسر من  أهم  الأولويات.
كما إن نسبة الدور السكنية المرتبطة بشبكة الصرف الصحي هي 63%، أما باقي المنازل الأخرى فهي تستعمل طرقا أخرى في تصريف المياه العادمة، ومن اجل التغلب على هذه الظاهرة وتعميم شبكة الصرف الصحي على جميع الأحياء والمساكن، فقد تم تفويت تدبير هذا القطاع  للمكتب الوطني للماء والكهرباء – قطاع الماء-  عن طريق التدبير المفوض، و أن المكتب حاليا بصدد انجاز شبكة التطهير السائل لتشمل مختلف أحياء المدينة  مع انجاز محطتين للضخ ومحطة للتصفية بجودة عالمية.
 
س : ماهي أهم الخطوات التي قمتم بها كمنتخبين من أجل التغلب على الطابع القروي للمدينة؟  
 
ج : اسمح لي أن أقول بأن المشكل ليس في  الطابع القروي، وإنما في النقص الذي قد يهم   بعض الخدمات، وهشاشة بعض الأحياء،  وهو الأمر الذي ننكب على معالجته في إطار التعاون بين الهيئات المنتخبة والسلطات العمومية، و من أجل التغلب على الطابع القروي، ساهمنا منذ انتدابنا في المجالس السابقة والى الآن ، في تسهيل عمليات البناء بإعداد مجموعة من تصاميم التقويم التعميري وتصاميم الهيكلة والدراسة الجيوتقنية  لمجموعة من الأحياء ، وذلك لتشجيع المواطنين على البناء العصري من جهة وجعل المدينة تتوفر على مجال هندسي و عمراني يرقى إلى مصاف المدن المتقدمة. كما تم إحداث تجزئتين بالمدينة ، الأولى تجزئة واد المخازن والثانية تجزئة الأمل ، ويتم بهما البناء بالطرق العصرية .
ونظرا للتطور العمراني الذي تعرفه المدينة فقد نشطت تجارة بيع مختلف مواد البناء بالمدينة، حيث لا يسجل أبدا أي نقص في هذه المواد.
وارتباطا بهذا المجال فإن جماعة  غفساي قد برمجت مجموعة من المشاريع منها ما هو  منجز أو قيد الانجاز ومنها ما هو مبرمج وهي كالتالي:
1-المشاريع المنجزة
  • تجزئة المنظر الجميل بحي الثكنة العسكرية
  • إعداد تصميم جديد للتهيئة لمدينة غفساي
2-المشاريع في طور الانجاز
  • دراسة ميثاق الهندسة المعمارية والمجال وإعداد خريطة ملائمة التعمير وتوسيع المدار الحضري لمدينة غفساي
  • إعداد دراسة جيوتقنية  جديدة لتراب جماعة غفساي
3-المشاريع المبرمجة
  • إحداث تجزئة سكنية بموقع السوق الأسبوعي احد غفساي 
 
س : لقد ظلت هذه الجماعة تعاني من خصاص كبير بالنسبة للتجهيزات السوسيو اقتصادية، ماذا تحقق لفائدة السكان بعد تحملكم مسؤولية تدبير الشأن المحلي لهذه الجماعة ؟
 
ج : وعيا منا بأهمية المسؤولية الملقاة على عاتقنا منذ تولينا مهام رئاسة هذه الجماعة، سعى المجلس إلى البحث عن الحلول للمشاكل المطروحة،  والعمل على   تجاوز مخلفات الماضي، والتطلع إلى مستقبل واعد قائم على تشخيص الوضع الحالـــــي، حيث تم الاعتماد على النهج التشاركي والأخــــذ بعين الاعتبار مقاربة النوع الاجتماعي، وفي هذا الإطار  عقدنا عدة لقاءات تشاورية  وورشات ميدانية موضوعاتية مع الساكنة ومختلف الفاعلين  الاقتصاديين والاجتماعيين والرياضيين بتراب الجماعة، للتعرف على انتظارات وآمال الساكنة، وتمت ترجمة هذه المشاريع المقترحة بمشروع برنامج عمل جماعة غفساي2017/2022، يركز على القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية، أي كل الهواجس تم أخذها بعين الاعتبار، والهدف الأساس هو تحسين ظروف عيش الساكنة وتجاوز الهشاشة على المستويين الاجتماعي والبنيوى، في إطار برنامج سوسيو- اقتصادي وبيئي، يعكس تصورا ورؤية مستقبلية لمدينة غفساي من شأنه تقوية قدرات الجماعة لتحقق إقلاعا اقتصاديا وتنمويا مستداما تستفيد منه الأجيال القادمـة..
 
س : طيب ماهي المحاور الكبرى لهذا المشروع، وكيف سيتم تمويله ؟
 
ج : إننا نعتبر هذا المشروع هيكليا بالنسبة لمدينة غفساي، وستكون له آثار إيجابية على الساكنة، وإنجازه يتم بتنسيق وتعاون تامين بين المجلس ومختلف شركائه ، ويقدر غلافه المالي بأكثر من 30 مليار سنتم ، منها حوالي أربعة ملايير مساهمة المجلس، وهو يتوزع على ستة محاور كبرى تهم :
أولا: تقوية البنيات التحتية الجماعية
ثانيا: تنظيم وهيكلة القطاع الاقتصادي والخدماتي والسياحي
ثالثا: تأهيل الفضاءات السوسيو –ثقافية والرياضية والاجتماعية
رابعا: قطاع السير والجولان داخل المدينة
خامسا: قطاع التعمير وتهيئة المجال
سادسا: الحكامة المحلية
بالنسبة للمحور الأول الخاص  تقوية البنيات التحتية الجماعية، تتوفر  جماعة غفساي تتوفر على برنامج طموح في هذا الميدان، حيث تم برمجة مجموعة من المشاريع الطرقية ذات الصلة في إطار شراكة مع مجموعة من المتدخلين، منها ما هو  منجز ومنها ما هو في طور الانجاز، ومنها ما هو مبرمج :
وعلى سبيل المثال تم إنجاز مشروع تهيئة المقطع الطرقي  شارع الحسن الثاني،  والشروع في إنجاز مشروع إعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز، وبرمجة جزء من مشروع تهيئة الطرق الرابطة بين الأحياء الناقصة التجهيز، إلى جانب إحداث  الحدائق والمساحات الخضراء، وإعادة هيكلة الأحياء الناقصة التجهيز، وتقوية الشبكة العامة للكهرباء ، والاهتمام بالتطهير السائل، حيث عمل المجلس الجماعي على تفويض تدبير هذا القطاع للمكتب الوطني لكهرباء والماء الصالح للشرب – قطاع الماء- ، وتدبير التطهير الصلب الصلب بالمدينة، بوسائلها الخاصة للجماعة، وضمان الاستفادة من الهاتف والانترنيت ، والسعي إلى تعميم  خدمة الماء الصالح للشرب على كافة الأحياء والدواوير المجاورة، حيث تعتمد ساكنة جماعة غفساي في تزويدها بالماء الصالح للشرب على الشبكة العمومية بنسبة تفوق 86.80 في المائة.
أما بالنسبة للمحور الثاني الذي  تنظيم وهيكلة القطاع الاقتصادي والخدماتي والسياحي، فقد تم إنجاز عدد من المشاريع كبناء مركز تجاري وسط المدينة تضمن طابق تحت ارضي خصص لباعة السمك والخضر والأعشاب، وطابق ارضي خصص للملابس والمجوهرات والأدوات الالكترونية ومختلف انواع التجارة النظيفة، وطابق اول خصص للمكاتب المهنية من اجل استقطاب الاطباء واصحاب المهن الحرة. وكذا برمجة مشاريع لفائدة تنظيم الباعة الجائلين. والسعي إلى تحسين ظروف اشتغال الحرفيين، وتجميعهم الحرفيين في مكان واحد تمت، عبر برمجة مشروع إحداث منطقة للأنشطة الحرفية في إطار مشروع تأهيل مدينة غفساي بشراكة مع مجموعة من المتدخلين، والعمل من أجل إنعاش  القطاع السياحي وتنمية السياحة القروية والطبيعية ، حيث  صادق المجلس الجماعي لغفساي على اتفاقية شراكة  تتعلق بالبرنامج المندمج لتنمية السياحة الطبيعية والقروية  لجهة فاس مكناس تقضي بناء كشك للاستقبال والإرشاد السياحي بحي الثكنة العسكرية من طرف الشركة المغربية للهندسة السياحية.
ويهم المحور الثالث تأهيل الفضاءات السوسيو –ثقافية والرياضية والاجتماعي، حيث ساهم المجلس في إنجاز عدد من المشاريع  الرياضة المتمثلة في ملاعب القرب ، والشروع في بناء وتجهيز مقر جماعة غفساي و بناء فضاء للاستقبال والاستجمام ، وبناء قاعة مغطات متعددة الاختصاصات  بناء مركز التربية والتكوين وإدماج المرأة في وضعية صعبة ؛وبرمجة مشاريع أخرى تهم بناء مسجد كبير وبناء ملعب رياضي جماعي و بناء  (4) ملاعب للقرب ، وبناء مركز للأشخاص في وضعية إعاقة .
ويتعلق المحور الرابع  بتقوية قطاع السير والجولان داخل المدينة ، حيث تم  إحداث محطة طرقية و تهيئة ساحة لمحطة وقوف سيارات الأجرة بالقرب من المحطة الطرقية، و إعداد قرار تنظيمي للسير والجولان داخل المدينة،  الاتفاق مع نقابة سيارات الأجرة على تحديد (05) أماكن الوقوف للسيارات الأجرة  .
وبالنسبة للمحور الخامس الخاص  بقطاع التعمير وتهيئة المجال، فقد تم  تحيين وتوسيع تصميم التهيئة للمدينة، وبرمجة دراسة ميثاق الهندسة المعمارية  والمجال واعداد خريطة ملائمة للتعمير وتوسيع المدار الحضري لغفساي، والقيام بالدراسات الجيوتقنية وخريطة ملائمة التعمير.
في حين أن المحور السادس الذي يهم الحكامة المحلية،وهو مشروع سيظل مفتوحا يهدف بالأساس إلى لتسريع خدمات المواطنين ، وتلبية حاجاتهم بالدقة والجودة المطلوبتين ،وفي هذا الإطار بادرت جماعة غفساي ومنذ سنة 2008 ، إلى رقمنة مكتب الحالة المدنية ، وهي تعمل باستمرار مع شركة تيسير سوفت -التي كان موكول إليها بإدخال النظام المعلوماتي للمكتب المذكور- على تطويره وإعادة تنقيته ومراقبته وتقديم الايضاحات للموظفين العاملين به. وفي إطار تقريب الخدمات فان جماعة غفساي انخرطت في برنامج وثيقة لإفساح المجال لجميع المواطنين سواء داخل المغرب او خارجه المسجلين بمكتب الحالة المدنية لجماعة غفساي للحصول على وثائق الحالة المدنية بمقر سكناهم .
ومن اجل تجويد العمل الإداري وتطويره لتقديم خدمات القرب بالسرعة والجودة المطلوبة قام المجلس الجماعي بتنظيم ادارة الجماعة وتحديد اختصاص مصالحها واصدر إقرارات تحديد المهام للموظفين، كما تم الزام الموظفين بارتداء الشارة الخاصة بالموظف.
 
س : يتحدث السكان عن تأخر عدد من الأوراش ومنها المتعلقة بالبنيات التحتية الطرقية وفي مقدمتها شارع الحسن  الثاني، هل من توضيحات بهذا الخصوص؟
 
ج : كما سبق إن أشرت إلى ذلك، هناك برنامج متكامل ممتد على مستوى الزمن ، ومن المتوقع أن يتم استكماله في أفق سنة 2022 ، والمعروف أن  مدينة غفساي تتوفر على مجموعة من الطرق والأزقة تتعدى شبكتها 25 كلم، منها 30% معبدة وأخرى عبارة عن مسالك، ولا يطرح  الولوج إلى مختلف المؤسسات العمومية أية مشكلة داخل المدينة لوجودها بجانب الطرق المعبدة، وكذلك الشأن بالنسبة للسوق الأسبوعي احد غفساي.
ومن اجل تقوية البنيات التحتية الطرقية، فان جماعة غفساي تتوفر على برنامج طموح في هذا الميدان ، حيث تمت برمجة مجموعة من المشاريع ذات الصلة في إطار شراكة مع مجموعة من المتدخلين في إطار اتفاقية إطار بشان تفعيل مشروع تأهيل مدينة غفساي..
 
س : ماهي الآليات التي اعتمدتموها من أجل التغلب على الصعوبات والإكراهات التي وخاصة ما يتعلق بالشراكة مع المجتمع المدين والتجاوب مع انتظارات السكان؟
 
ج : يعتبر فتح باب التواصل هو السبيل الوحيد للتغلب على أي إكراه كيفما كان نوعه، وهكذا فإن المجلس الجماعي الحالي يعتبر الانفتاح على الساكنة ومختلف الفاعلين المحليين الرقم الأول من أولوياته، وهكذا خلال أول سنة انتدابية للمجلس نظم لقاء  تواصليا يوم 11 فبراير 2016 بمقر الفضاء الترفيهي والمسبح الجماعي تحت عنوان "غفساي ورش مفتوح لتحقيق تنمية محلية حقيقية اجتماعيا واقتصاديا وثقافيا ورياضيا"
كما تم عقد يوم تواصلي بدار الشباب يوم الخميس 28 أبريل 2016 مع جميع الحرفيين العاملين بتراب جماعة غفساي لاطلاعهم على مكونات واهداف مشروع إحداث منطقة الأنشطة الاقتصادية ، والتعرف عن قرب على جميع ملاحظاتهم حول المشروع المذكور.
وأثناء إعداد مشروع برنامج عمل الجماعة 2017/2022 ، نظم المجلس الجماعي العديد من الورشات بمشاركة السلطات المحلية والمجتمع المدني همت الشباب والنساء والتجار والحرفيين، وتمت المبادرة إلى تعيين أعضاء هيئة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بواسطة القرار رقم 117/2016؛
وفي إطار الرغبة الأكيدة لتعزيز علاقة التعاون بين المجلس والمجتمع المدني، وضمان إشراك هذا الأخيرفي تسيير بعض المرافق التابعة لجماعة غفساي، تم عقد اتفاقيتين للشراكة:
الأولى: مع جمعية شباب غفساي للتنمية والتضامن من اجل تسيير وصيانة ملعب القرب وملعب الكرة الحديدية بحي البساتين
الثاني : مع جمعية أمل غفساي لتسيير وصيانة ملعب القرب بالحي الإداري، علما بأن المجلس سيبقى دائما منفتحا على المجتمع المدني وتسهيل عملية إشراكه في تسيير المرافق الرياضية والاجتماعية التي هي طور الانجاز أو المبرمجة.