بوابة حزب الاستقلال

كلمة الأخ محمد ولد الرشيد خلال دورة اللجنة المركزية للشبيبةالاستقلالية

الاحد 25 مارس 2018

للجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية يجب أن تشتغل بوتيرة سريعة لإنجاح المحطة المقبلة
تعزيز مساهمة الشبيبة الاستقلالية في الدبلوماسية الحزبية واستثمارها لخدمة القضايا العليا للوطن ووحدته الترابية
الانفتاح على الشباب المغربي من خلال تجربة ملتقيات الأطر والكفاءات الجهوية والجامعات الصيفية والربيعية و المهرجانات الوطنية



 
تدخل الأخ محمد ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال والمسؤول عن تنظيمات الحزب، في إطار الدورة الرابعة للجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية،المنعقدة يوم السبت 24 مارس 2018، حيث أبرز أن انعقاد هذه الدورة التي دعا لها المكتب التنفيذي للشبيبة، تتزامن مع ظرفية استثنائية تتطلب من الجميع التساؤل عما بعد المؤتمر 17 لحزب الاستقلال، وكيف يمكن إعادته لسمته الحقيقية، ومكانه الطبيعي داخل المشهد السياسي الوطني، وكيفية تجديد هياكله وفق مقاربة تشاركية تستجيب لتطلعات كافة الاستقلاليات والاستقلاليين. لأن ما يميز حزب الاستقلال عن باقي الأحزاب أنه كبير وبكثير من حزب عادي، بل عائلة مغربية تضم كل المغاربة بدون استثناء، حيث تمكن خلال 17 محطة من عمر الحزب من تدبير السجال والاختلاف وترجمته إلى لحمة واتحاد، ذلك راجع لونه اعتبر أن الديمقراطية هي الطريق الأنجع لترجمة التحديات إلى فرص حقيقية، وانتصار للحزب ولا شيء آخر غير الحزب.

وأوضح الأخ عضو اللجنة التنفيذية، أن ما ميز الفترة ما بعد المؤتمر 17 هي الدينامية التنظيمية والتواصلية التي انخرطت فيها كل مكونات الحزب، استحقت عليها الإشادة والتقدير لإسهامها في استعادة مكانة وإشعاع الحزب داخل الحقل السياسي الوطني.

وقد بين المسؤول عن التنظيمات أن الطريق لم تكن سالكة ومعبدة للمؤتمر 17 للحزب، بل مليئة بالمنعرجات لأن الأمر يتعلق بحزب الاستقلال الذي يقبض بيده على قراره الحزبي، كما أوضح أنه يجب الاعتراف أن المؤتمر لم يكن انتصارا لحظيا ينعكس سلبا على الحزب، أو نزهة للمؤتمرين، بل لحظة محاسبة وتقييم وتقويم، انتصر فيها للديمقراطية والوحدة، وتحقيق المصالحة مع الذات. حيث أن منذ أول اجتماع لقيادة الحزب الجديدة، كان الجميع مؤمن بضرورة إذابة كل الخلافات والصراعات، مع الشروع في الانفتاح على كل التيارات والتصورات، عن طريق تبني منطق التعاون والاشتغال بعيدا عن منطق الإقصاء والتصادم، كما اعتبرت قيادة الحزب أن سنة 2018 تستدعي من الجميع إعادة التجديد الشامل لمختلف فروع الحزب، ومنظماته الموازية وجمعياته وروابطه المهنية وفق الإستراتيجية الجديدة للحزب 2017-2021 لتفعيل البرنامج الاستعجالي، واتخاذ مختلف التدابير والإجراءات بغية رص الصفوف والاستعداد المحكم للمحطات النضالية والاستحقاقات الانتخابية القادمة.

 وأوضح الأخ محمد ولد الرشيد أن اجتماع اللجنة المركزية للشبيبة الاستقلالية اليوم، هو دعوة لانتخاب اللجنة التحضيرية لمؤتمرها 13، وبالتالي إعداد جدولة زمنية لعقد المؤتمرات المحلية لتجديد الفروع من جهة، والاشتغال بوتيرة سريعة عن طريق اللجان المنبثقة عن اللجنة التحضيرية لمعالجة التحديات والإشكالات التي يعيشها الشباب الاستقلالي قاطبة والشباب المغربي عامة. مما يجعل الجميع مدعو للانخراط الجاد في إعادة هيكلة الشبيبة وضخ دماء جديدة، وجعل محطة المؤتمر المقبل، محطة للارتقاء بالفكر السياسي والتنظيمي لشبيبة الحزب، محطة لتحقيق التدافع الفكري والمعرفي، وتقديم دروس في الديمقراطية الداخلية التي تعتبر صمام الأمان لبناء شبيبة قوية ومتماسكة.

وفي هذا السياق دعا الأخ عضو اللجنة التنفيذية المسؤول عن التنظيمات، الجميع للعمل والمثابرة للرقي بمخرجات اللجنة التحضيرية، وجعلها أداة للترافع حول كل القضايا والتحديات التي يعيشها الشباب المغربي. كما حث على جعل مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة لتسويق المنتوج الحقيقي لمنظمة الشبيبة الاستقلالية بعيد عن الصراعات الواهية والجانبية التي تمس من قيمة وعراقة المنظمة، والتي يستغلها الخصوم للنيل من مكانة الشبيبة داخل المشهد السياسي. وقيادة الحزب موقنة أن الشبيبة الاستقلالية بفضل الطاقات والكفاءات التي تزخر بها، تعتبر اليوم مرجعا في الفكر والسياسة، وسندا لا يمكن للحزب الاستغناء عنه في شتى المحطات النضالية والاستحقاقات الانتخابية. ويجب الانفتاح على كل الاقتراحات والمبادرات الهادفة لتجويد أداء الشبيبة الاستقلالية، وتعزيز صفوفها بالنخب والكفاءات القادرة على حمل المشعل ورفع التحديات.

وأكد الأخ محمد ولد الرشيد أن هيكلة الشبيبة الاستقلالية ليست هدفا في حد ذاته، بل نبتغيها وسيلة لمواصلة اضطلاع هذه المنظمة العتيدة بدورها في تأطير الساكنة والرقي بمستوى المشاركة السياسية للشباب، وتوطيد أسس الديمقراطية التشاركية، وعليه يجب الرهان على شبيبة الحزب لكي تعمل بتفان وبروح المسؤولية المعهودة في الأطر الاستقلالية، ذلك من أجل الانخراط في تفعيل إستراتيجية الحزب على المستوى الداخلي، إضافة إلى العمل على اشعاع صورة الحزب في المحافل الدولية، وتعزيز مساهمتها النشيطة في الدبلوماسية الحزبية، واستثمارها لخدمة الأهداف العليا للوطن وعلى رأسها قضية وحدتنا الترابية. كما أهاب بشباب الحزب في استغلال الفرص المتاحة في مجالات العمل الحزبي، خاصة التكوين والتأطير، واستقطاب الكفاءات وإعدادها لتدبير الشأن العام والمحلي، وتقوية قدرات النساء في مجال الترافع السياسي، وتوسيع مشاركتهن في المؤسسات المنتخبة وفي صناعة القرار العمومي.

وفي الختام وضع الأخ عضو اللجنة التنفيذية تساؤلا عن الشبيبة التي نريد ما بعد المؤتمر 13، كما من حق الجميع التفكير وبصوت عال حول الإستراتيجية المتكاملة التي تجعل من الشبيبة الاستقلالية أكثر تمثيلية في الملتقيات الدولية وأكثر قربا من الشباب. وأكد أن مشاركة الشبيبة الاستقلالية في المنتدى العالمي الاجتماعي الأخير بسالفادور بالبرازيل كانت بمثابة تمرين أثبت أن الشباب الاستقلالي يملك الجرأة والشخصية للترافع باسم الوطن حول القضية الوطنية والقضايا الإقليمية المشتركة. تحقيقهم لهذا النجاح يجعل القيادة الحزبية أكثر حماسة للدفاع عن تمثيلية مشرفة للشباب الاستقلالي في قادم المحافل الدولية.

ودعا إلى جعل تجربة ملتقى الأطر والكفاءات محطة جهوية تجوب جهات المملكة، مما سيمكنها من الانفتاح على الشباب المغربي، لأن تجربة العيون أثبتت أن الشباب في حاجة ماسة للتأطير والمساندة. مؤكدا أن الشبيبة التي نريد يجب أن تنفتح على محيطها من خلال جامعات صيفية وربيعية، ومن خلال ملتقيات ومهرجانات وطنية، ومن خلال دورات تكوينية تحفز الشباب على جعل فروع الشبيبة أكثر ديناميكية وفعالية، وذلك عبر تبني سياسة القرب، والتواصل اليومي مع الشباب والمواطنين، وإعداد تقارير مفصلة حول الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، ورفعها دوريا للحزب مما سيمكنه من دون أدنى شك من تحقيق التواصل مع المواطنين والاستجابة لتطلعاتهم.