بوابة حزب الاستقلال

الأخ نزار بركة: الغرف المهنية بحاجة إلى تمكينها من المساهمة الفاعلة في أوراش الإصلاح والتنمية

الاحد 23 ديسمبر 2018

ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم السبت 22 دجنبر 2018 بالمركز العام للحزب بالرباط، أشغال المناظرة الوطنية الأولى للمستشارين الاستقلاليين بالغرف المهنية، تحت شعار "الغرف المهنية في ظل الجهوية المتقدمة.. واقع وآفاق"، وذلك بتنسيق مع الاتحاد العام للمقاولات والمهن.

وتميزت أشغال هذه المناظرة الوطنية الأولى من نوعها، -التي شكلت فضاءا لمطارحة مختلف القضايا والإشكالات المتعلقة بتدبير الغرف المهنية، بالإضافة إلى طرح مداخل إصلاحها وتعزيز وظائفها وأدوارها الاستشارية والتأطيرية والتنموية-، (تميزت) بالكلمة التوجيهية التي ألقاها للأخ الأمين العام للحزب ، بالإضافة إلى ما شهدته من حضور مهم للإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، إلى جانب الحضور الوازن لرؤساء ومستشاري الغرف المهنية الاستقلاليين الذي حجوا من مختلف ربوع المملكة.

وسجل الأخ نزار بركة أن السؤال المطروح على الغرف المهنية هو فعلية أدوارها اتجاه المهنيين، وقدرتها على مواكبة ورش الجهوية المتقدمة، وحقيقة دورها في ورش النموذج التنموي الجديد في ظل متطلبات تحسين المناخ القانوني والتنظيمي لهذه المؤسسات المهنية ومواكبتها بالدعم والإسناد في تنفيذ التزاماتها.

وجدد الأخ الأمين العام التذكير بالتصور الذي قدمه الحزب للنموذج التنموي الجديد أمام المجلس الوطني في دورة أكتوبر الماضية، انطلاقا من مرجعيته، ومشروعه المجتمعي التعادلي المتجدد وبرنامجه المنبثق عن المؤتمر العام السابع عشر، تصور يؤسس لمفهوم جديد للتنمية البشرية المستدامة بإدماج رهانات التنمية البشرية ومتطلبات التنمية المستدامة على مستوى العمق الترابي.

وأوضح الأخ نزار بركة أن تصور الحزب للنموذج التنموي المنشود، تم التركيز فيه على إجراء القطائع الست الضرورية التالية من أجل الانتقال إلى النموذج التنموي الجديد :

1. الانتقال من مجتمع مبني على "الواسطة" والامتيازات والدوائر النفعية المغلقة إلى مجتمع الحقوق المكفولة للجميع على قدم المساواة، في إطار سمو القانون، وشفافية مساطر الولوج إلى الخدمات مع تبسيطها، وصياغة وإنفاذ القوانين على أساس الثقة في المواطن؛

2. الانتقال من مقاربة مبنية على الآنية وإطفاء الأزمات إلى الاستباقية والرؤية الاستراتيجية الطويلة المدى، التي ترتكز على البرمجة وضع الآليات اللازمة للإنصات والاستشارة والتفاعل المبكر واستشراف المستقبل، واعتماد الاستدامة في مقابل الحلول الترقيعية ذات الوقع المؤقت؛

3. الانتقال من تشتيت الموارد والتدخلات إلى الاستهداف، وذلك من خلال:

* بلورة استراتيجية مدمجة للنهوض بكل من المناطق الجبلية  والشريط الحدودي؛
* بلورة وتنفيذ سياسات اجتماعية تهدف إلى تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية وتقوية تكافؤ الفرص بين كل المواطنين، وفي كل أنحاء المملكة؛
* استهداف الأسر –عوض الأفراد- من قبل البرامج الاجتماعية لتمكينها من الارتقاء الاجتماعي والمجتمعي.

4. الانتقال من التدبير العمودي إلى المقاربة المندمجة التي تعتمد على التقائية وتكامل الخدمات والمشاريع التنموية على المستوى الترابي، وهو ما سيمكن من تحقيق نتائج ملموسة على المعيش اليومي للمواطن، وكذا ترشيد النفقات والموارد المالية المرصودة وتحسين مردوديتها الاقتصادية والاجتماعية؛

5. الانتقال من نموذج تشييد البنيات إلى نموذج بناء القدرات من خلال الرهان على الرأسمال البشري، بـ:

* تطوير القدرات البشرية والمقاولاتية لمواكبة الدينامية الجديدة التي نطمح إليها؛
* تطوير القدرات الإنتاجية، وجعل الاستثمار يخلق فرص شغل بصفة مباشرة وغير مباشرة ودائمة؛
* تطوير القدرات التكنولوجية والإبداعية التي تستشرف المستقبل، وتجدد أدوات الإنتاج وتحمي تنافسية المنتوج الوطني.

6. الانتقال من الاستهلاك المفرط للموارد النادرة، لاسيما الماء والطاقة والموارد المالية، إلى الاستهلاك العقلاني لهذه الموارد والعمل على تثمينها من أجل التنمية وتحسين ظروف عيش المواطنات والمواطنين، مما يستلزم وضع رؤية استراتيجية لاستثمار هذه الموارد النادرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية مع إقرار شروط إلزامية لضمان الاستدامة.

وأبرز الأخ الأمين العام أن تصور الحزب للنموذج التنموي الجديد أعطى أهمية خاصة للإصلاح السياسي كمدخل للنموذج التنموي الجديد والجهوية المتقدمة مع التفعيل الممنهج والعادل لربط المسؤولية بالمحاسبة كنهج لا محيد عنه للحد من الفساد وإرساء أسس التعادلية الاجتماعية، مؤكدا أنه تصور يدعو إلى إحداث أقطاب تنموية في كل جهة تتماشى وخصوصيات كل جهة، وأحواض للشغل على الصعيد الجهوي ومواكبتها بالدعم والإسناد والتكوين الضروري.

واعتبر الأخ نزار بركة أن تصور حزب الاستقلال للنموذج التنموي الجديد يروم تقليص الفوارق المجالية والجهوية ويستهدف الحد من التوريث الجيني للفقر، كما يهدف ضمان التعادلية الاجتماعية من خلال القضاء على الهشاشة وتوسيع دائرة الطبقات الوسطى والرفع من مستوى عيش المواطنات والمواطنين في مختلف الأقاليم والجهات.

وأكد الأخ الأمين العام أن الحزب يراهن على الغرف المهنية للانخراط الواسع في هذا الورش الكبير والمساهمة في إنجاحه من خلال المشاركة في بلورة وصياغة النموذج الجهوي، والترافع على تحسين ظروف عمل المهنيين وفتح فرص الاستثمار والتطور في وجههم خصوصا المقاولات الصغرى والمتوسطة، بالإضافة إلى تقوية جاذبية الجهات عبر توفير مناخ محفز للاستثمار، ومواكبة الأدوار المتعددة لهذه الغرف المهنية، وذلك عبر مراجعة الإطار المنظم لها وتعزيز قدراتها ومواردها البشرية وتقوية كفاءتها المهنية للدفاع عن مصالح المهنيين.

وأضاف الأخ نزار بركة أن الحزب يراهن على الغرف المهنية كذلك في التفاعل الإيجابي مع متطلبات ورش الجهوية المتقدمة والمساهمة في التنزيل الفعلي لها برؤية مندمجة لمعالجة كل الاختلالات الهيكلية المعيقة للتنمية المحلية بالنظر لما هو معقود على هذا التنزيل من آمال ومطالب وانتظارات ما فتئ يعبر عنها المهنيون والفاعلون والمواطنون بهدف جعل الجهات أقطاب فعلية للاستثمار والتشغيل وخلق الثروة لفائدة الساكنة المحلية.

كما سجل الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال يعبر عن دعمه للغرف المهنية في تعزيز دورها في التنمية الاقتصادية وضمان مساهمتها بفعالية في رسم معالم برامج التنمية الجهوية وتتبع النسيج الاقتصادي المحلي، كما يعبر عن الإرادة السياسية للمشاركة في أي مبادرة من شأنها مراجعة وتحسين منظومتها القانونية والتنظيمية كفيلة بإعادة الاعتبار لدورها التأطيري والاقتصادي والتنموي يضعها على السكة الصحيحة في مسار ورش الجهوية المتقدمة.

وختم الأخ نزار بركة كلمته، مؤكدا أن الحزب يعول على نتائج هذا اللقاء ومخرجاته لتقوية حضور الغرف المهنية محليا وجهويا ووطنيا، وتمكينها من المساهمة الفاعلة في أوراش الإصلاح والتنمية التي تعرفها بلادنا بقيادة جلالة الملك محمد السادس.