بوابة حزب الاستقلال

الأخ نزار بركة من الداخلة.. يثمن أوارش ومشاريع التنمية بالجهة ويؤكد على أهمية دورها كقاطرة للعمق الإفريقي للمغرب

الاربعاء 10 أبريل 2019

تجمع جماهيري كبير، ذلك الذي شهدته المحطة الرابعة والأخيرة للجولة التواصلية التي تقوم بها قيادة الحزب والفريق البرلماني الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلسي النواب والمستشارين بالأقاليم الجنوبية للمملكة، والتي ترأسها الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الاثنين 9 أبريل 2019 بمدينة الداخلة، حيث كان الموعد مع لقاء تواصلي هام لآلاف مناضلات ومناضلي ومنتخبي الحزب وساكنة جهة الداخلة - وادي الذهب، وذلك بحضور وازن لأعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، وبرلمانييه بالمجلسين، وحشود غفيرة من ساكنة الجهة التي حجت من مختلف الجماعات الترابية والأقاليم التابعة لها.

في بداية اللقاء، تناول الأخ ينجا الخطاط رئيس جهة  الداخلة وادي الذهب الكلمة، مبرزا أن هذا الحضور الحاشد والكثيف، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن حزب الاستقلال متجذر في وجدان ساكنة هذه الجهة، ودليل على ثقتهم في منتخبيهم الذين عهدوا فيهم الصدق في الوعود، والجدية في تحقيقها على أرض الواقع خدمة للصالح العام، ولا أدل على ذلك المشاريع والأوراش الكبرى التي تتحقق بمدينة الداخلة وجل أقاليم الجهة خلال السنوات الأخيرة.
 

وأضاف أن ساكنة الأقاليم الجنوبية اختاروا الانخراط في المسلسل التنموي الذي تعرفه هذه الربوع من المملكة، بفضل العناية السامية التي يوليها لها جلالة الملك، والتي كان لها الفضل في انطلاق النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية سنة 2015، والذي يتضمن العديد من أوراش التنمية التي لها صلة مباشرة بالحياة اليومية للمواطنين ويتوخى خلق فرص الشغل وإدماج الشباب، إلى جانب الصحة للجميع والتعليم النوعي الذي يتماشى مع متطلبات سوق الشغل، مؤكدا أن البرامج المطبقة بالجهة مبنية على الواقعية، لا الأحلام أو الوعود الواهية.

مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي يبقى الحل الوحيد لقضية الوحدة الترابية، بعدما اختار المغرب سلك طريق التنمية، والذي آمن بجدواه سكان الأقاليم الجنوبية، وفتح آمالا كبيرة أمامهم في تسيير أمورهم بأيديهم، وهو المقترح المشهود له دوليا بالواقعية والجدية والمصداقية.
 

ومن جهته تناول الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد عضو اللجنة التنفيذية ومنسق الحزب بالجهات الجنوبية الثلاث الكلمة، معبرا عن شكره لمناضلات ومناضلي الحزب بجهة الداخلة - وادي الذهب على التنظيم والتعبئة المتميزين، واللذين تجسدا في الحضور القياسي لهذا اللقاء التاريخي الذي سيبقى خالدا في الأذهان في يوم سيبقى شاهدا على قوة حزب الاستقلال بهذه الجهة، وخير جواب على الخصوم الذين ألفوا بث الاشاعات المغرضة.

ولم يفت الأخ مولاي حمدي ولد الرشيد التأكيد مجددا على أن الحل العادل لملف الصحراء المغربية، هو مقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، على اعتبار أن الأقلية التي تدعم الانفصال لا ينبغي بأي شكل من الأشكال أن تفرض رأيها على الأغلبية الساحقة التي تتمسك بوحدة المغرب من شماله إلى جنوبه، موضحا أن جلالة الملك محمد السادس ما فتئ منذ توليه العرش يولي عناية خاصة بالأقاليم الجنوبية، وهي العناية التي أثمرت مشاريع و أوراش كبرى، أعطت لعجلة التنمية والتقدم قوة مضاعفة، داعيا بالمناسبة الحكومة إلى الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة، والعمل على حل معضلة البطالة وفتح باب الأمل في غذ أفضل أمام شباب هذه الأقاليم، منوها بالعمل الجبار الذي يقوم به منتخبو حزب الاستقلال بجهة الداخلة وادي الذهب، وفي مقدمتهم الأخ الخطاط ينجا رئيس مجلس الجهة التي انخرطت بكل امكانياتها في المخطط التنموي الذي بدأت ثماره تظهر على أرض الواقع.

 

بعد ذلك، تناول الكلمة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، معبرا عن شكره وتقديره لساكنة جهة الداخلة وادي الذهب وشيوخ القبائل ومناضلي ومناضلات الحزب الذين حجوا بكثافة للاحتفال جميعا بهذا العرس النضالي الكبير، مؤكدا أن هذا اللقاء يبرهن أن ساكنة هاته الربوع العزيزة متشبتون بحزب الاستقلال، وبقيمه ومبادئه وتوابثه ومشروعه المجتمعي التعادلي، مذكرا بأن فروع الحزب بالداخلة تم إنشائها في الخمسينيات أي قبل الاستقلال، حيث شارك مناضلو الحزب في هذا الإقليم في جيش التحرير، وفي النضال من أجل تحرير الوطن، وفي الجهاد من أجل استكمال الوحدة الترابية للمملكة من خلال استرجاع هذه الأقاليم العزيزة إلى حوزة الوطن.

وسجل الأخ الأمين العام أن الحل الوحيد لقضية الصحراء المغربية هو الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية، مشيرا إلى أن التطور الديمقراطي الذي عرفته بلادنا، خصوصا بعد دستور 2011، يوضح أن الأقاليم الجنوبية للمملكة منخرطة بقوة وحيوية في المسلسل الديمقراطي، معتبرا أن هذا اللقاء يأتي في ظروف خاصة، على اعتبار أن قضية الوحدة الترابية تناقش في مجلس الأمن الدولي، مبرزا أن الأمين العام للأمم المتحدة أورد في تقريره الأخير حول الملف بأن حل قضية الصحراء ممكن في أقرب الآجال، مع ضرورة اعتماد تدابير لبناء الثقة بين الأطراف للوصول إلى هذا الحل.
 


وأشار الأخ نزار بركة إلى أن بلادنا قطعت أشواطا مهمة في التعبير عن حسن النية، وتنزيل تدابير بناء الثقة، خصوصا بعد عرض مقترح الحكم الذاتي، وإطلاق النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية، وإعطاء الصدارة لجهات هذه الأقاليم في تفعيل ورش الجهوية المتقدمة من خلال إبرام برامج تعاقدية باستثمارات تناهز 80 مليار درهم، فضلا عن إشراك ممثلي الساكنة الحقيقيين ومنتخبيها الشرعيين ومشاركة المجتمع المدني في لقاءات جنيف التي يشرف عليها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، هورست كوهلر، هذا بالإضافة إلى دعوة جلالة الملك في خطابه السامي بمناسبة الذكرى الـ43 للمسيرة الخضراء إلى إحداث آلية سياسية للتنسيق والعمل المشترك مع الجزائر، في مبادرة عبرت عن اليد الممدودة للمغرب للجارة الجزائر، لتجاوز كل الخلافات والعمل يد في يد لخلق اتحاد مغاربي قوي.

وسجل الأخ الأمين العام أن بلادنا قدمت خلال سنة 2007 مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي لقضية الصحراء إلى الأمم المتحدة، لكن هذا الملف لم يعرف بعد طريقه إلى الحل ولا يزال مطروحا للنقاش والتفاوض، مبرزا أن جلالة الملك قال بهذا الخصوص أنه "من غير المعقول والممكن أن يتم رهن مستقبل شباب ونساء وكافة ساكنة أقاليمنا الجنوبية بمسألة تسوية هذا النزاع المفتعل على الصعيد الأممي، حيث شدد على منح الحق في التنمية لساكنة هاته الربوع التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من الشعب المغربي".

وأكد الأخ نزار بركة أن جهة الداخلة وادي الذهب استفادت من قرابة 25 مليار درهم لتنزيل المشاريع والأوراش المبرمجة ضمن النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية للمملكة، موضحا أن هذا النموذج تكمن أهميته في توفير التجهيزات والبنيات التحتية التي طالبت بها ساكنة هذه الجهة، حيث تم الشروع في توسيع الطريق الوطنية الرابطة ما بين العيون والداخلة، بالإضافة إلى توفير الماء الصالح للشرب وتطهير السائل والربط الكهربائي ما بين العيون والداخلة، إلى جانب تطوير ميناء الصيد "المهيريز"، والعمل على نقل ميناء الداخلة من أجل حماية بيئة خليج الداخلة، هذا إضافة إلى إحداث ميناء جديد "الداخلة الأطلسي"، ليصبح الميناء القديم ميناءا ترفيهيا فقط.

وطالب الأخ الأمين العام بإحداث محركات للنمو وتوفير فرص الشغل للشباب والنساء، وذلك من خلال  تسريع وتيرة إنجاز المشاريع المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية، ومن بينها 5 الاف هكتار من الأراضي الفلاحية التي تمت تعبئتها لتستفيد منها ساكنة جهة الداخلة - وادي الذهب مع ضمان انخراط الشباب والنساء في هذا الورش الهام، وتوفير التكوين اللازم لهم لتمكينهم من العمل في هذا المجال من خلال إحداث تعاونيات فلاحية منتجة مدرة للدخل، تستجيب لحاجيات المجتمع المحلي وتحسن من أوضاعهم المعيشية وتمكنهم من المساهمة بدورهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالجهة.
 

كما دعا إلى الإسراع بإنجاز المشاريع التي تروم تثمين منتجات الصيد البحري، وتهيئة قرى الصيادين، وتلك المرنبطة بقطاعات الصناعة التقليدية والفلاحة والطاقات المتجددة والصناعة وخاصة الصناعات الغذائية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وإحداث محطة لتحلية مياه البحر لأغراض زراعية، وإنشاء قطب سياحي إيكولوجي وتطوير عرض تكميلي حول الثقافة والبيئة والمنتجات المحلية، بالإضافة إلى تأهيل المناطق الطبيعية والمحافظة على النظم الإيكولوجية، وتثمين التراث الحساني.

 

وأبرز الأخ الأمين العام أن مجلس جهة الداخلة وداي الذهب الذي يرأسه الأخ ينجا الخطاط يلعب دورا أساسيا في تسريع وتيرة تنزيل النموذج التنموي الجديد الخاص بالأقاليم الجنوبية، حيث تعمل الجهة على مواكبة هذا النموذج بمخطط تنموي جهوي تكميلي، يركز على مبادئ تكافؤ الفرص وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، وضمان الكرامة لمختلف شرائح المجتمع، مؤكدا أن الجهة أبرمت مثلا في قطاع الصحة برنامجا تعاقديا في إطار شراكة مع القطاعين العام والخاص لتطوير وتأهيل المرافق والبنيات الصحية وضمان تزويدها بالتجهيزات والاختصاصات الطبية الضرورية، بالإضافة إلى توفير الأطر الطبية وشبه الطبية اللازمة، لضمان ولوج المواطنات والمواطنين بالجهة إلى الخدمات الصحية، وتوفير هاته الخدمات بالنسبة للأسر المعوزة مجانا.

وبخصوص التشغيل، أكد الأخ نزار بركة أن هذا الإشكال لا يزال مطروحا بهذه الأقاليم، وفي هذا الإطار دعا إلى العمل بنظام الوظيفة الجهوية، لخلق نظام جهوي للوظيفة العمومية، إلى جانب إعطاء الأولوية للمقاولات الصغرى والمتوسطة بالجهة، لتمكينها من تنفيذ المشاريع الكبرى المبرمجة في إطار النموذج التنموي الجديد بنفسها، والمساهمة في خلق فرص الشغل.
 

واعتبر الأخ الأمين العام أن جهة الداخلة - وادي الذهب تمثل قاطرة للعمق الإفريقي للمغرب، بل هي المحور الأساسي للترابط وبناء الاتحاد المغاربي، مسجلا أن هذه الجهة بإمكانها أن تشكل محورا ونموذجا حقيقيا للاقتصاد الأزرق الذي يتمحور حول الصيد البحري والسياحة والطاقات المتجددة، مبرزا أن بلادنا تريد أن تجعل من هذه الجهة، جهة نموذجية بالمغرب.

وختم الأخ نزار بركة كلمته بالتأكيد على أن التجارب العالمية أظهرت أن هناك ثالوث أساسي لضمان الكرامة للمواطنات والمواطنين، أول أضلاعه الاستقرار لأنه بدونه لا وجود لأي تنمية، ثانيه الديمقراطية الحقة أي حرية الاختيار، وثالثه التنمية التي تضمن التوزان والانصاف للجميع في الاستفادة من ثمارها، مؤكدا أن هذا ما يصبو إليه حزب الاستقلال وسيعمل على تحقيقه على أرض الواقع.