بوابة حزب الاستقلال

الأخ نزار بركة من بوزنيقة.. يستحضر المكانة الجوهرية للشباب في إرساء المشروع المجتمعي التعادلي ويحذر الحكومة من استمرار التعاطي مع إشكاليات الشباب من منظور الكلفة والعبء وليس الفرصة التي ينبغي استثمارها

الجمعة 18 أكتوبر 2019

عرس استقلالي شبابي حاشد، ذلك الذي احتضنه المركب الدولي مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، يوم الجمعة 18 أكتوبر 2019، برئاسة الأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، في تجمع شبابي قياسي فاق 7 ألاف مؤتمر ومؤتمرة من مختلف فروع منظمة الشبيبة الاستقلالية بجل ربوع المملكة وبديار المهجر، ضمن أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر العام الثالث عشر للمنظمة الذي تمتد فعالياته يومي 19 و 20 أكتوبر الجاري، تحت شعار "الشباب..كفاءات من أجل الوطن".

وشهدت هذه المحطة التنظيمية الهامة ضمن أشغال جلستها الافتتاحية، حضورا وازنا للإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب وعدد من ممثلي الأحزاب السياسية الوطنية، وبعض السفراء المعتمدين ببلادنا، إلى جانب حضور رؤساء وممثلي المكاتب التنفيذية للشبيبات الحزبية الوطنية، ووفود عدد من المنظمات الشبابية بإفريقيا والعالم العربي وأوروبا.

كما تميزت أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، بالكلمة التوجيهية الهامة للأخ نزار بركة الأمين العام للحزب، والتي استهلها بالتعبير عن سعادته بمشاركة مناضلي ومناضلات الشبيبة الاستقلالية احتفالهم بافتتاح أشغال مؤتمرهم العام الثالث عشر، مؤكدا بأن شعار المؤتمر نابع من نبض اللحظة التي تعيشها بلادنا، وما يعتمل اليوم في الواقع المغربي، لكي يأخذ الشباب موقعهم الطبيعي داخل المجتمع الأن وهنا داخل أرض الوطن.

وهنأ الأخ الأمين العام بالمناسبة رئيس وأعضاء اللجنة التحضرية للمؤتمر على تعبئتهم وعملهم الدؤوب والمكثف على مدى أكثر من سنة، من أجل عقد هذا الاستحقاق التنظيمي وتوفير ظروف وأجواء النجاح لأشغاله، من خلال عقد المؤتمرات المحلية، واختيار المؤتمرات والمؤتمرين، وكذا الاجتماعات المتواصلة والشاقة للجنة التحضيرية، لإعداد أوارق ووثائق المؤتمر ومستلزماته.
 
كما أشاد الأخ نزار بركة بروح الوحدة والتوافق التي طبعت أشغال اللجنة التحضيرية، والمسؤولية العالية التي عبر عنها الشباب الاستقلالي بانخارطهم الجماعي في هذه المحطة التنظيمية الهامة، وهو ما يترجمه اليوم هذا الحضور القوي والمتنوع للمؤتمرات والمؤتمرين القادمين من مختلف جهات وأقاليم المملكة، ومن فروع منظمة الشبيبة الاستقلالية في الخارج، منوها في الآن ذاته بالدور التنسيقي والتيسيري الهام الذي قام به الأخ محمد ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية المسؤول عن المنظمات الموازية وهيكلة الروابط المهنية، في سبيل توفير جميع شروط نجاح المؤتمر، معربا عن تقديره كذلك للمجهودات التي قام بها كل من الأخ عمر عباسي الكاتب العام للشبيبة الاستقلالية والأخ منصور المباركي عضو اللجنة التنفيذية ورئيس اللجنة التحضيرية من أجل الإعداد الجيد لهذا المؤتمر.
 
وسجل الأخ نزار بركة أن منظمة الشبيبة الاستقلالية اليوم بعقد مؤتمرها العام تلتحق بالدينامية التنظيمية والسياسية التي انطلقت مع المؤتمر العام السابع عشر لحزب الاستقلال، والتي شهدت مصالحة الاستقلاليات والاستقلاليين مع مبادئهم وقيمهم الراسخة، وانتصارهم لوحدة وتماسك البيت الداخلي، والتفافهم حول مشروع مستقبلي طموح للنهوض بالأداء الحزبي، حظي بثقة مؤسسات الحزب التقريرية والتنفيذية، مشيرا إلى أن الغاية من كل ذلك، هو بلورة عرض استقلالي جديد، تساهم فيه كل القطاعات والتنظيمات الحزبية والموازية، وقادر على تأطير المواطنات والمواطنين ولا سيما الشباب منهم، والترافع عن همومهم ومشاكلهم، والتفاعل مع مطالبهم المشروعة ببلورة حلول عملية وملموسة، في الشغل والصحة والتعليم، والخدمات الأساسية الأخرى، وتحرير طاقاتهم وإبداعاتهم بالتشجيع والدعم والمواكبة.
 

وأبرز الأخ الأمين العام أن محطة انعقاد المؤتمر العام 13 لمنظمة الشبيبة الاستقلالية تعد فرصة لتقييم أداء المنظمة بالحكمة والموضوعية والمسؤولية اللازمة، وباستحضار للمكاسب وتثمينها والبناء عليها، ورصد مكامن الضعف والإخفاق لتجاوزها، وذلك بهدف الارتقاء بأداء شباب الحزب لتحقيق مزيد من الطموحات والمكتسبات ومواصلة النضال لإنتازع مزيد من الحقوق في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. 
 
وعبر الأخ نزار بركة عن تقديره الخاص لشباب الحزب من خلال إيمانهم واقتناعهم بجدوى الفعل السياسي، وإصرارهم على المضي في هذا الاختيار الصعب، في وقت تحاك  فيه الحملات المعادية للسياسة والسياسيين، وتحميل الفاعل السياسي كل أعطاب الشأن العام والمجتمع، وتكريس صور نمطية حول الانتماء والممارسة الحزبية دون تمييز بين التجارب الجادة التي تراعي الصالح العام وخدمة المواطن، وبين تلك الممارسات التي  تولد وتموت مع المناسبات الانتخابية، من غير أن يكون لها أفق إصلاحي، ولا عمق اجتماعي وترابي، ولا شرعية وطنية وديمقراطية داخل المجتمع.
 
وأكد الأخ الأمين العام على أن الحضور المكثف للمؤتمرات والمؤتمرين يشعره بأن كافة حملات التبخيس ضد الأحزاب، ونشر الانهزامية في صفوف الشابات والشباب، لم تَنلْ من عزيمة الشبيبة الاستقلالية ومن تَجَدُّد دمائها، كما أنها لم تنل من ثقة شرائح واسعة من الشابات والشباب المغاربة للانخراط في المشروع الاستقلالي التعادلي الذي تقترحه هذه المنظمة العتيدة، مقدما التحية والتقدير لمختلف هياكل الشبيبة والجمعيات المنضوية تحت لوائها، على مساهمتهم المكثفة بالتأطير والنقاش والاقتراح والمبادرة المواطنة، التي تتفاعل مع انتظارات الشباب المغربي، وتنقل صوت هؤلاء الشباب إلى محافل النقاش العمومي والشأن العام. 
 

وأوضح الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال لا ينظر إلى الشباب، من زاوية القوة الناخبة التي ينبغي استقطابها لأغارض انتخابية، أو من زاوية تأثيث الواجهة الزجاجية للحزب أو التسويق الإعلامي لصورته لدى الرأي العام الوطني والدولي، كما أنه "بدون تبجح مغرض يتخذ الشباب مطية، وبدون إقحام للشباب في معارك زائفة لترضية الزعامات والأنانيات المتورمة كما فعل البعض مؤخرا"، يفرد للشباب مكانة جوهرية في إرساء مشروعه المجتمعي التعادلي بمبادئه وقيمه التربوية والوطنية، ويشركه في مختلف المعارك النضالية التي خاضها من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وذلك وعيا منه بأن الانتقالات والتحولات لا يمكن أن تصلَ إلى أهدافها وأن تحققَ مقاصدها إلا عبر جيل جديد من الشابات والشباب.
 
كما أكد الأخ الأمين العام أن إحاطة الشباب بالعناية اللازمة من حيث التعليم والتكوين والتأطير والتَفَتُّح المعرفي، لا يعني مطلقا أن هذه الفئة الحيوية قاصر أو غير مؤهلة أو غير جاهزة منذ الآن للانخراط في مسلسل المشاركة، وفي تحمل المسؤولية، وفي الاضطلاع بدورها كاملا في تفعيل المواطنة النشيطة داخل المجتمع، مبرزا الحاجة إلى عفوية الشباب، وإلى فكرهم النقدي البناء، وإلى إقبالهم على الحرية والحياة والتجديد، من أجل مراجعة بعض الأفكار والممارسات البالية وغير النامية، مشددا على مواجهة مختلف التحديات المطروحة على بلادنا فيما يتعلق بالديمقراطية وبالحقوق والحريات وبالعدالة الاجتماعية والتنموية، من خلال التَسَلُّح بنخب الحاضر والمستقبل، لأنها وحدها قادرة على تطعيم الحلول والبدائل بالإبداع والابتكار والدماء الجديدة. 
 
وأشار الأخ نزار بركة إلى أنه ليس من باب الصدفة أن يكون عمر منظمة الشبيبة الاستقلالية اليوم بعمر المغرب المستقل، شبيبة ولادة ومتجددة لوطن لا يشيخ،  مبرزا أن الوعي المبكر الذي ترسخ لدى رواد حزب الاستقلال، هو الذي يفسر كيف أنه في السنة الأولى لحصول بلادنا على الاستقلال، بادر الحزب  إلى إحداث الشبيبة الاستقلالية في مارس 1956، حيث كان حدث التأسيس مقترنا بـ"الألوكة" التي بعثها الزعيم علال الفاسي رحمه الله، بما تحمله من رسائل ومسؤوليات إلى شباب المرحلة من أجل مواصلة النضال في معركة بناء الاستقلال، ومعركة الوحدة الوطنية والترابية. 
 

واستحضر الأخ الأمين العام، جزء من "الألوكة التاريخية" للزعيم علال الفاسي رحمه الله  والتي يقول فيها : "على منظمات الشباب الاستقلالي أن تعمل على تكوين أفرادها... مستنيري الذهن، طيبي القلوب، مَليئين بالحيوية...شاعرين بالمسؤولية، متحملين لأعباء الواجب، مؤمنين بالله، متمسكين بالدين، مكتسبين بالوسائل المشروعة، ومبتعدين عن كل الشبهات... متناسقين في الأعمال، متناسين أنفسهم في الخدمة الاجتماعية، مقاومين للجهل والأمية، ناشرين للفضيلة والحرية".
 
كما أبرز الأخ نزار بركة أن الشباب الاستقلالي كان دائما له دور خلاق وجريئ ومؤثر في اتخاذ المواقف الحزبية وصياغة التقديرات السياسية، وابتكار تصوارت ومقاربات وإجراءات في التدبير خلال مناسبات متعددة، ومحطات حاسمة في حياة الحزب والوطن، ولا سيما في الدفع بمسار الإصلاحات الكبرى، وخلال الاستحقاقات الديمقراطية والسياسية والدستورية، وعلى هذا النهج الذي رسخه الرواد، تعتبر القيادة الحالية للحزب التي يشكل الشباب جزء لا يتجزأ منها، شباب الحزب كما تمثله منظمة الشبيبة الاستقلالية، وكما هو متواجد في مختلف الأجهزة والهياكل التنظيمية للحزب، وفي المنظمات الموازية الأخرى والروابط المهنية، وكذا في المؤسسات المنتخبة على المستوى الوطني والترابي، وكما كان حاضرا بقوة في صفوف مناضلات ومناضلي المؤتمر الأخير.
 
وأكد الأخ الأمين العام أن الشبيبة الاستقلالية هي الإمكان الحيوي والمستدام التي يتميز بها الحزب، والخازن الحقيقي للطاقات والقدارت التي يمكنها أن تكون محركا للدينامية والإشعاع اللذين يراهن عليهما الحزب لتحسين جاذبية العرض الاستقلالي في خدمة المواطنات والمواطنين، مشيرا إلى أنه على ذات النهج الذي رسخه الرواد، أعطى حزب الاستقلال القدوة والنموذج في احتضانه للشباب، وكان سباقا لإدماجهم في دواليب الحزب وإشاركهم في تحمل مسؤولية اتخاذ القرار الحزبي، حيث ضمت قيادته، وباستمرار، حضورا وازنا للشباب عبر مساره السياسي قبل الاستقلال وبعده، ولم يكن الحزب ينتظر إعمال نظام الكوطا ليجعل الشباب في أعلى مستويات أجهزته القيادية، كما أن ثلة من الشباب اليوم في اللجنة التنفيذية الحالية، كما هم متواجدون في مختلف الأجهزة والهياكل التنظيمية والروابط المهنية والمنظمات الموازية للحزب، ومختلف المؤسسات المنتخبة على المستوى الوطني والترابي. 

واعتبر الأخ نزار بركة أن الشباب حظي بمكانة بارزة في دستور 2011، الذي عمل على مأسسة الجهود والمبادرات الموجهة للشباب ونص على المبادئ والكيفيات اللازمة لتحقيق نقلة نوعية لفائدة النهوض بأوضاع الشباب داخل المجتمع، وفي هذا الإطار، نص الفصل 33 من الدستور على اتخاذ السلطات العمومية للتدابير الملائمة لتحقيق توسيع وتعميم مشاركة الشباب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية ببلادنا، ومساعدة الشباب على الاندماج في الحياة النشيطة والجمعوية، إلى جانب تقديم المساعدة لأولئك الذين تعترضهم صعوبة في التكيف المدرسي أو الاجتماعي أو المهني، ثم تيسير ولوج الشباب للثقافة والعلوم والتكنولوجيا والفن والرياضة والأنشطة الترفيهية، مع توفير الظروف المواتية لتتفتق طاقاتهم الخلاقة والإبداعية في مختلف هذه المجالات.
  
وأوضح الأخ الأمين العام أن قضايا الشباب شكلت محورا رئيسيا في العديد من الخطب الملكية السامية الموجهة إلى الأمة، منها الخطاب السامي ليوم الجمعة 13 أكتوبر 2017 بمناسبة افتتاح البرلمان، حيث دعا جلالة الملك إلى "بلورة سياسة جديدة مندمجة للشباب تقوم بالأساس على التكوين والتشغيل، قادرة على إيجاد حلول واقعية لمشاكلهم الحقيقية"، وكذلك الخطاب الملكي السامي بمناسبة الذكرى 65 لثورة الملك والشعب، ليوم الاثنين 20 غشت 2018 الذي أكد من خلاله على ضرورة وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد، وجدد الدعوة لإعداد استراتيجية مندمجة للشباب، والتفكير في أنجع السبل للنهوض بأحوالهم وفتح باب الثقة والأمل في المستقبل أمامهم. 
 
كما جدد الأخ نزار بركة التذكير بما أفرده جلالة الملك من توجيهات سامية للقطاع البنكي الوطني من أجل دعم الشباب، في خطابه الملكي الأخير بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الجديدة، حيث حثهم على تقوية مساهمتهم في المجهود التنموي والاستثماري لبلادنا والاهتمام بدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة والتشغيل الذاتي للأنشطة المنتجة والمدرة للشغل والدخل، بالإضافة إلى مواكبة وإدماج المقاولين الشباب والخريجين من خلال تيسير ولوجهم للقروض البنكية وتمكينهم من إطلاق مشاريعهم الذاتية.
 

وسجل الأخ الأمين العام بتقدير كبير الطفرة النوعية للشباب في الحقل السياسي خلال العهد الجديد، من حيث  اعتماد اللائحة الوطنية في البرلمان، في أفق تمكين الشباب من القدارت الضرورية والأجواء التنافسية السليمة لتحقيق مشاركته الكاملة في الحياة السياسية الوطنية، غير أن هذه الآفاق الواعدة التي يبشر بها الدستور، وتترجمها التوجيهات الملكية السامية، تصطدم للأسف بسياسات حكومية متقادمة، غير مندمجة، وغير ناجعة، وهي سياسات ما تزال تتعاطى مع إشكاليات الشباب من منظور الكلفة والعبء وليس الفرصة التي ينبغي استثمارها، وبالتالي، فإن هذه السياسات الحكومية لم تزد إلا في تفاقم أوضاع الشباب المغربي، كما تؤكد ذلك العديد من المؤشرات.
 
وعدد الأخ نزار بركة مجموعة من المؤشرات والأرقام الدالة عن تردي أوضاع الشباب المغربي في عهد الحكومة الحالية، حيث أصبحت بطالة الشباب وخاصة ما بين الفئات السنية 15 و 24 سنة تصل إلى 26.5 في المائة، أي ربع الشباب بالمغرب عاطلون عن العمل، متسائلا عن مآل المخطط الحكومي الذي وعد الشباب بخلق مليون و 200 ألف فرصة شغل، ومن أجل هذا المخطط الوهمي فقط الذي خلق آمالا كاذبة للشباب على الحكومة أن تقدم برنامجا حكوميا جديدا لتستعيد ثقتهم حيث يئس أكثر من 50 في المائة من الشباب المغاربة من البحث عن أي شغل.
 
وأضاف الأخ الأمين العام أن هذه المؤشرات لا تقف عند هذا الحد، بل تتجاوز ذلك، من خلال الانخراط الكبير للشباب المؤهل والمتعلم من مختلف التخصصات والشرائح الاجتماعية بما فيها الوسطى والميسورة في مسلسل هجرة الكفاءات، مجددا دعوته للحكومة لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف تدفقات الهجرة السرية والعلنية للشباب وذوي الكفاءات، حيث يرغب أكثر من 70 في المائة من الشباب في الهجرة حسب بحث ميداني تم إجارؤه مؤخرا، بالإضافة إلى أن 75 في المائة من الشباب يعانون من غياب التغطية الصحية، إلى جانب استمرار وتنامي ظاهرة شباب خارج المدرسة بدون تكوين ولا شغل ولا حماية اجتماعية، بما يقدر بأكثر من 2.7 مليون شابة وشاب ما بين 15 و 29 سنة، مجددا دعوته الحكومة بهذه المناسبة إلى وضع خطة استعجالية لمنح فرصة ثانية لهذه الفئة الشبابية، وتسهيل اندماجها في المجتمع. 
 

وجدد الأخ نزار بركة تساؤله بشأن هذا التردد والبطء والتسويف الذي تنهجه الحكومة في اعتماد القوانين، وتفعيل السياسات والبرامج العمومية، التي تضمن انخراط الشباب في المجتمع وتمكينهم من حقوقهم التي يكفلها الدستور، مسائلا الحكومة بعد سنتين من الانتظار عن مصير السياسة العمومية المندمجة الخاصة بالشباب التي دعا إليها جلالة الملك، إلى جانب الآليات الدستورية والمؤسساتية الكفيلة بإشراك الشباب في مسلسل صناعة القرار العمومي، والمساهمة الفعالة في مؤسسات الحوار المدني والديمقراطية التشاركية على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي.
 
وفي هذا الصدد، دعا الأخ الأمين العام بإلحاح كبير الحكومة، في نسختها المعدلة إلى تقديم برنامج جديد، يتدارك ما تم إغفاله، ويستوعب مختلف التحولات والرهانات التنموية والحاجيات المتجددة للمواطن، ولا سيما الشباب منهم، إلى جانب بلورة هذا البرنامج الحكومي الجديد بمَا يمكن بلادَنا من الانخراط في مرحلة جديدة بجيل جديد من الإصلاحات والاستراتيجيات والتدابير المعززة للثقة، وإشعار الشباب بفعلية التحول والانتقال إلى النموذج التنموي الجديد، من خلال إشراكه في وضع وتنفيذ تلك السياسية المندمجة الجديدة التي تتلكأ الحكومة في إخراجها.
  
كما جدد الأخ نزار بركة تهنئته للسيد رئيس الحكومة بإخراجه للحكومة في صيغتها الجديدة، مضيفا بالقول " لا بأس بالتكنوقراط إذا كانوا في خدمة المصلحة العليا للوطن، وخدمة مصالح المواطنين...وقد نتغاضى تجاوزا عن استمرار ظاهرة صباغة الوزارء...ولكن المواطن ينتظر التزامات واضحة في التشغيل والصحة والتعليم والخدمات الأساسية، وينتظر الشروع في تفعيل خارطة الطريق الإصلاحية التي يقودها جلالة الملك في العديد من المجالات...لذلك لا بد من تعاقد ثقة جديد على أساس البرنامج الحكومي، لكي يعيد الأمل إلى المواطنات والمواطنين، والشباب منهم خاصة." 
 

وأكد الأخ الأمين العام أنه يحدوه الأمل إلى أن يشكل هذا المؤتمر رجة شبابية ينصهر فيها الذكاء الجماعي للشبيبة الاستقلالية من أجل تطوير برامجها وهياكلها وتجديد أساليب عملها بما يكفل  لها تجاوز كل المعيقات بالروح النضالية العالية التي طبعت مسيرتها الطويلة والشاقة، وتطوير برامجها وهياكلها وتجديد أساليب عملها، فالرهان معقود على منظمة الشبيبة الاستقلالية، في إطار الفعل الميداني والقرب من المواطنات والمواطنين، وما تشكله من قوة اقتراحية.
 
قوة اقتراحية، يسجل الأخ نزار بركة، من أجل تفعيل استراتيجية النهوض بالأداء الحزبي والارتقاء بمكانة حزب الاستقلال في المشهد السياسي الوطني وتقوية تنافسية العرض الاستقلالي التعادلي لدى الشباب، من خلال الممارسة النضالية النزيهة والمسؤولة، والمبنية على المبادئ والقيم الاستقلالية الراسخة، وربط الأفعال بالأقوال، والالتزام بالوعود، والتفاني في خدمة الصالح العام وغيرها، إلى جانب تعزيز وتقوية دور المعارضة الاستقلالية الوطنية للحزب وتصريفه في مبادراتها واقتراحاتها وترافعاتها لخدمة مصالح المواطنات والمواطنين، بالإضافة إلى المساهمة في تأطير الشباب في المدن والقرى والترافع عن همومهم وانشغالاتهم، وتحفيز الشباب على الفعل السياسي والمساهمة في تعزيز المشاركة في الحياة السياسية والشأن العام بما يحقق مضمون وفعلية شعار المؤتمر "الشباب...كفاءات من أجل الوطن". 
 
وأكد الأخ الأمين العام أن القناعة التي ستظل راسخةً في حزب الاستقلال هي أن الشباب يشكل فرصةٌ ينبغي استثمارها في إطار المواطنة الكاملة لكل فئات المجتمع، وفي تحقيق الإقلاع الاقتصادي والتنموي لبلادنا، من خلال انخراطهم الإيجابي في التحولات التي يعرفها المجتمع والتشبث بالهوية الوطنية مع الانفتاح على القيم الإنسانية، مستحضرا في ختام كلمته ألوكة الزعيم علال الفاسي لراهنيتها، إذ قال رحمه الله "أيها الشباب الاستقلالي، إن مستقبل الحزب، ومستقبل الأمة بين أيديكم، فكونوا أهلا للثقة التي نضعها فيكم، وائتمروا بينكم بمعروف".