بوابة حزب الاستقلال

الأمين العام لحزب الاستقلال: عبد الخالق الطريس.. إيمان عميق بالديمقراطية وحقوق الإنسان

الجمعة 27 يوليوز 2018

تخليدا للذكرى الثامنة والأربعين لوفاة زعيم الوحدة المجاهد عبد الخالق الطريس، ترأس الأخ نزار بركة الأمين العام لحزب الاستقلال، يوم الجمعة 27 يوليوز 2018 بمدينة المضيق، مهرجانا خطابيا كبيرا، تحت شعار "عبد الخالق الطريس.. الحس الوطني الوحدوي المتميز ونكران الذات".
 
وعرف هذا اللقاء الوطني الكبير، حضور الأخ سيدي محمد الطريس نجل الزعيم عبد الخالق الطريس، إلى جانب الحضور الوازن للإخوة أعضاء اللجنة التنفيذية للحزب، والحضور المهم لمناضلي ومناضلات الحزب الذين حجوا من مختلف أقاليم وعمالات الجهة.
 
وتميز المهرجان الخطابي بالكلمة التي ألقاها الأخ نزار بركة بالمناسبة، والتي سبقها إلقاء النشيد الوطني ونشيد الحزب، إلى جانب تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وتلاوة سورة الفاتحة ترحما على روح فقيد الوحدة الزعيم عبد الخالق الطريس.
 
وأكد الأخ نزار بركة أن مسألة الديمقراطية شكلت أحد الثوابت الأساسية التي آمن بها الزعيم الوحدوي عبد الخالق الطريس، ولم يتوقف عن المطالبة بتحقيقها بعد الاستقلال، باعتبارها أحد أبرز القيم الإنسانية التي تضمنتها المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وكان يعتبر محاولة قوى الاحتلال حرمان الشعب منها، أمرا مرفوضا ولا يمكن السكوت عنه، مؤكدا أن الزعيم الوحدوي خلال سنة 1952 قال :"إننا نريد تطعم لذة الديمقراطية والتنعم بها، متساوين مع الدول الغربية في كل حقوق الإنسان، هذه الحقوق التي جعلوها عامة في الورق، واحتفظوا بها لأنفسهم".
 
وأشار الأخ الأمين العام إلى أن الزعيم عبد الخالق الطريس كان يرى أن الكفاح من أجل الاستقلال مرتبط ارتباطا عضويا بالمطالبة بإقامة نظام دستوري، تضمن فيه الحرية الفردية والجماعية، وتصان فيه كرامة المواطن في ظل ديمقراطية حقيقية. وأبرز أن التجسيد العملي لهذا النظام الدستوري، يجب أن تسهر عليه حكومة تستند إلى إرادة الشعب المعبر عنها في انتخابات حرة نزيهة.
 
كما أبرز الأخ نزار بركة أن الزعيم الوحدوي كان مقتنعا بأن الكفاح التحرري جزء من الدفاع عن حقوق الإنسان، فكان من أوائل المدافعين عن حقوق الإنسان ببلادنا، إذ كان له إيمان قوي بضرورة تمتع المواطن بحقوقه كاملة في مفهومها الشامل، مع ما يتطلبه ذلك من خلق آليات التأطير والتوعية والدفاع وإشاعة الوعي بذلك لدى الأفراد والجماعات وهو ما حدا به إلى أن يسهم بفعالية في تأسيس أول عصبة للدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب وفي العالم العربي سنة 1933.
 
وسجل الأخ الأمين العام أنه على هدى وخطى زعيم العمل الوحدوي، واصل حزب الاستقلال بكل تفان وإخلاص نضاله المستميت من أجل الثوابت والمقدسات إلى جانب الإرادات الخيرة في وطننا، مدافعا عن تماسك الأمة ووحدتها، مؤكدا على تحصين الإنسية المغربية في وحدتها وانصهار مكوناتها وتعدد روافدها الثقافية واللغوية والحضارية ضد كل ما يتم الترويج له من أفكار ودعوات وتوجهات ونزعات من شأنها أن تهدد وحدتنا الوطنية وتحدث شروخا داخل المجتمع المغربي.
 
كما أوضح الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال دعا إلى التدبير الحكيم والرزين للتعددية اللغوية بشكل يستوعب دعاة افتعال التصادم والتعارض بين اللغات، ويحافظ على الثوابت الجامعة للأمة المغربية وللهوية الوطنية التي تتميز بتبوأ الدين الإسلامي بمبادئه وتعاليمه السمحة مكانة الصدارة فيها، في ظل التمسك بالوحدة المذهبية في إطار المذهب المالكي كأهم عوامل التضامن وتعزيز الوحدة الوطنية.
 
وعبر الأخ الأمين العام عن مواصلة حزب الاستقلال تجنده الدائم وراء جلالة الملك، دفاعا عن قضيتنا الوطنية وضمان سيادة بلادنا على كافة التراب الوطني، بحضورنا النشيط والفاعل على المستويين الوطني والدولي، وفي صدارة التعبئة والموقف واليقظة المعبرة عن الإجماع الوطني.
 
وسجل الأخ نزار بركة أنه في هذا الإطار سبق لحزب الاستقلال أن أشهر في لقاء "العيون" الذي عرف مشاركة مكثفة للحزب قيادة ومنتخبين وأطرا، اللاءات الصارمة والحازمة التي يتقاسمها الشعب المغربي قاطبة في وجه خصوم الوحدة الترابية للمملكو ضد أي مساس بالسيادة الوطنية على الصحراء المغربية، خيث دعا الحزب مختلف الفرقاء السياسيين والمؤسسات التمثيلية والقوى الحية إلى تشكيل جبهة سياسية للدفاع عن وحدتنا الترابية، تكون منصة لمبادرات الترافع والتواصل والتأثير، لدعم القضية الوطنية.
 
كما أكد الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال سجل باعتزاز كبير إشراك كل من الأخوين سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة وادي الذهب كممثلين لساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة في اللقاءات بالمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية السيد هورست كوهلر، في كل من محطتي لشبونة والعيون.
 
واعتبر الأخ نزار بركة أن حزب الاستقلال كان سعيه حثيثا لدى أصدقائه في الأممية الديمقراطية لأحزاب الوسط ولدى قادة الأحزاب الأوروبية الصديقة للترافع حول القضية الوطنية ومقترح الحكم الذاتي المشهود له بالجدية والمصداقية، وحول الاتفاق الفلاحي مع الاتحاد الأوروبي.
 
وجدد الأخ الأمين العام التأكيد مرة أخرى في حزب الاستقلال على إعطاء الصدارة للأقاليم الجنوبية في تنزيل الجهوية المتقدمة والتسريع بذلك في أفق منح الحكم الذاتي لهذه الأقاليم باعتبار تلك الجهوية التي لا زلنا ننتظر التطبيق الفعلي لها، لبنة قوية لتعزيز بناء الصرح الديمقراطي الذي يحرص جلالة الملك على ترسيخه علاوة على كونها رافعة تنموية محفزة على تطوير الخصوصيات المحلية، في إطار من التكامل والتضامن بين مختلف الجهات بما يعزز الوحدة الوطنية والترابية.
 
وأضاف الأخ نزار بركة أنه انسجاما مع هذا التوجه، أكد حزب الاستقلال انخراطه القوي وتجاوبه الكبير مع النفس الإصلاحي الجديد الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس أيده الله في تجاوب مع حاجيات وانتظارات المواطنات والمواطنين ودعوته إلى إرساء نموذج تنموي جديد يضمن العدالة وتكافؤ الفرص للجميع، وبلورة سياسة عمومية مندمجة للشباب.
 
كما أبرز الأخ الأمين العام أن حزب الاستقلال يعكف اليوم بكل مكوناته، في تفاعل مع الإرادة الملكية على بلورة تصور متميز ومتكامل للنموذج التنموي الوطني، يؤسس لمفهوم جديد للتنمية البشرية المستدامة بإدماج رهانات التنمية البشرية ومتطلبات التنمية المستدامة.